ترامب يحتفل بمئة يوم من الحكم: إنه أعظم أداء اقتصادي

في تجمع جماهيري ضخم بولاية ميشيغان، احتفل الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمرور 100 يوم على عودته إلى البيت الأبيض، مؤكدًا تحقيق ما وصفه بـ"سلسلة من النجاحات الاقتصادية"، رغم القلق المتزايد بشأن مستقبل الاقتصاد الأميركي بفعل التضخم والتوترات التجارية العالمية.

اختار ترامب مدينة وارن، التي تضم المركز التقني لشركة "جنرال موتورز"، لعقد أول مهرجان شعبي منذ توليه المنصب مجددًا في 20 كانون الثاني 2025. وتُعد الولاية ذات أهمية مزدوجة؛ سياسيًا لتأرجحها الانتخابي، واقتصاديًا لكونها مركزًا لصناعة السيارات الأميركية.

أكد ترامب في كلمته أن إدارته السابقة (2017-2021) قدمت "أعظم أداء اقتصادي في تاريخ الولايات المتحدة"، مضيفًا: "نحن اليوم مستعدون للانطلاق مجددًا من موقع أقوى."

كما هاجم ترامب الرئيس السابق جو بايدن، محمّلًا إياه مسؤولية تفاقم التضخم، ووصف سياساته الاقتصادية بأنها "كارثية". وهاجم أيضًا رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، منتقدًا بطء خفض أسعار الفائدة في ظل التباطؤ الاقتصادي.

دافع ترامب عن سياساته الحمائية، مشيرًا إلى أن الرسوم التي فرضها على الواردات الصينية ساعدت في حماية الوظائف داخل ميشيغان، وقال: "لقد أوقفنا أكبر عملية سطو على الوظائف في العالم". 

وفي خطوة مفاجئة، وقع ترامب أمرًا تنفيذيًا على متن الطائرة الرئاسية يخفف الرسوم على السيارات المستوردة، في محاولة لاسترضاء قطاع السيارات. وأعلن وزير التجارة هوارد لوتنيك عن التوصل لاتفاق تجاري جديد مع دولة لم يُكشف عن اسمها، سيساهم في خفض الرسوم الانتقامية.

رغم اللهجة المتفائلة، تُظهر بيانات وزارة العمل الأميركية استمرار التضخم عند 3.8% حتى آذار، في وقت لا تزال فيه معدلات الفائدة المرتفعة ترهق المستهلكين والشركات.

لكن في المقابل، شهدت ثقة القطاع الصناعي بعض التحسن بفضل وعود ترامب بإعادة التفاوض على الاتفاقات التجارية وجذب الاستثمارات في البنية التحتية.

الفعالية شهدت لحظة توتر حين قاطع أحد الحضور خطاب ترامب، ليرد عليه الرئيس مباشرة بأسلوبه المعتاد، في تجسيد لأسلوب المواجهة الذي يتبناه دائمًا، والذي يسوّقه كدليل على "انحيازه للشعب ضد النخب".

في ختام الـ100 يوم الأولى من ولايته الثانية، يجد ترامب نفسه أمام معادلة دقيقة: الحفاظ على زخم سياسي متصاعد، مقابل تحديات اقتصادية عالمية لا يمكن تجاهلها.