مجازر بيئية حرجية في عكار بمناطق مدرجة على لائحة التراث

كتب عامر زين الدين في الأنباء الكويتية: 

ماذا يجري بيئيا على الحدود الشمالية الشرقية مع سورية؟ سؤال يحير أبناء الشمال، ازاء الانتهاكات البيئية المتكررة التي تشهدها تلك المناطق وتنفيذ مجازر بيئية بحق الاشجار الحرجية، في غياب الإجراءات الرقابية والرادعة، وتحديدا في الجهة الجنوبية من «النهر الكبير».

منطقة «حرش الغار»، المعروفة محليا بـ «الحرش الأسود» نسبة إلى كثافة أشجاره وتنوعه البيئي الفريد، مصنفة غاية من الاهمية البيئية للنباتات Important Plant Area، وتقع ضمن المواقع المدرجة على اللائحة التمهيدية لمواقع التراث العالمي التابعة لمنظمة «أونيسكو».

احد المعنيين في المنطقة اتهم عبر «الأنباء» مجموعات من الأشخاص القادمين عبر الحدود السورية بعبور النهر والقيام بالتعديات على الاشجار، وقال «يأتون على نحو شبه يومي تحديدا من منطقة منجز الحدودية، ويستخدمون احيانا سلاح الترهيب».

مئات الاشجار من الغابة بحسب هؤلاء تنقل إلى بلدة عزير داخل الأراضي السورية، حيث يتم تحويلها إلى خشب تمهيدا لبيعها.

جهات بيئية عدة نددت بما يحصل، مستنكرة المجازر البيئية التي تنفذ يوميا بحق المنطقة الطبيعية والبيئية، والتي تجري مطالبات لتحويلها إلى محمية طبيعية، لانقاذها من نشاطات التعدي الحاصلة، التي هي ليست بجديدة، مع مطالبة الجهات الامنية والقضائية بضرورة وضع يدها على المسألة.

رئيس «اللجنة الوطنية للاتحاد الدولي لصون الطبيعة» فادي غانم قال لـ«الأنباء»: «في وقت يسعى لبنان جاهدا لزيادة المساحات الخضراء والمناطق المحمية بشكل خاص وذلك لتحقيق الهدف 30×30 الذي اعلن عنه الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، والذي يهدف الوصول إلى 30% من المساحة البرية و30% من المساحة البحرية بحلول عام 2030، جاء هذا العمل التدميري لطبيعة لبنان بشكل يخالف القوانين البيئية اللبنانية المرعية الإجراء، ويشكل خرقا واضحا لسيادة لبنان وأمن البلدات الحدودية في محافظة عكار».

ووصف غانم حرش الغار، وقال «يعتبر منطقة حساسة بيئيا ومصنفا منطقة مهمة للنباتات، كما أنه كما هو واقع ضمن معلم مدرج على اللائحة التمهيدية لمواقع التراث العالمية».

وطالب «الجهات المسؤولة كافة، وعلى رأسها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، التدخل السريع ووقف هذه المجزرة البيئية، ووقف تلك الممارسات، التي تهدد التنوع البيئي في لبنان وتعرض إرثه الطبيعي والثقافي للخطر».

وناشد وزارتي البيئة والزراعة «العمل السريع والجاد، لبلورة العمل في الشرطة البيئية، من اجل الحد من هكذا اعمال في المستقبل».

كما طالب «وزارتي الخارجية والثقافة أيضا، بضرورة اتخاذ الإجراءات العاجلة والفعالة، لوقف المجازر البيئية الحاصلة».