علاج الاكتئاب بتجربة "الدفن الوهمي": طريقة مثيرة للجدل في كوريا الجنوبية

تزايدت الأعباء النفسية في أنحاء العالم نتيجة لضغوط الحياة العصرية، مما دفع بعض الأشخاص إلى البحث عن حلول غير تقليدية لمعالجة الاكتئاب. في هذا السياق، ظهر في كوريا الجنوبية أسلوب علاج فريد يُسمى "العلاج الجنائزي" أو "الدفن الوهمي"، والذي يهدف إلى معالجة الاكتئاب من خلال التقرب من الموت بطريقة صادمة.

يُعد هذا العلاج تجربة من نوع خاص، حيث يتمكن المشاركون من "العيش" تجربة الجنازة، وفي بعض الحالات، يمرون بها في جماعات داخل مؤسسات خاصة. تبدأ التجربة بالتقاط صور للمشاركين الذين يرتدون ملابس الجنازة التقليدية، ويُطلب منهم كتابة وصاياهم. بعد ذلك، يتم إرشادهم عبر ممر مظلم بواسطة شخص يرتدي زي "ملاك الموت" حتى يصلوا إلى قاعة الجنازة، حيث يستلقون في توابيت مغلقة في ظلام دامس لمدة 10 دقائق. يهدف هذا الإجراء إلى محاكاة تجربة الموت عن كثب، وهي خطوة صادمة تأمل في أن تُثير شعورًا بالتجديد أو الإلهام لدى المشاركين.

العديد من الأشخاص الذين مروا بتجربة "الجنازة الوهمية" أفادوا أنهم شعروا بمزيد من الحيوية والنشاط بعد خوضهم لهذه التجربة، حيث أشاروا إلى أنها ساعدتهم في التغلب على الاكتئاب. تجذب هذه التجربة الآلاف من الأشخاص سنويًا في كوريا الجنوبية، بما في ذلك موظفي الشركات الكبرى الذين يُرسلهم أصحاب العمل من أجل تعزيز معنوياتهم.

إلى جانب كوريا الجنوبية، ظهرت تجارب مشابهة في دول مثل هولندا والصين، حيث يتم تطبيق العلاج باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي، مثلما يحدث في مقبرة "باباوشان" في بكين.

ورغم هذه الظاهرة المتزايدة، فإن العديد من الخبراء، مثل الطبيبة النفسية ناتاليا شيمشوك، يعارضون هذه الطريقة. حيث ترى أن "الدفن الوهمي" قد يقدم راحة مؤقتة فقط، لكنها لا تعالج الجذور العميقة لمشكلة الاكتئاب، مشيرة إلى أن الشخص قد يعود بعد التجربة لمواجهة نفس الضغوط التي قادته إلى العلاج في البداية.

من جانب آخر، يعتقد بعض المفكرين والفلاسفة، مثل الروائي الروسي ليو تولستوي، أن السعادة لا تُحقق بتجارب صادمة، بل من خلال سعي الشخص المستمر لتحسين حياته والتعامل مع مشكلاته.