تسونامي فصل جماعي عبر رسالة إلكترونية يضرب الموظفين في أميركا

ذكرت مصادر نقابية وموظفون لوكالة "رويترز" أن الحكومة الأميركية بدأت بفصل مئات الموظفين في عدة وكالات، مع تسريع الرئيس دونالد ترامب وإيلون ماسك لحملة تستهدف التخلص من البيروقراطية الاتحادية. 

وتلقى الموظفون خلال اليومين الماضيين رسائل بالبريد الإلكتروني تفيد بإنهاء خدماتهم، ومعظمهم ممن جرى تعيينهم حديثاً ولا يزالون في فترة الاختبار. 

وشملت عمليات الفصل موظفين في وزارة التعليم، وإدارة الأعمال الصغيرة، وجهاز حماية المستهلك، وإدارة الخدمات العامة التي تدير العديد من المباني الاتحادية. ولم يُعرف بعد العدد الدقيق للموظفين الذين سيفقدون وظائفهم في هذه الموجة الأولى من التسريح.

وبحسب بيانات حكومية، تم توظيف حوالي 280 ألف موظف مدني خلال العامين الماضيين، معظمهم ما زالوا في فترة الاختبار، ما يجعل فصلهم أقل تعقيداً. 

وقال مصدران إن جميع الموظفين المتدربين في مكتب إدارة الموظفين، المسؤول عن الموارد البشرية للحكومة الأميركية، أُبلغوا بفصلهم في مكالمة جماعية يوم الخميس، وتمت مطالبتهم بمغادرة مقر المكتب في واشنطن. كما اجتمع مسؤولون من المكتب مع هيئات حكومية أخرى ووجهوا نصيحة بتسريح الموظفين المؤقتين، باستثناء حالات معينة.

وفي الوقت الذي تمضي فيه عمليات التسريح، أقام مدعون عامون من 14 ولاية دعوى قضائية اتحادية في واشنطن، تتهم ترامب بتعيين إيلون ماسك مشرفاً على وزارة الكفاءة الحكومية بشكل غير قانوني ومنحه "سلطة مطلقة" دون تفويض من الكونغرس. 

ورغم أن قانون الخدمة المدنية يحمي معظم الموظفين من الفصل التعسفي إلا في حالات الأداء السيئ أو سوء السلوك، فإن الموظفين في فترة الاختبار يتمتعون بحماية قانونية أقل، مما جعلهم الفئة الرئيسية المستهدفة في هذه الإجراءات. 

دافع ترامب عن هذه التحركات قائلاً إن الحكومة الاتحادية متضخمة للغاية وتُهدر الكثير من الأموال بسبب الفساد وسوء الإدارة. وأشار إلى أن ديون الحكومة الاتحادية بلغت 36 تريليون دولار، مع عجز مالي بلغ 1.8 تريليون دولار في العام الماضي. ومع ذلك، أثارت هذه السياسات انتقادات، حيث شكك البعض في أسلوب "القوة الغاشمة" الذي يتبعه ماسك، والذي عزز نفوذه خلال عهد ترامب.