الهاتف الذكي قد يسبب الاكتئاب لأطفالكم!

08:47AM

كشفت دراسة حديثة أن استخدام الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي قد يكون عاملاً مساهماً في زيادة خطر إصابتهم بالاكتئاب خلال مرحلة المراهقة.


فبعد سنوات من النقاش حول تأثير منصات مثل "إنستغرام" و"تيك توك" على الصحة النفسية للشباب، توصل باحثون من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو إلى نتائج تشير إلى أن الاستخدام المفرط لهذه التطبيقات من قبل الأطفال قد يؤدي إلى تفاقم أعراض الاكتئاب لاحقاً.


واستندت الدراسة إلى تحليل بيانات 11,876 طفلاً أميركياً تتراوح أعمارهم بين 9 و12 عاماً، تمت متابعتهم على مدى ثلاث سنوات بهدف فهم العلاقة بين استخدام وسائل التواصل والإصابة بالاكتئاب.


وقد وجدت النتائج أن الأطفال الذين عانوا من أعراض اكتئاب في سن التاسعة أو العاشرة لم يظهروا استخداماً أكبر لمواقع التواصل عند سن الثالثة عشرة، وهو ما يتناقض مع الفرضية السابقة التي افترضت أن الأطفال غير السعداء ينجذبون أكثر إلى هذه المنصات.


لكن اللافت، أن الأطفال الذين استخدموا وسائل التواصل بكثافة في سن 12 و13 عاماً، كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب لاحقاً، مما يرجّح وجود علاقة سببية بين كثرة الاستخدام وظهور الأعراض النفسية السلبية.


وأشارت الدراسة إلى أن متوسط الوقت الذي يقضيه الأطفال يومياً على مواقع التواصل ارتفع من 7 دقائق فقط في سن التاسعة، إلى أكثر من ساعة يومياً مع دخولهم مرحلة المراهقة.


ويرى الباحثون أن هذه التأثيرات السلبية قد تعود إلى عوامل مثل التنمر الإلكتروني وقلة النوم، وهما من الأسباب المرتبطة سابقاً بازدياد معدلات الاكتئاب والانتحار بين المراهقين.


وفي هذا السياق، أظهرت أبحاث سابقة أن التعرض للتنمر الرقمي بين سن 11 و12 يزيد من خطر محاولة الانتحار بمقدار 2.5 مرة خلال عام واحد فقط.


رغم هذه المخاطر، يشير فريق البحث إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي لا تزال أداة رئيسية لتفاعل الأطفال مع أقرانهم، مما يصعّب مسألة تقييد استخدامها.


وعلّق الدكتور جيسون ناغاتا، أخصائي طب الأطفال وقائد الفريق البحثي، قائلاً: "بصفتي أباً، أعلم أن مجرد الطلب من الطفل الابتعاد عن الهاتف ليس حلاً. لكن من الممكن للآباء وضع قواعد تساعد في الحد من التأثيرات السلبية، كمنع استخدام الشاشات خلال الوجبات أو قبل النوم، وفتح نقاشات مرنة وغير صارمة حول عادات الاستخدام". 



من جهة أخرى، أبدى بعض الخبراء تحفظهم على نتائج الدراسة. إذ قال البروفيسور كريس فيرغسون، أستاذ علم النفس في جامعة ستيتسون بفلوريدا، إن العلاقة التي أشارت إليها الدراسة بين الاكتئاب واستخدام وسائل التواصل ضعيفة جداً، وربما تعكس "ضوضاء إحصائية" أكثر مما تعبر عن تأثير حقيقي.


واعترف الباحثون أنفسهم بوجود بعض القيود في دراستهم، مثل الاعتماد على صدق الأطفال في الإبلاغ عن سلوكياتهم الرقمية، وعدم توفر تحليل تفصيلي لأثر نوع الجهاز أو توقيت الاستخدام.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa