مهمة الـ37 ساعة في السماء.. كيف نفّذ طيارو B-2 الضربة النووية على إيران؟

كشفت مصادر عسكرية أميركية تفاصيل دقيقة عن المهمة غير المسبوقة التي نفذها سلاح الجو الأميركي يوم 21 يونيو، عندما شنت قاذفات الشبح B-2 غارات على منشآت نووية إيرانية، في عملية استغرقت 37 ساعة متواصلة في الجو، اعتُبرت من أطول المهمات القتالية في تاريخ الطيران العسكري الحديث.

طيّارون بلا نوم.. وسرير صغير في السماء

شارك في العملية 7 قاذفات B-2، انطلقت ذهاباً وإياباً من الولايات المتحدة، وعلى متن كل منها طيّاران فقط. ووفق العقيد المتقاعد ميلفين ديل، أحد قدامى طياري هذه القاذفة، فإن الطواقم خضعت مسبقاً لتدريبات على أجهزة محاكاة طويلة المدى لتنظيم النوم والاستعداد البدني، كما مُنحوا حبوباً منومة للمساعدة على الراحة قبل المهمة.

خلال التحليق، كان الطياران يتناوبان النوم على سرير صغير خلف مقاعد القيادة، مع إلزامهما بالبقاء معاً في قمرة القيادة خلال اللحظات الحرجة: الإقلاع، التزود بالوقود، القصف، والهبوط.

منبهات... ومراحيض بدائية!

أوضح ديل أن الطيارين كانوا يحصلون على جرعات محدودة من الأمفيتامينات (منبهات للجهاز العصبي) لتعزيز التركيز خلال الرحلة الطويلة. أما المراحيض داخل الطائرة، فهي بدائية جداً، عبارة عن مرحاض كيميائي دون فاصل خصوصية، لا يُستخدم إلا في حالات الطوارئ القصوى لتجنب امتلائه.

وأضاف أن شرب الماء كان ضرورياً لمنع الجفاف في الارتفاعات العالية، لافتاً إلى أنه كان يشرب هو وزميله زجاجة ماء كل ساعة تقريباً.

الأكل في السماء

بشأن التغذية، أشار ديل إلى أن الطيارين كانوا يحملون معهم وجبات خاصة، إلى جانب أطعمة خفيفة مسبقة التحضير. لكنه أقر بأن الشعور بالجوع لم يكن كبيراً بسبب قلة الحركة خلال عشرات الساعات.

قصف نووي دقيق.. وردّ إيراني محدود

نفذت الطائرات الأميركية ضربات دقيقة استهدفت منشآت فوردو، ونطنز، وأصفهان النووية، وهي مواقع شديدة التحصين، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. وتُعتبر قاذفة B-2، التي تتراوح كلفة الواحدة منها بين 737 و929 مليون دولار، من أخطر الأسلحة الجوية في الترسانة الأميركية، بفضل قدرتها على تجاوز الرادارات وضرب أهداف استراتيجية بعيدة المدى بدقة عالية.

في المقابل، ردّت إيران في 23 يونيو بإطلاق نحو 14 صاروخاً على قواعد أميركية في قطر والعراق، دون تسجيل إصابات، في تصعيد ظلّ محدوداً نسبياً.

خلفية الهجوم

تأتي هذه التطورات بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية المكثفة على إيران منذ 13 يونيو، استهدفت منشآت عسكرية ونووية، ونفذت عمليات اغتيال طالت قادة عسكريين و14 عالماً نووياً إيرانياً، ما فجّر مواجهة غير مسبوقة في المنطقة، دفعت واشنطن للتدخل عبر سلاحها الجوي الاستراتيجي.