18/02/2025 09:42AM
كتب الدكتور شربل عازار بعنوان، "الأمبراطور الإله".
لَيسَت خسارة مئات القادة وآلاف المقاتلين وعشرات آلاف الجرحى وخسارة أكثر من مئة ألف وحدة سكنيّة مدمّرة او متصدّعة وخسارة ملايين الهكتارات من الأراضي المحروقة والأشجار المُقتَلَعة،
ليس كلّ هذا هو أهمّ ما خسره "حزب الله"،
بل إنّ مأساة جمهور "حزب الله" الفعليّة والتي بدأت تظهر تباعاً هي في أنّه خَسِر إحاطة وعاطفة أبناء وطنه الذين ضَمّوه بِرِمش العين في عِزّ نكبته، وخسر حتى جزءاً من أبناء "بيئته الحاضنة" التي كانت حتى الأمس القريب مقتنعة بما يقوله "الحزب" وبما يقوم به.
فما هي الصورة والانطباع التي تريد أن تتركهما "الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران" عن شيعة لبنان مِن خِلال "حزب الله" أو مِن خلال "الثنائي الشيعي"؟
هل هي صورة الموتوسيكلات الزقاقيّة المتجوّلة في مختلف الأحياء والمناطق؟
أم صورة النفايات المُبَعثَرَة والدواليب المحترقة في الطرقات العامّة مع صورة الأعلام الصفراء مصحوبة بهتافات "شيعة شيعة"، معطوفة على "صَهيَنَة" الرئيس جوزاف عون والإعتداء على نَصَبِه وصورتِه في بلدته الجنوبيّة الجرمق- العيشيّة، وكذلك صَهيَنَة رئيس الحكومة نواف سلام وحكومته مُرفقة بالدعوات الى ٧ أيّار أخرى والى حَرب أهليّة جديدة؟
الأمبراطور الياباني هيروهيتو، وبعد أن تأكّد في منتصف آب من العام ١٩٤٥ أنّه إذا لم يَرضَخ لفائق القوّة الأميريكيّة بعد قنبلتي ناغازاكي وهيروشيما التي أَوْدَت بحياة عشرات الآلاف من اليابانيّين، فإنّ أميركا سَتُدَمِّر بلده وشعبه على السواء، فتحاشياً لذلك، وقّع "الامبراطور الإلَه" على وثيقة استسلام اليابان بعد أن تنازل هو عن ألقابه "الإلهيّة" ليغدو مجرّد مواطناً عاديّاً بعد ألفي عام على اعتبار اليابانيّين أنّ أمبراطورهم وسلالته هم من "صنف الآلهة" وليسوا من صنف البشر، فأعلن الامبراطور هيروهيتو بصوته الذي لم يَسمعه اليابانيّون قَط مِن قَبل نظراً "لألوهيّته" أعلن:
" لا يهمّني ما سَيحدث لي شخصيّاً، لكنّني أريد النجاة لجميع رعاياي".
وبعد سنتين على استسلامه، أصدر الأمبراطور هيروهيتو قرار إعلان "الطبيعة البشريّة للأمبراطور ولسلالته".
تلا هذا الإعلان إنتحار العديد من اليابانيّين الذين لم يتقبّلوا فكرة "بشريّة" "الإمبراطور الإله".
فهل يعترف "حزب الله" و"الثنائي الشيعي" أنّ استجرارهم إسرائيل وأمريكا وأوروبا والحلف الأطلسي وحلفائهم على كامل الكرة الأرضيّة، أنّ استجرارهم الى ضرب "محور المقاومة" بِفِعلِ حرب إسنادٍ وإلهاءٍ وإشغالٍ دون احتساب ميزان القوى بين الفريقين قد دمّر لبنان الجنوبي والضاحية الجنوبية والبقاع مِن شماله الى جنوبه، وأنّه قد حان الأوان لتجنيب لبنان عامة، و"البيئة الحاضنة" والمناطق الشيعيّة خاصة، ويلات الاستمرار في الإنكار والاستكبار، وبالتالي تسليم السلاح والإمرة للدولة اللبنانيّة وللجيش اللبناني لكي ينجحا في استرجاع الحقوق والحدود من خلال الدبلوماسيّة الهادئة والعمل الدؤوب مع الدول الصديقة والحليفة للبنان لإجبار إسرائيل للخروج منه؟
عندما خرج "أبو عمار" ومقاتلي "منظمات التحرير الفلسطينيّة" من لبنان الى تونس في العام ١٩٨٢، كان قسماً من اللبنانيّين في قمّة التعاطف مع الفلسطينيّين.
وعندما خرج "الجيش السوري" من لبنان في العام ٢٠٠٥ غداة اغتيال رفيق الحريري، كان هناك فئات لبنانية متعدّدة جاهرت بتعاطفها مع النظام السوري.
المُحزِن اليوم بالنسبة للطائفة الشيعيّة الكريمة، وهي من الطوائف الأساسيّة والمؤسِّسَة للبنان،
المُحزِن المؤسِف أنّ استراتيجية "حزب الله و"الثنائي الشيعي" القائمة على تخويف اللبنانيّين وعلى التهديد والوعيد، قد فَعَلَت فعلها بِعَزل المكوّن الشيعي عن باقي المكوّنات اللبنانيّة، فتنكّر لهذا المكوّن الحلفاء والأصدقاء، وتنكّر له الكثيرون في قلب "بيئته" التي وُعِدَت بالانتصارات و"بإزالة إسرائيل من الوجود بسبع دقائق وكبسة زرّ" وَوُعِدَت "بتحرير القدس" و"بوحدة الساحات" وب"جبروت" الامبراطوريّة الفارسيّة التي سيطرت طويلاً على اليمن والعراق وسوريا وغزّة ولبنان، وإذْ بِكلِّ ما سَبَق ينهار بِلَمحِ البصر كَ "بَيتِ العنكبوت".
فهل مَن يَتَّعِظ؟
شارك هذا الخبر
قرار هام بشأن تراخيص حمل الأسلحة... إليكم التفاصيل
عجقة سير... تجنّبوا هذه الطرقات
ثورة في عالم جراحة "النانو" والروبوتيكس تعيد وضع لبنان على خارطة الدول الأكثر تقدمّاً في الطب
السيد: الأيّام القادمة كفيلة بأن تكشف المستور والحقيقة
جابر يؤكد: الحكومة مصممة وجادة في موضوع الإصلاح
الأوضاع العامة على طاولة قائد الجيش
بيان بشأن مرور الشاحنات على طريق "ضهر البيدر"... هذا ما تقرر
أيوب: انتهت دويلة الفوضى!
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa