11:54AM
شارك حزب الاتحاد السرياني العالمي في المؤتمر الذي افتتحه وزير الخارجيةوالتجارة الهنغاري بيتر سيارتو بعنوان "مستقبل لبنان من المنظورالمسيحي" في بودابست، بمشاركة أحزاب لبنانية وممثّل عن البطريرك الراعي. وقدمثّل الحزب ورئيسه إبراهيم مراد الدكتور أمين إسكندر، الذي ألقى كلمة باسم الحزبجاء فيها:
باسم حزب الاتحاد السرياني ورئيسه السيد إبراهيم مراد، أودّ أن أعبّر عنامتناننا لحكومة هنغاريا وشعبها لاستقبالنا اليوم لمناقشة آفاق وجودٍ مسيحيٍّ حرٍّومزدهرٍ في لبنان.
منذ إنشاء دولة لبنان الكبير عام 1920، واجه هذا الكيان رفضًا من قبل بعضالجهات التي اعتبرته كيانًا مصطنعًا ومناقضًا لفهمها للعالم ولرؤية الأمّة أوالخلافة بلا حدود. وقد بدأت المجازر ضدّ المسيحيين منذ عام 1925، رغم الوجودالسياسي الفرنسي والتفوّق العسكري.
لا شكّ أن المسيحيين ارتكبوا أخطاءً، فقد سعوا للقبول في محيطهم بالتخلّيعن لغتهم السريانيّة، وتاريخهم، وحلفائهم التاريخيين، وأحيانًا عن هويّتهم. هذاالتنكّر لجذورهم وحلفائهم وواقعهم لم يؤدِّ إلّا إلى إضعافهم بشكل أكثر خطورة.
لم تتوقّف المؤامرات التي حيكت من القوى المجاورة لتدمير لبنان. فمن مصرالناصريّة، إلى سوريا البعثيّة، إلى الفدائيين الفلسطينيين، ثمّ إلى الجمهوريةالإسلاميّة الإيرانيّة، بُذلت كلّ الجهود لتغيير ديمغرافيّة لبنان والقضاء علىمسيحييه.
وقد استُخدمت جميع الوسائل لتحقيق ذلك:
أولًا: المجازر والتدمير الكامل للقرى وحتى المدن، مثل مجزرة الدامور عام1976.
ثانيًا: احتلال سوري دام 30 عامًا، منع عودة السكان الأصليين وسهّل توطينسكان جدد من غير المسيحيين.
ثالثًا: عدم الاستقرار المستمر والإفقار الممنهج، ممّا أجبر الطبقة الوسطىذات الأغلبيّة المسيحية على الهجرة.
رابعًا: فرض دستور جديد في الطائف، ينصّ على الهويّة العربيّة الحصريّةللبنان، ما أدّى إلى إنكار ثقافته، وجعل الأجيال المسيحية الشابّة تشعر بأنّهاغريبة في أرضها التاريخيّة، فدُفعت إلى الهجرة.
خامسًا: تقليص صلاحيات رئيس الجمهورية والمناصب المسيحية الأخرى في الدولة.
سادسًا: تجنيس مئات الآلاف من السكان العرب الذين لا يستوفون الشروطالقانونيّة للحصول على الجنسيّة، والذين لا ينتمون إلى ثقافة لبنان وتاريخه.
سابعًا: تشجيع الفساد على جميع المستويات وفي كافّة القطاعات، ما أدّى إلىانهيار الاقتصاد والقطاع المصرفي بالكامل عام 2019.
ثامنًا: تفجير العاصمة المسيحية الوحيدة في المنطقة الممتدّة من طنجة إلىبكين عام 2020، ما أدّى إلى تدمير ما بناه المسيحيون على مدى قرون، من مدارسوجامعات ومتاحف ومستشفيات ومختبرات وقطاع سياحي، ونمط حياة متوسطي حديث. هذاالتفجير، إلى جانب الأزمة المفتعلة عام 2019، تسببا في فقدان لبنان لأكثر من 80%من شبابه المسيحي.
لقد أصبح انعدام التوازن الديمغرافي بين المسيحيين والمسلمين أمرًا مستحيلالتراجع عنه، وبات السلاح الأساسي الذي يستخدمه الإسلاميون لتهديد الوجود المسيحي.تتمثّل استراتيجيتهم الجديدة في استغلال القيم الغربية الحديثة للقضاء علىالمسيحيين، إذ يطالبون بالديمقراطية ويدعون إلى العلمانيّة وإلغاء الطائفيّة،لتمكينهم من إلغاء أيّ حصص مخصّصة للمسيحيين في المناصب الحكوميّة والإداريّة،وبالتالي السيطرة الكاملة على السياسة والثروة في البلاد
الوسيلة الوحيدة لمواجهة هذه الاستراتيجيّة الشيطانيّة هي تجنّب الانخراطفي معركة الأعداد، والانتقال إلى الفيدراليّة الجغرافيّة-الثقافيّة. فالفيدراليّةتجعل الأرقام بلا تأثير، وتمنح التنوّع حقه دون أن تتعارض مع التعايش، كما تنصّعليه العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة الكاثوليكية في مبدأ "التبعية" (Subsidiarity).
وسيتمّ تناول هذا الموضوع بمزيد من التفصيل اليوم من قبل السيّد إياد جورجالبستاني.
ولكن للوصول إلى هذا النموذج الجديد من الحكم، من الضروري أيضًا الحفاظ علىما تبقى من الديمغرافيّة المسيحية في لبنان، من خلال تطوير مشاريع مستدامة، مثل:
- تأمين فرص عملفي القرى الريفيّة، من الصناعات الزراعيّة إلى البرمجيات والتكنولوجيا.
- إنشاء مشاريعسكنيّة للأزواج الشباب.
- اللامركزيّة فيإنتاج وتوزيع الكهرباء.
- تعزيز قطاعالتعليم ودعم المدارس والجامعات.
- تقديم المنحالدراسيّة داخل لبنان فقط.
- اللامركزيّة فيالضرائب، التي يتمّ دفعها بشكل رئيسي من المناطق المسيحية بينما تُنفق بالكاملتقريبًا في مناطق أخرى.
من الضروري أيضًا مساعدة لبنان على تحقيق السلام، سلام عادل ومتوازن معجميع جيرانه. فهدف الإسلاميين، مهما كانت انتماءاتهم، هو الإبقاء على حالة عداءدائمة تعزل المسيحيين عن العالم. هذه التكتيكات ابتكرها العثمانيون واستُخدمتلمحاكمة المسيحيين عسكريًا بتهمة التواصل مع "العدو"، الذي كان في ذلكالوقت فرنسا. ولا يزال هذا النهج متبعًا حتى اليوم، حيث يُنظر إلى كلّ مسيحي كخائنمحتمل، وما زال نهج هذه المحكمة العسكرية قائمًا لهذا الغرض.
لبنان بحاجة إلى دعم العالم الحرّ بأسره. لبنان بحاجة إلى دعم العالمالمسيحي.
هنغاريا، أنتم صوتنا اليوم، وأنتم أملنا.
شكرًا
دولة الرئيس فيكتور أوربان،
شكرًا، معالي الوزير بيتر سيارتو،
شكرًا، السيّد الأمين العام لشؤون مساعدة المسيحيين المضطهدين، ترستانأزبج،
وامتناننا العميق لهنغاريا على كلّ ما قدّمته من دعم لشعبنا المسيحي.
شارك هذا الخبر
السرطان يخطف لاعب كرة قدم سابق
العثور على جثة سيدة قرب مطعم في غوسطا
الحدود اللبنانية-السورية تهتز
إبتزاز طبيب بـ50 ألف دولار أميركي..إليكم الرواية كاملة
رحلة عبر ساعات الصيام في رمضان 2025
البنتاغون يكشف عن تفاصيل صفقة تسليح إسرائيل
روسيا تعلن صد هجوم أوكراني مكثف بالمسيرات وإسقاط 48 طائرة
في محلة السيتي سنتر..توقيف 3 سوريين وأحدهم حاول دهس عنصر الدورية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa