25/07/2025 11:37PM
كتب أنطوني سعد:
لم يكن مشهد التصعيد الأخير مفاجئًا لمن قرأ بين سطور الرسائل الأميركية الغامضة، ولا لمن تابع التصريحات المتناقضة التي خرجت من واشنطن في الأسابيع التي سبقت الانفجار. السؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل اتخذ أحمد الشرع قرار المواجهة مع إسرائيل والطائفة الدرزية بإرادته الكاملة أم أن واشنطن دفعت به عمدًا إلى هذا الخيار الكارثي؟
مصادر مطلعة على مجريات الاتصالات تؤكد أن الشرع لم يكن في موقع المبادر. بل كان مستدرجًا إلى وهم الغطاء الدولي لتفكيك سلاح الميليشيات في منطقته، على أساس أن هذه الخطوة ستكون بوابة للشرعية، وربما لاحقًا للجلوس على طاولة التفاوض مع إسرائيل بشروط تحفظ ماء وجه النظام.
لكن ما حصل كان مختلفًا تمامًا. فبمجرد أن بدأ تنفيذ الإجراءات الأمنية ضد الميليشيات، انفجرت الجبهة الدرزية كما لو أنها كانت تنتظر اللحظة. وبسرعة فائقة، دخلت إسرائيل على الخط، موجهةً ضربات مركزة ومهينة، ليس فقط عسكريًا بل سياسيًا، مستهدفةً شخص الشرع وموقعه داخل النظام.
في واشنطن، الصمت كان مدويًا. لا إدانة للهجمات، ولا دعم حقيقي للخطوة التي شجع الشرع على اتخاذها. بل على العكس، أعيد ضبط الإيقاع السياسي سريعًا، ليجبر الرجل على الجلوس مجددًا إلى طاولة التفاوض، هذه المرة بوساطة واضحة من المبعوث الأميركي توم باراك، الذي تحول إلى القناة الوحيدة لإعادة ترتيب الأوراق.
الرسالة كانت واضحة. من يخرج عن النص الأميركي يتم إضعافه ثم إعادته إلى الحظيرة بطريقة مهينة. وكأن الشرع الذي اعتقد أنه يخطو نحو الشرعية الدولية اكتشف متأخرًا أنه كان مجرد أداة في سيناريو أعد مسبقًا، هدفه ليس نزع سلاح الميليشيات، بل ضرب موقعه السياسي وإجباره على القبول بالشروط الجديدة للسلام.
إنها ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها هذه التقنية الأميركية الإسرائيلية. إيهام القيادات المحلية بأن لديهم حرية قرار، ثم دفعهم إلى أخطاء استراتيجية، فإضعافهم، ثم فرض الإملاءات عليهم باسم الواقعية السياسية.
هل أساء الشرع فعلًا قراءة الإشارات الأميركية أم أنه لم يكن أمامه إلا أن يقرأها كما كُتبت له لا كما كُتبت عليه؟
شارك هذا الخبر
ترامب يعلن إطلاق فئة جديدة من السفن الحربية تحمل اسمه
الداخلية السورية: «قسد» مسؤولة عن توتر حلب و«سانا» تتحدث عن قتيلين و15 مصاباً
واشنطن تدعو مادورو إلى «الرحيل»
المرحلة الثانية من نزع سلاح الحزب ليست نزهة
عون للحزب: لا نملك خيارات وعليكم التعاون
سياسة اللاءات الكبرى تثبت إيصاد باب الحروب في لبنان والمنطقة
انطلاقة «غير آمنة» لمشروع استعادة الودائع
عبد المسيح يشكر رسامني: إعادة فتح طريق شكا بعد سنوات من أعمال الصيانة
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa