سلام زار طرابلس وعكار.. وتعيينات الخميس في المصرف المركزي والتلفزيون

جاء في الأنباء الكويتية: 

دعا رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى جعل «عيد بشارة العذراء مريم» الذي احتفل به لبنان رسميا أمس بجميع طوائفه، «انطلاقة جديدة لترسيخ وحدتنا الوطنية الحقيقية، بما يؤسس لمستقبل مشرق للبنان، الذي سيظل، ملاذا للحرية، والمساواة، والتسامح».

وأضاف رئيس الجمهورية: «شئناه عيدا وطنيا وفرصة لتجديد عهد التمسك بمبادئ العيش المشترك التي تأسس عليها لبنان منذ نشأته.

وفي وقت نعيش فيه أصعب التحديات على مختلف الأصعدة، من أزمات اقتصادية خانقة، وضغوطات سياسية، وتحديات أمنية، تبقى هذه المناسبة تذكيرا بقدرة لبنان على الصمود في وجه المحن، وبأن الشعب اللبناني الذي عاش معا قرونا طويلة من التعاون والتآخي قادر على تخطي الأوقات الصعبة».

توازيا وفي يوم العطلة الرسمية، قصد رئيس الحكومة نواف سلام «العاصمة الثانية» للبنان مدينة طرابلس في الشمال، حيث تفقدها وانتقل إلى مطار القليعات في سهل عكار. وهي الزيارة الحدودية الثانية لرئيس الحكومة، بعد أولى إلى الجنوب، والجولة الثانية الكبيرة له في المناطق اللبنانية.

والأبرز في الزيارة تفقد مطار الرئيس رينيه معوض في قاعدة القليعات الجوية، مع تقدم البحث في إعادة تشغيله. كما ناقش الرئيس سلام مشاريع خاصة بالمنطقة الاقتصادية في طرابلس، وترأس اجتماعا لمجلس الأمن المركزي في حضور وزيري الدفاع اللواء ميشال منسي والداخلية العميد أحمد الحجار، بحث فيه الأوضاع الأمنية في طرابلس والشمال.

وقال رئيس الحكومة غداة نزوله من الطوافة العسكرية في الملعب الأولمبي للمدينة: «زيارتي للتأكيد على حرص الحكومة على استدامة الأمن في طرابلس وحماية أبنائها».

وعلى خط آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة الخميس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية، ويتوقع أن تسفر عن تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، بتثبيت خيار الرئيس جوزف عون في هذا السياق.

كذلك قد تسفر الجلسة عن تعيينات أخرى، في ضوء إعداد وزير الاعلام د.بول مرقص كتابا رسميا أودعه الأمانة العامة لمجلس الوزراء، يتضمن طلب تعيين مجلس إدارة لشركة تلفزيون لبنان برئاسة أحد مقدمي نشرة الأخبار في تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال انترناشونال» رئيس «نادي الصحافة» بسام أبو زيد، مع إدراج الوزير مرقص لائحة بأعضاء مجلس الإدارة.

إلى ذلك، تشهد العاصمة اللبنانية حركة اتصالات نشطة خلال الأيام المقبلة ومطلع شهر أبريل، بهدف تخفيف الاحتقان والتوتر الأمني على الحدود الجنوبية، والدفع باتجاه تجاوز المطبات التي تحول دون انسحاب إسرائيلي كامل، وانتشار للجيش اللبناني الذي يواصل مهامه على أكمل وجه لجهة تدمير كل الأسلحة والسيطرة على مخازنها جنوب الليطاني.

ويتزامن ذلك مع إقرار دولي ومن لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار بالدور المهم الذي يقوم به الجيش، وان كانت المساعي السياسية لاتزال متعثرة وتحتاج إلى مزيد من البحث والنقاش.

وفي هذا الإطار، ثمة تحرك متواز بين الموفدين الأميركي مورغان اورتاغوس، والفرنسي جان - إيف لودريان، بهدف منع أي تراجع في مسار استكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، مع التحذير من أن أي تراخ في مساعي تطبيق الاتفاق، سيفتح ثغرات واسعة ليست في مصلحة أحد، على غرار ما حصل الأسبوع الماضي من إطلاق «صواريخ مجهولة»، أعقبته هجمات إسرائيلية استهدفت مناطق لبنانية عدة، وأدت إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى.

وتحدث مصدر نيابي بارز لـ «الأنباء» عن «تراجع أميركي، أو على الأقل نفي لأي مسعى لجر لبنان إلى محادثات التطبيع، على الرغم من تصريح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بالقول ان اتفاق سلام بين إسرائيل وكل من لبنان وسورية ممكن في هذه المرحلة، وتعقبه اتفاقات مع دول أخرى».

وأضاف المصدر: «قالت نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس ان الولايات المتحدة ليست في صدد جر لبنان إلى التطبيع، بل كل ما ستسعى إليه هو اتفاق حدودي طويل الأمد، والسعي إلى منع أي وجود مسلح، وتاليا إطلاق الصواريخ من لبنان. ولكنها في الوقت عينه دافعت عن العدوان الإسرائيلي، واعتبرته دفاعا عن النفس أو بمثابة رد مشروع».

وفيما تبدأ الموفدة الأميركية محادثاتها من اسرائيل بهدف إنجاز مهمة تشكيل اللجان الثلاث المعنية بالحدود والأسرى والانسحاب، فإن مهمة الموفد الفرنسي لودريان لن تقتصر على موضوع الحدود، بل ستتناول الإصلاحات وسبل توفير الشروط التي تؤمن تقديم المساعدات إلى لبنان. ومن ضمن هذه الأهداف التي يسعى اليها الوصول إلى اتفاق في شأن تعيين حاكم لمصرف لبنان.