السياحة في لبنان: موسم واعد يترنّح على وقع التوتر الإقليمي

08:08AM

كتبت بولين فاضل في “الانباء الكويتية:”

كأن الظروف تعاكس القطاع السياحي في لبنان الذي ما كاد ينتهي أخيرا من احتفالية ضخمة نظمها في فندق «فينيسيا» العريق في بيروت لإطلاق الموسم السياحي الصيفي بكثير من التفاؤل والآمال، حتى اندلعت الحرب بين إسرائيل وإيران.

وكنتيجة حتمية لهذه الحرب، سجلت بعض الإلغاءات لحجوزات السفر القريبة المدى إلى لبنان أي حتى نهاية شهر يونيو، والتي تأثرت بطبيعة الحال برحلات الطيران والاضطراب الذي أصابها، وقلب المعنيين بالقطاع السياحي على أيديهم كما يقال خشية إلغاء المزيد من حجوزات السفر والفنادق لشهر يوليو، إن امتدت الحرب أقله حتى نهاية الشهر الجاري، فيصبح نعي الموسم السياحي جاهزا للإعلان.

الأمين العام لاتحاد النقابات السياحية جان بيروتي قال لـ «الأنباء» إن «أحدا لا يريد أن يصدق بأن الحرب ستطول، ولا نزال نأمل بأن تنتهي في غضون أيام قليلة جدا لإنقاذ الموسم السياحي اللبناني الذي يتلقى الضربات منذ العام 2019 وكان يعقد آمالا كبيرة على صيف 2025».

وأضاف: «الحجوزات الملغاة تبقى حتى الآن محدودة وهي حتى بداية شهر يوليو. والسائح العربي إن توقفت الحرب يمكن أن يقرر من جديد المجيء إلى لبنان. أما المشكلة الكبرى فتتعلق بالمغتربين اللبنانيين الآتين من القارات البعيدة مثل أميركا وكندا وأستراليا، وهم مترددون اليوم وضائعون، ويخشون إن أتوا إلى لبنان وأغلق مطار بيروت أن يعلقوا هنا. وهذا أمر يهدد وظائفهم والتزاماتهم في الخارج. في حرب يوليو 2006 في لبنان، سلكوا برا الطريق إلى سورية ومنها انتقلوا إلى الأردن فإلى وجهتهم النهائية. أما اليوم فالوضع مختلف، ومن هذا المنطلق طالبنا ونطالب الدولة اللبنانية بتأمين خط بحري يطمئن الجميع إلى وجود مخرج آمن في حال توسعت الحرب وأغلق مطار بيروت».

وأكد بيروتي أن «لبنان للمرة الأولى غير مسؤول عما يحصل، وهو يدفع سياحيا فاتورة لا علاقة له بها، وهي كلفة كبيرة جدا على القطاع السياحي».

نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة قال بدوره لـ «الأنباء»: «القطاع السياحي في لبنان يمر بمرحلة صعبة جدا. ومن الآن حتى نهاية يونيو كحد أقصى، إذا لم تتوقف الحرب، يكون هذا القطاع أمام مأزق كبير جدا لاسيما أنه كان أتم جهوزيته للصيف وفتحت مؤسسات مطعمية جديدة من الروشة في بيروت حتى البترون شمالا، فضلا عن مجمعات مطعمية جديدة في منطقة المتن وغيرها من المناطق». وأضاف نزهة: «كان التعويل على مجيء اخواننا من السياح العرب إلى لبنان هذا الصيف واستعادة ثقتهم، وأيضا على المغتربين اللبنانيين الذين مضى وقت على عدم مجيئهم إلى لبنان، وحاليا كل شيء معلق بانتظار التطورات».

وفي حال غياب السياح سنة أخرى عن الخارطة السياحية اللبنانية، ثمة من يتساءل عما إذا كانت الحركة السياحية الداخلية الناشطة ستعوض عن هذا الغياب. وجواب المسؤولين في القطاع السياحي هو واحد: «قطعا لا».


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa