جريمة بيئية في وادي الجماجم توسُّع في توسيع الطريق

03/07/2025 10:53AM

في وضح النهار، دون حسيب ولا رقيب، يتعرض واحد من أعمق وديان المتن الشمالي للتدمير والتّشويه.

بين مؤيدين ومعارضين، الوقت يمرّ والأعمال التخريبية مستمرّة.​

وادي الجماجم، طبيعة ساحرة ولوحات تحبس الأنفاس، متعة للنظر وشفاء للروح بهدوئه ونقاوة جوّه.

صُنّف عام 1998 محميّة طبيعية.

على عكس اسمه، ينبض الوادي بالحياة، يمرّ فيه نهر ويختبئ وراء منعطفاته شلال،  كلّها مشاهد ترافق العابرين من بتغرين الى عين القبو، كفرعقاب، المشرع وبسكنتا وغيرها من الضيع المجاورة.

استُهلّت منذ سنوات أعمال حفر وتوسيع طريق في الوادي، من منطلق أنّها خدمة لا تُفوّت لسكان المنطقة ستسمح لهم بالتنقّل المريح والآمن ليلا نهارا.

هكذا باشرت الآليات الضخمة عملها، وتوسعّت الأشغال بعدها وكأنّ الذين يرسمون خارطة الطريق شتّت أذهانهم فوسّعوا وتوسّعوا أكثر من المطلوب، ولوحظت المثابرة في التهام الجبل وتطوّر المشروع الى كسّارة. حتى أنّ الأمان المروري الذي سعوا اليه طبعا منذ البداية تحوّل خطرا واضحا يهدّد سلامة المارّة.

 

عذرا ولكن لا يصدّق العقل ما تكذّبهّ العين.

تحت مظلّة الخدمات والنوايا الخيّرة، تُمرّر أكبر أعمال النهب والتخريب حيث تستنزف الطبيعة ويُقضى على التنوّع البيولوجي.

مسؤولون لا يُسألون، كلّما حضرت مصالحهم غابت ضمائرهم.

لنسمِّ الأمور بأسمائها انّها كسارات وليست توسيع طريق فقط.

اخجلوا واتركوا لنا ما نتركه للأجيال القادمة.

 

هذا الوادي ليس ملكا لأحد هو ارث حقيقي وثروة طبيعية  لا وسيلة لتحقيق ثروات غير طبيعية.

ليس طريقا دوليا يربط السند بالهند ولم يكن بحاجة لهذه الأعمال التشويهية، ربمّا قليلٌ من الزفت كان خيرا له من هذه المسرحية الفاشلة.        


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa