«اليونيفيل» بين التجديد والإشكالات: الموقف اللبناني ثابت

07:32AM

كتب داوود رمال في الأنباء الكويتية: 

مع سياق اقتراب موعد التصويت السنوي على تجديد مهمة قوات الطوارئ الدولية المعززة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، جدد لبنان طلبه بتمديد لاندفاعاتهاصيغة نفسها المعتمدة منذ عام 2006، أي من دون تعديل في حجم القوات ولا في طبيعة المهام المنوطة بها بموجب القرار الدولي 1701.

هذا الموقف اللبناني يعكس رغبة واضحة في الحفاظ على الاستقرار في الجنوب، والتمسك بالتعاون القائم بين هذه القوات والجيش اللبناني الذي يضطلع بالدور السيادي في المنطقة.

وعلى عكس ما يتم تداوله، فإن الموقف الأميركي من بقاء «اليونيفيل» في الجنوب لا يتسم بالعدائية أو السلبية كما يشاع. الولايات المتحدة، التي تشكل أكبر مساهم مالي في ميزانية الأمم المتحدة ومن ضمنها تمويل عمليات حفظ السلام كـ «اليونيفيل»، تنتهج موقفا نقديا مبدئيا تجاه جميع البعثات الأممية في العالم، وليس فقط في لبنان.

وتعتبر واشنطن أن هذه المهام، على رغم تكلفتها العالية، لا تحقق غالبا النتائج المرجوة بالفعالية المطلوبة، وهي لذلك تدعو إلى إعادة النظر في أدائها، وزيادة فعاليتها، بما في ذلك منحها ما تسميه بـ «الأنياب» في مناطق عملها. وهذا الموقف لا يعني بالضرورة رفضها التمديد لـ«اليونيفيل»، بل حرصها على تحسين أداء القوات الدولية التي تساهم في تمويلها في شكل كبير.

وفي مقابل هذا الموقف الأميركي، تحدثت معلومات لـ «الأنباء» عن ان «إسرائيل تبدو الطرف الوحيد الذي يعارض علنا وبشراسة استمرار مهمة «اليونيفيل»، بل تسعى للتخلص منها نهائيا. وتنظر إسرائيل بعين الريبة إلى وجود أي قوة دولية في الجنوب، وتعتبر أن دور «اليونيفيل» يشكل عائقا أمام حريتها في التحرك والاستهداف ضمن استراتيجية الردع التي تنتهجها في لبنان. ويكمن جوهر الموقف الإسرائيلي في العداء العميق تجاه الأمم المتحدة كمنظمة، وليس فقط تجاه قواتها العاملة في الجنوب. لذا تسعى إسرائيل إلى تعطيل تجديد المهمة، أو على الأقل إدخال تعديلات جوهرية تقلص من فاعلية عملها، أو تجعلها تصطدم أكثر مع البيئة المحلية والجيش اللبناني».

وأكد مصدر لبناني رسمي لـ «الأنباء» إن «ما يطمئن هو أن 14 دولة من أصل 15 دولة من أعضاء مجلس الأمن تؤيد التمديد لـ «اليونيفيل» وفق الصيغة التي طلبها لبنان. الترقب الآن يتركز على الموقف الأميركي النهائي الذي يؤمل أن يكون إيجابيا أو على الأقل غير معطل، عبر التصويت مع القرار بعد إدخال تعديلات معينة أو الامتناع عن التصويت، بما يتيح صدوره بأكثرية واضحة».

في المحصلة، فإن معركة التجديد لـ «اليونيفيل» لم تنته بعد، بل تتفاعل في كواليس التفاوض الديبلوماسي حيث تحاك التسويات والضمانات. ويبقى لبنان ثابتا على موقفه، مدعوما بغالبية دولية، فيما تقف إسرائيل وحيدة، متمسكة برغبة مزمنة في إنهاء وجود دولي طالما شكل رادعا نسبيا لاندفاعاتها العسكرية، وجسرا حيويا لأي تهدئة محتملة على جبهة الجنوب.


المصدر : الأنباء الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa