الناتو: روسيا تهديد طويل الأمد.. وزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5 في المئة بحلول 2035

في تصعيد واضح لنبرة المواجهة مع موسكو، أعلن قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) خلال قمتهم المنعقدة في لاهاي، الأربعاء، التزامهم بزيادة الإنفاق الدفاعي الجماعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي لدول الحلف بحلول عام 2035، وذلك بهدف تعزيز قدراتهم في مواجهة ما وصفوه بـ"التهديدات الأمنية الهائلة".

وفي البيان الختامي للقمة، أكد القادة أن هذا التعهد يتضمن إنفاق 3.5% من الناتج المحلي على المتطلبات الدفاعية الأساسية، و1.5% على النفقات الأمنية الأخرى، مثل حماية البنية التحتية الحيوية وتوسيع القاعدة الصناعية الدفاعية للحلف.

وأعاد الحلف تأكيد مبدأ الدفاع الجماعي الذي ينص على أن "الهجوم على أحد الأعضاء هو هجوم على الجميع"، في تذكير برسالة الردع الأساسية التي يقوم عليها الناتو منذ تأسيسه.

وقد أشار البيان بوضوح إلى روسيا باعتبارها "تهديداً طويل الأمد للأمن الأوروبي الأطلسي"، كما حذر من "التهديد المستمر للإرهاب" الذي لا يزال يشكل تحدياً متعدد الأوجه أمام أمن الحلفاء.

وجاء هذا الموقف بعد أيام من تصريحات نارية أدلى بها نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، دميتري مدفيديف، الذي اعتبر أن "بروكسل هي العدو الحقيقي لروسيا"، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي بات يضاهي الناتو من حيث درجة التهديد، وكتب عبر "تليغرام": "الاتحاد الأوروبي في شكله الحالي يمثل تهديداً لا يقل عن خطر الحلف الأطلسي".

ويأتي هذا الإعلان في وقت حساس تشهده أوروبا، مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية ودعوة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي للإسراع في فتح مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد، ما يعكس إصرار كييف على تعزيز موقعها الغربي رغم الضغوط الروسية.

تعهدات الناتو الجديدة تنذر بمزيد من التوتر في العلاقة مع روسيا، وتعكس توجهاً استراتيجياً نحو إعادة بناء القدرات العسكرية للحلف في مواجهة مرحلة طويلة من المواجهات الجيوسياسية المحتدمة.