15/07/2025 08:51AM
شهد العالم في السنوات الأخيرة تسارعاً كبيراً في انتشار تطبيقات الذكاء الاصطناعي، ما أثار تساؤلات متزايدة حول تأثير هذه التقنيات على القدرات الذهنية لدى البشر. ويعتقد بعض الخبراء أن التهديد الحقيقي لا يكمن في احتمال استبدال الذكاء الاصطناعي للبشر، بل في أن نعتمد عليه إلى حد يفقدنا تدريجياً مهارات التفكير النقدي والتعلم الذاتي، مما يؤدي إلى تعطيل عقولنا طوعاً، حتى وإن لم نُستبدل فعلياً.
أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة "مايكروسوفت" وجامعة كارنيغي ميلون الأميركية أن الموظفين الذين وثقوا في أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير قلّت لديهم القدرة على التفكير النقدي أثناء أداء المهام، وتراجع تدخلهم العقلي في تقييم النتائج، ما ينذر بخطر "ضمور ذهني" بمرور الوقت، وفق ما أورده موقع "لايف ساينس".
مع ذلك، يرى بعض الخبراء أن الاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي ليست بالضرورة ضارة، بل قد تكون امتداداً للعقل إذا استُخدمت بشكل حكيم. ويشبهون استخدام هذه التقنيات بما اعتاد عليه البشر منذ القدم في تدوين الملاحظات وتخزين المعلومات خارج أدمغتهم، ما أتاح لهم التفرغ لمهام فكرية أكثر تعقيداً، بحسب ما ورد في مجلة "وايرد".
رغم ذلك، يحذر مختصون في علم النفس من أن الاعتماد الزائد على هذه الأدوات قد يُفضي إلى نوع من "الكسل العقلي"، حيث يتخلى بعض الأفراد تدريجياً عن أداء المهام الفكرية بأنفسهم. وقد أشار أحد الصحافيين إلى تراجع قدرته على التعبير بلغة أجنبية بعد استخدامه المتكرر لتقنيات مثل "شات جي بي تي"، وهو ما دفع عالم النفس روبرت ستيرنبرغ للتحذير من أن القدرة على الإبداع قد تتلاشى إذا لم تُمارَس بانتظام.
وفي السياق ذاته، تشير تقارير تربوية إلى أن بعض الطلاب أصبحوا يعتمدون بشكل مفرط على الذكاء الاصطناعي في أداء واجباتهم الدراسية، ما أثر سلباً على مهاراتهم التحصيلية. وقد بينت الدراسات أن هؤلاء الطلاب يواجهون صعوبة أكبر في التعامل مع التحديات الفكرية مقارنة بزملائهم الذين يؤدون أعمالهم بأنفسهم، وفق ما نقلته شبكة "يورونيوز".
من جهة أخرى، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يكون أداة مساعدة في دعم الذاكرة البشرية، كما هو الحال مع التطبيقات التي تذكرنا بالمواعيد والمعلومات اليومية. لكن بعض علماء الأعصاب، مثل البروفيسور أوليفر هاردت من جامعة مكغيل، يحذرون من أن الاعتماد المفرط على هذه الأدوات قد يُضعف تدريجياً قدرة الإنسان على التذكر، مشيراً إلى أن من لا يستخدم ذاكرته سيلاحظ تدهوراً في قدرته على التذكر بمرور الوقت. ويضرب مثالاً باستخدام أنظمة الملاحة GPS التي تُضعف التذكر المكاني لدى من يعتمدون عليها لفترات طويلة، كما نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية.
أما على صعيد التركيز والانتباه، فقد أظهرت الأبحاث أن التطبيقات الرقمية، بما فيها أدوات الذكاء الاصطناعي، تساهم في تشتت الانتباه بسبب التنبيهات المستمرة وتعدد المهام. ووفق تقرير آخر لصحيفة "الغارديان"، فقد انخفض متوسط مدة التركيز لدى الفرد من نحو دقيقتين ونصف إلى أقل من دقيقة خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يؤثر بدوره على قدرة الدماغ على ترسيخ المعلومات وتكوين ذاكرة طويلة المدى.
أمام هذه المعطيات، يدعو الخبراء إلى استخدام الذكاء الاصطناعي بوصفه مكملًا للعقل وليس بديلاً عنه، محذرين من أن الراحة والسهولة، رغم فائدتهما الظاهرية، قد تكون لهما تكلفة باهظة على المدى البعيد فيما يتعلق بصحة الدماغ والمهارات الذهنية.
شارك هذا الخبر
حزب الله: الضغوط الأميركية والإسرائيلية وراء احتجاز جورج عبدالله
خوري: تشريع القنب الهندي قد يدر ملياري دولار سنويًا
تحذيرات تتحقق: "القرض الحسن" يترنح نحو السقوط
الهجري: التخريب لا يمثلنا والدروز دفعوا الثمن
ملفات إجتماعية على طاولة الخير-السيد
نتنياهو: وقف إطلاق النار انتزع بالقوة في سوريا
سرقة ومخدرات وتزوير...قوى الأمن توقف مطلوبين
بعد نيل الثقة...عون يشيد بإنجازات الحكومة وملفات محلية على طاولة الحكومة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa