07:08AM
بات الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين ليلته في بيروت، متابعاً بعض النصوص والامور التقنية المتعلقة بمشروع الحل لوقف العدوان الاسرائيلي على لبنان، مع مستشار رئيس المجلس النيابي علي حمدان وآخرين، ومتواصلاً مع تل ابيب التي سينتقل اليها اليوم، لتكون عودته منها او عدمها مؤشراً إلى ما سيكون عليه الموقف الإسرائيلي منه، وبالتالي على مصير الحل نجاحاً او فشلاً. وقد اكّد هوكشتاين انّ محادثاته مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي بأنّها «كانت بنّاءة»، مؤكّداً انّ «الحل اصبح قريباً من أيدينا»، و»اننا امام فرصة حقيقية للوصول إلى نهاية للنزاع».
من الواضح انّ لبنان أدّى ما يتوجب عليه لإنجاح مساعي وقف إطلاق النار، عبر تلقفه المقترح الأميركي بمرونة وإيجابية، مع إبداء ملاحظات مشروعة ومبرّرة لضمان آلية تطبيق القرار 1701 بنحو لا يتعارض مع مقتضيات السيادة.
وبهذا السلوك البراغماتي للدولة والمقاومة، نجح المفاوض اللبناني في إعادة الكرة إلى الملعب الإسرائيلي، وفي عدم إعطاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ذريعة لتحميل الطرف الآخر مسؤولية إحباط المسعى الأميركي.
ولعل مجرد مجيء هوكشتاين إلى بيروت كان في حدّ ذاته مؤشراً إلى تسجيل تقدّم على المسار اللبناني من المفاوضات، ثم أتت تصريحاته بعد لقائه الرئيس نبيه بري لتعزز الانطباع بأنّ هناك فرصة لإنهاء الحرب، وبأنّ لبنان لاقى الحراك الأميركي في منتصف الطريق وبادر الى تأمين شروط نجاحه.
من هنا، قالت أوساط مواكِبة للمسار الديبلوماسي لـ«الجمهورية»، انّ مصير الوساطة الأميركية بات الآن رهناً بطبيعة الموقف الاسرائيلي حيال ما تمّ التوصل اليه بين هوكشتاين وبري المفوض من «حزب الله»، مشيرة إلى انّ التعاطي اللبناني المرن مع الورقة المقترحة سيشكّل اختباراً لحقيقة النيات الإسرائيلية، وسيكشف ما إذا كانت تل أبيب مستعدة حقا لإنهاء العدوان.
ولفتت هذه الاوساط إلى «انّ الحذر يبقى ضرورياً في انتظار تبيان فحوى الردّ الاسرائيلي»، مشدّدة على «وجوب الأخذ في الحسبان انّ نتنياهو قد يلجأ إلى المراوغة والمناورة للتملّص من الموافقة على وقف اطلاق النار في هذا التوقيت، تماماً كما فعل في قطاع غزة، حين كان يعمد إلى اللف والدوران كلما كانت جولات التفاوض تقترب من تحقيق نتيجة إيجابية».
واكّدت الاوساط انّ «الميدان يبقى الضمان الوحيد لإقناع قيادة الكيان الإسرائيلي بوقف إطلاق النار ولو بعد حين، إذا كانت ستجهض الفرصة الحالية بسبب تعنتها ومكابرتها».
وإلى ذلك، أوحى تأجيل الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم كلمته التي كانت مقرّرة بعد ظهر أمس، بأنّ «الحزب» في صدد جولة مشاورات حساسة حول الطروحات التي خرج بها اجتماع بري وهوكشتاين. وقالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، إنّ هذه المشاورات ستشمل حتماً الحليف الإيراني الذي يواكب من كثب حركة هوكشتاين وما سينتج منها. وقد أوفد إلى بيروت قبل أيام كبير مستشاري المرشد الايراني علي لاريجاني لمواكبة الحراك السياسي الجاري ميدانياً.
واضافت المصادر، أنّ هوكشتاين تريث في الانتقال سريعاً إلى إسرائيل بعد ظهر أمس، بعد لقاءاته مع بري وميقاتي وقائد الجيش العماد جوزف عون، لأنّه أراد قبل ذلك أن يتبلّغ الموقف الدقيق والنهائي من جانب «الحزب». وعلى الأرجح، هو يأمل أن يحصل عليه لاحقاً في لقاء ثانٍ تردّد أنّ هوكشتاين سيعقده مع فريق عمل رئيس المجلس، كي تأتي الأجوبة التي سيحملها إلى إسرائيل واضحة وثابتة.
وبناءً على هذه الوقائع، رأت المصادر أنّ جولة المفاوضات الحالية التي يقودها هوكشتاين ستكون حاسمة في مسار الحرب الدائرة، فإما أن تتوصل إلى ابتكار صيغة ترضي جميع القوى المعنية وإما أن تدخل الحرب في مراحل أكثر دموية وتدميراً. وفي هذا السياق، تعتبر المصادر أنّ الغارة الإسرائيلية على محلة زقاق البلاط في قلب بيروت أمس الاول كانت من المؤشرات المثيرة للقلق.
وفي السياق، لفتت مصادر اطلعت على تفاصيل ما جرى مع هوكشتاين لـ«الجمهورية» ليل أمس، انّ التشكيك بمهمّته في تل أبيب مردّه إلى أنّه من المحتمل ان يكشف نتنياهو عن شروط جديدة، إن لم يكن مستعداً للتهدئة على الجبهة الجنوبية منعاً لإعطاء أي مكسب للرئيس الاميركي الحالي جو بايدن. لكن ذلك قد يكون صعباً هذه المرّة، إن صح الحديث عن حصول توافق تام بين بايدن وخلفه دونالد ترامب على المخارج التي تريدها واشنطن للوضع في جنوب لبنان لمصلحة جميع الأطراف. وعندها لن يكون هناك داعٍ لانتظار دخول ترامب إلى البيت الابيض للحديث عن التهدئة، فهو قادر على تحقيق الإنجازات قبل دخوله المكتب البيضاوي.
وفي الإطار عينه، لفتت مراجع ديبلوماسية عبر الـ«الجمهورية» إلى قلق متزايد من موجة مزايدات اسرائيلية بين أعضاء حكومة نتنياهو، الذين يستعدون من اليوم للانتخابات المقبلة منتصف السنة الجديدة، وقد وجدوا في ما يجري في غزة ولبنان مناسبة لتسجيل مواقف مسبقة. ومن مظاهر هذه الحالات المؤذية لعملية السلام في غزة ولبنان، ما نُقل أمس عن وزير الشتات الإسرائيلي عميحاي شيكل الذي يفيض تشدّداً عن رفاقه «أنّ اي اتفاق لإنهاء الحرب على لبنان يجب أن يتضمن إلغاء اتفاق ترسيم الحدود البحرية». مضيفاً: «كما يجب أن يتضمن طرد قوات «اليونيفيل» من جنوب لبنان بعدما ثبت أنّها «فشلت في مهمتها».
وانتهت هذه المصادر إلى القول، انّ وزير الشتات الذي لم يُسمع له صوت من قبل في الحوار داخل الحكومة بين المتشددين والحمائم، يسبق بكثير طروحات وزير الطاقة الذي كان يطالب بإلغاء الاتفاق البحري مع لبنان، قبل ان يُقال له انّ مثل هذا التفاهم يحظى بالرعاية الاميركية، وانّ الوثائق المتبادلة سُجّلت وأودعت لدى دوائر الأمم المتحدة المعنية بالحدود البحرية بين المناطق الاقتصادية الخالصة بين أي دولتين.
ونقلت قناة «الحدث» عن «مصادر ديبلوماسية» قولها إنّ «ما اتفق عليه بري وهوكشتاين «جيد» شرط أن يوافق عليه نتنياهو». واضافت: «بري يقول إنّ الميدان العسكري يُترك لأصحابه». ونقلت عنه قوله: «الميدان السياسي لنا». ولفتت إلى أنّ «هوكشتاين تلقّى إشارات من ترامب تساعده في مهمّته ببيروت وتل أبيب». وختمت: «هذه المحاولة الأخيرة لهوكشتاين في مهمّته بين بيروت وتل أبيب».
المصدر : الجمهورية
شارك هذا الخبر
الجيش يخسر بطلًا من أبطاله!
استقرار في أسعار النفط
الجيش: إصابة ٣ عسكريين باستهداف إسرائيلي في القليعة!
بالصور: هوكستين وجونسون يزوران معراب
بلاسخارت لـ مجلس الأمن: لبنان يواجه أزمة إنسانية وتطبيق الـ ١٧٠١ ينهي الصراع
كالأفلام..مذبحة في هجوم ليلي على إحدى ضواحي هايتي
روجيه زكّار: نفتخر برعاية معرض "شرم الشيخ السادس" للتأمين
مجازر وغارات ومدفعية: عين على الجنوب
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa