التصعيد في سوريا: اشتباكات بين الدروز وقوات الأمن وتهديدات إسرائيلية

30/04/2025 05:00PM

شهدت سوريا تصعيدًا في الاشتباكات الطائفية بين مسلحين من الطائفة الدرزية، المرتبطين بالسلطة، وآخرين مرتبطين بالمعارضة، في منطقة صحنايا قرب دمشق. جاء هذا التصعيد بعد سلسلة من الاشتباكات التي بدأت في جرمانا وتوسعت إلى بلدة صحنايا، التي يقطنها دروز ومسيحيون، بعد تداول تسجيل صوتي مسيء إلى النبي محمد نُسب إلى شخص درزي. الاشتباكات خلفت 16 قتيلًا من قوات الأمن السوري، حسب بيان وزارة الداخلية السورية، بالإضافة إلى مقتل 6 من المسلحين المحليين من الطائفة الدرزية.


موقف إسرائيل: تحذير واضح للنظام السوري

في وقتٍ حساس، شن الجيش الإسرائيلي "عملية تحذيرية" في سوريا، مستهدفًا مواقع قريبة من المنطقة التي شهدت الاشتباكات، كرسالة إلى النظام السوري. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أعلن عن استعداد الجيش الإسرائيلي لمهاجمة أهداف تابعة للنظام السوري إذا لم يتوقف العنف ضد الدروز. رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أكد أن الجيش الإسرائيلي استهدف مجموعة متطرفة كانت تخطط للهجوم على الدروز في صحنايا، محذرًا النظام السوري من الإضرار بالأقلية الدرزية.


موقف شيخ العقل: الدعوة للحكمة

من جانبه، حذر شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز في لبنان، الشيخ سامي أبي المنى، من "مخططات مشبوهة" تهدف إلى ضرب أبناء الوطن الواحد في سوريا، داعيًا إلى الحكمة والتبصر بعواقب الأمور. كما حمل الدولة السورية والمجموعات المسلحة المسؤولية عن التصعيد، مؤكدًا أن العقل يجب أن يقود الجميع إلى الخلاص من هذه الأزمة، وشدد على ضرورة لملمة الوضع ووقف العنف.


موقف جنبلاط: الدعوة للتحقيق الشفاف

رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، دعا إلى تحقيق شفاف في الأحداث الأخيرة. وأكد أنه مستعد للذهاب إلى دمشق لوضع أسس مطالب الطائفة الدرزية. وأشار إلى أن المرحلة الحالية تتطلب حلاً يستند إلى الوحدة السورية واحترام التنوع داخل البلاد، محذرًا من الانزلاق نحو مشروع إسرائيلي قد يضر بمستقبل الطائفة الدرزية في سوريا.


تدخل تركيا: رفض النظام اللامركزي

على الجانب الآخر، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطالب بعض الجماعات الكردية السورية بتبني نظام حكم لامركزي في سوريا، واعتبرها "مجرد حلم". هذا الموقف يعكس التحديات السياسية والعرقية المتزايدة في سوريا، خصوصًا في ظل غياب توافق واسع حول شكل النظام السياسي بعد انهيار حكم الأسد.


أزمة صحنايا: غياب السلطات وسط استمرار الاشتباكات

وفي أجواء التوتر المتصاعد، شهدت منطقة صحنايا ليلًا من الاشتباكات العنيفة، حيث سقطت قذائف هاون على المنازل وسط غياب شبه كامل للسلطات، ما أثار استياء السكان المحليين الذين ناشدوا الحكومة السورية التدخل بشكل عاجل لوقف العنف. التوتر في هذه المنطقة يعتبر من أبرز مظاهر الأزمة المستمرة في سوريا، التي يعاني منها المواطنون من كافة الطوائف.


مفاوضات لاحتواء التصعيد

أجريت محادثات بين ممثلين عن الحكومة السورية ودروز منطقة جرمانا لاحتواء التصعيد، مما يعكس الجهود المستمرة من أجل إيجاد حلول سلمية للصراع الطائفي. لكن التحديات لا تزال كبيرة، خصوصًا في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجه النظام السوري، إضافة إلى الانقسامات بين الفصائل المختلفة.


تصاعد العنف الطائفي في سوريا يعكس التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في ظل مرحلة انتقالية معقدة، حيث يتعين على جميع الأطراف العمل معًا للحفاظ على وحدة البلاد وضمان أمن كافة مكوناتها، في وقتٍ تسعى فيه إسرائيل إلى استثمار الوضع لصالحها، وتضغط القوى الدولية على النظام السوري لتسوية الأزمة بمشاركة كافة الأطراف.



شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa