التوطين.. معركة جديدة تنتظر لبنان

27/05/2019 07:27AM

أشار مسؤول كبير لصحيفة "الجمهورية" إلى انّ "ما حملته بعض الشخصيات الأوروبية بصفات أمنية واستخبارية وديبلوماسية، الى ​بيروت​ في الآونة الاخيرة، يؤكّد انّ ​صفقة القرن​ صارت امراً واقعاً، ويمكن القول إنّها دخلت فعلاً مرحلة التطبيق، ولن يعيق تقدّمها شيء"، معتبرا ان "السؤال هو هل يستطيع ​لبنان​ ان يمنع توطين الفلسطينيين ويجنّب نفسه تجرّع هذه الكأس؟".


وأكد المسؤول أن "بعض تلك الشخصيات قاربت ملف ​التوطين​ في حديثها مع بعض اللبنانيين، بوصفه امراً واقعاً. وانّ فرص تثبيته في لبنان في هذه المرحلة أكبر من أي وقت مضى، وانه قد لا يكون في استطاعة لبنان ان يمنعه. وبدا واضحاً في كلام تلك الشخصيات انّها تقارب الموضوع بنفس إغرائي، بأنّ لبنان قد يجني فائدة مالية كبرى من التوطين. ذلك انّ ثمة توجهاً واضحاً في صفقة القرن الى توفير مبالغ مالية كبيرة للدول التي تستضيف لاجئين فلسطينيين"، معتبرا ان "المفاجىء في الامر، هو السؤال المريب الذي طُرح على لسان أحد المسؤولين الأمنيين الاوروبيين، ومفاده: اي توترات قد تحصل لن تكون في مصلحة احد. أليس الأجدى للبنان ان يقبل بتوطين الفلسطينيين لديه، وخصوصاً انّ عددهم يمكن استيعابه (174 الفاً)، كما استوعبهم على مدى السنين الماضية، فهذا الامر سيرتد بفائدة مالية على لبنان تساعده في أزمته الاقتصادية الخانقة التي يعانيها؟ وايضاً، أليس الأجدى له ان يبدأ بالاهتمام بترتيب شؤونه الداخلية، دون الغرق في المشكلات المحيطة به، وينصرف الى بدء التحضير لكيفية الاستفادة من ثرواته البحرية، خصوصاً انّ مسألة الحدود قد دخلت مرحلة الحل، والاميركيون جادّون هذه المرة في صياغة حل بين لبنان و​اسرائيل​؟".


وأعلن المسؤول اللبناني أن "الجواب على هذا الكلام الخطير، خلاصته الآتي: لبنان لا يملك الّا ان يعارض هذه المسألة الخطيرة. ورفض التوطين يُفترض انّه هو محل إجماع بين كل اللبنانيين، وجرى التأكيد عليه في الطائف وفي ​الدستور اللبناني​، وهو بالتالي غير دستوري وغير شرعي وغير شعبي، ويوجّه ضربة في الصميم الى الكيان اللبناني، ثانياً انّ لبنان لا يمكن ان يتهاون حول هذا الامر. فالضعف لا يردع، بل القوة هي التي تردع، وعنصر القوة الاساس هو الوحدة الداخلية. ورفض التوطين او قبوله بالنسبة الى اللبنانيين هو كمن يخيّرهم بين الحياة والموت"، مؤكدا ان "ما يعني اللبنانيين هو أمن لبنان، والتزاماتهم الدولية مشروعة بوضع حدود لكل التعدّيات الاسرائيلية على بلدهم، وبالتالي هم ليسوا معنيين ابداً بأمن اسرائيل.


وراى ان "ما يجب ان يكون معلوماً بالنسبة الى اللبنانيين، هو انّ دولاً تدفع للسوريين من أجل ان يبقوا في لبنان، وجزء كبير من السوريين يتجاوبون مع هذه الإغراءات. وهنا مكمن الخطر. والخطر الاكبر هو انّ لبنان اليوم امام توطين مقنّع للسوريين. واستمرارنا على هذا التباين في الداخل، سيثبت هذا التوطين الى ما شاء الله. وساعتئذ لن ينفع الندم".


المصدر : الجمهورية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa