6 عوامل وراء دعم الأميركيين القوي لترامب...ما هي؟

09/11/2024 04:10PM

قد يكون من الصعب على العديد من الناس خارج الولايات المتحدة فهم سبب رغبة ملايين الأميركيين في إعادة دونالد ترامب إلى السلطة، لكن هناك عدة عوامل تفسر هذه الرغبة القوية التي يعبر عنها أنصاره. إليكم أبرز 6 أسباب التي تقف وراء دعم ترامب ورغبة الكثيرين في عودته إلى البيت الأبيض:

على الرغم من أن ترامب ملياردير وأصبح جزءًا من النخبة الأميركية منذ عقود، إلا أنه يظل يبدو قريبًا من الناس بالنسبة للعديد من الأميركيين. يتحدث ترامب بأسلوب عفوي يشبه حديث شخص عادي في حانة، ولا يتردد في قول ما يدور في ذهنه، حتى لو كانت كلماته أحيانًا غير ملائمة. هذه العفوية والصراحة في التعبير عن آرائه جعلته يبدو أكثر "واقعية" مقارنة بالعديد من السياسيين. ومن جهة أخرى، يرى البعض أن احترافية نائبة الرئيس كامالا هاريس وقدرتها على التركيز تتسم بالتعالي، ولا تعكس الشخصية التي يتوق إليها العديد من الناخبين.

ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى أن أغلب الأميركيين لديهم انطباع سلبي عن شخصية ترامب، إلا أن هناك من ينظر إليه كمرشح قابل للتنفيذ، حيث يرونه شخصية يمكنهم التعاطي معها، وليس "قديسًا سياسيًا" كما قد يرغب البعض. في النهاية، لا يرى كثيرون أن فترة ترامب الرئاسية كانت كارثية، بل على العكس، كثير من الأمريكيين يجدون أنه لم يجرِ حروبًا أو يدمر الاقتصاد، وهو ما يجعلهم يتجاوزون فضائحه السابقة.

وأحد أكبر العوامل التي تجعل الناخبين يفكرون في إعادة انتخاب ترامب هو الموقف الاقتصادي. قد يكون المجتمع الأميركي هو الأكثر تبنيًا للرأسمالية المفرطة، حيث يُركّز بشكل كبير على الأسواق الحرة والحد من تدخلات الحكومة. وبالنسبة للعديد من الناخبين، يعتبر الاقتصاد العامل الأكثر تأثيرًا في اختياراتهم الانتخابية.

وفي ظل جائحة كورونا، التي أدت إلى ارتفاع الأسعار بسبب التضخم، شعر العديد من الأميركيين بهذا الارتفاع في تكاليف حياتهم اليومية. ولوموا السياسات الاقتصادية التي اتبعها الرئيس جو بايدن، مع إدراكهم أن سياسات ترامب كانت أكثر فاعلية بالنسبة لميزانياتهم الشخصية، خاصة في ما يتعلق بأسعار السلع الأساسية مثل البنزين والمواد الغذائية.

وتتمثل القاعدة الأكثر ولاء لترامب في الرجال البيض الذين لا يحملون شهادة جامعية. وفي الوقت الذي كانت فيه هذه الفئة تستفيد من الوضع الاقتصادي في أميركا خلال الثمانينيات، فإن دخلها الآن أصبح أقل من المتوسط. بالنسبة لهذه الفئة، لم يعد النظام الاقتصادي يعمل لصالحهم، خاصة مع تزايد الثروات في المدن الكبرى.

لكن شعبية ترامب امتدت إلى فئات سكانية أخرى مثل الأميركيين من أصول لاتينية، الذين كانت ديمقراطيات الحزب الديمقراطي تعتبرهم من الناخبين المهمين. لكن الحملة التي شنتها هاريس لم تتمكن من تحقيق نجاح واضح لدى هذه الفئة.

وقدّم ترامب نفسه كمرشح "مناهض للنظام"، وهو الخطاب الذي لقي صدى قويًا بين العديد من الأميركيين الذين يشعرون أن الوضع القائم لا يخدمهم. يعتبرون أن الأمور يجب أن تتغير، ووعد ترامب بإحداث تغييرات جذرية في حال فوزه بولاية ثانية. في مقابل ذلك، ينظرون إلى كامالا هاريس كمرشحة النظام القائم، حيث وصفها ترامب في حملته بأنها تمثل استمرار الوضع الراهن.

والعديد من الناخبين يرون أن ترامب هو القادر على إحداث التغيير الذي يعتقدون أنه ضروري لتحسين وضعهم. وفي استطلاعات ما بعد التصويت، أشار 73% من مؤيدي ترامب إلى أن الأهم بالنسبة لهم هو أن يكون ترامب قادرًا على إحداث التغيير.

وعلى الرغم من زيادة عدد النساء اللواتي يشغلن المناصب السياسية في الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة، إلا أن هناك قطاعات من الأميركيين الذين يرفضون فكرة أن تكون امرأة على رأس أكبر قوة في العالم. وفي المناطق الأكثر تحفظًا، مثل "حزام الكتاب المقدس"، يعتبر البعض أن النسوية مرفوضة ثقافيًا.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال العنصرية والتمييز ضد السود والأقليات الأخرى متجذرة في أجزاء كبيرة من الولايات المتحدة، وهو ما يعكس واقعًا صعبًا يعيشه العديد من الأميركيين من أصل أفريقي. كل هذه العوامل يمكن أن تكون قد أسهمت في تراجع دعم كامالا هاريس في بعض الفئات.

وعلى الرغم من دعم الولايات المتحدة الثابت لإسرائيل، إلا أن هناك كثيرين من الأميركيين، خاصة من أصول يهودية وعربية، الذين يرون أن السياسة الأميركية الحالية في الشرق الأوسط غير متوازنة. لكن ما يجذب مؤيدين لترامب هو وعوده بإبقاء الولايات المتحدة بعيدة عن النزاعات الدولية. على سبيل المثال، وعد ترامب بإنهاء الحرب في أوكرانيا بسرعة، وهو ما اعتبره البعض أمرًا جيدًا لأنه سيقلل من الأموال التي يتم إنفاقها في الصراعات الخارجية.

في النهاية، تُظهر هذه العوامل أن دعم ترامب في الانتخابات المقبلة لا يتعلق فقط بالسياسات الداخلية أو شخصيته، بل يتعلق أيضًا بمشاعر التغيير والتمرد ضد "النظام القائم" في واشنطن، وهو ما يجعل العديد من الأميركيين يرونه الخيار الأفضل لإحداث الفارق.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa