عون يعود إلى مقاعد الدراسة في "مون لا سال"

في لحظة تاريخية مؤثرة، عاد رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون إلى مدرسة الفرير-مون لا سال في عين سعادة، حيث تلقى فيها دراسته. هذه الزيارة لم تكن مجرد زيارة عادية، بل كانت فرصة للرئيس عون لاستعادة ذكريات طلابية عميقة مع زملائه من دفعة 1982.

لحظات مميزة في المدرسة

عند وصوله، استقبله عدد من الشخصيات التربوية البارزة في المدرسة، مثل الأخ أندريه بيار غوتييه، جيلبير حلال مدير المدرسة، وجورج الخوري رئيس رابطة الخريجين. ثم سار الرئيس بين صفوف الطلاب الذين استقبلوه بحفاوة، حيث لوّحوا له بالأعلام وهتفوا بشعارات الترحيب. ولم يتردد في التفاعل مع الطلاب، حيث وقع على بعض الأعلام التي حملها التلاميذ.

في خطوة رمزية، زرع الرئيس عون أرزة عند المدخل الرئيسي للمدرسة، كتب عليها: "الأرزة غرسها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لمناسبة زيارته مدرسة الفرير-مون لا سال يوم الجمعة 16 أيار 2025، وستنمو في ظل هذه الشجرة ذكرى تلميذ أصبح رئيساً."

العودة إلى مقعده الدراسي

بعد هذه اللحظات العاطفية، التقى الرئيس عون بزملائه من خريجي دفعة 1982، والتقطوا معًا صورة تذكارية. ثم دخل إلى الصف الذي تلقى فيه دروسه، وجلس على المقعد الذي اعتاد الجلوس عليه أيام دراسته. لم تقتصر الزيارة على الذكريات، بل شارك أيضًا في حصة رمزية في علم الأحياء قدمتها المعلمة سهيلة صغبين، ما أضاف طابعًا شخصيًا مميزًا لهذه الزيارة.

القداس الإلهي في كنيسة المدرسة

بعد انتهاء اللحظات الدراسية، انتقل الرئيس عون إلى كنيسة المدرسة للمشاركة في القداس الإلهي الذي أقيم بمناسبة ذكرى القديس جان باتيست دو لاسال، مؤسس جمعية إخوة المدارس المسيحية. لقد جرت مراسم القداس بحضور عدد من الشخصيات البارزة، منها المطران بولس عبد الساتر، وزير الصناعة والإعلام جو عيسى الخوري، النائبان إبراهيم كنعان وسيمون أبي رميا، بالإضافة إلى فعاليات تربوية.

في كلمة ترحيب، أشار الأخ حبيب زريبي إلى أن وجود الرئيس عون في هذا الصرح التعليمي يمثل رسالة قوية حول أهمية التعليم والتربية في بناء الأوطان، مؤكداً أن السياسة الحقيقية تبدأ من المدارس، حيث تُزرع القيم والمبادئ التي تبني الأوطان.

العظة والتوجيه الروحي

تبع ذلك عظة المطران عبد الساتر، التي أشادت بقيم القديس جان باتيست دو لاسال، الذي كرس حياته لتعليم الأطفال الفقراء والمحرومين. وأكد أن الرئيس عون يحمل في قلبه محبة لبنان وأن وجوده على رأس الدولة يعطي الأمل للمواطنين بمستقبل أفضل، رغم التحديات التي يواجهها.

كلمة رابطة الخريجين

في نهاية القداس، ألقى جورج الخوري، رئيس رابطة خريجي مدرسة المون لا سال، كلمة أكد فيها أن حضور الرئيس عون اليوم ليس مجرد زيارة لرئيس، بل هو عودة لأخ عزيز وزميل كريم، مشيدًا بمسيرة عون التي بدأت من هذه المدرسة العريقة ووصلت إلى أعلى منصب في الدولة. كما قدم الخوري درعًا تذكاريًا للرئيس عون عبارة عن أرزة لبنان، تعبيرًا عن التقدير والاعتزاز بمسيرته الوطنية.

هذه الزيارة، التي جمعت بين الذاكرة والحاضر، كانت لحظة رمزية تؤكد على أهمية التعليم والتربية في بناء الأجيال المستقبلية، وعلى دور المدارس في تشكيل القيم الوطنية والاجتماعية.