01:08PM
منذ عقود، يعيش لبنان رهينة مشروع إقليمي خطير تقوده إيران عبر ذراعها العسكرية في المنطقة، حزب الله. هذا التدخل لم يكن يوماً بريئاً ولا مجانياً، بل كان جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى تحويل لبنان إلى ساحة مواجهة دائمة، وورقة ضغط تستخدمها طهران لتحقيق مصالحها النووية والسياسية في مواجهة المجتمع الدولي.
إيران لم تكتفِ بدعم حزب الله بالسلاح والمال، بل عملت على تسخير هذا السلاح لفرض إرادتها على الدولة اللبنانية، وإبقاء القرار السيادي معطلاً. فبدل أن يتحول حزب الله إلى قوة تحمي لبنان، أصبح أداة لجرّ البلاد إلى حروب وصراعات لا شأن للبنانيين بها، من الحرب في سوريا إلى الصدامات مع إسرائيل، مروراً بتهديد الداخل اللبناني بكل من يرفع صوته معارضاً هيمنة الحزب وسلاحه.
لم تتوقف يد إيران الطويلة عند حدود دعم ميليشيا مسلحة، بل تعدتها إلى التدخل المباشر في السياسة اللبنانية. فقد رُبط اسم طهران، عبر أدواتها، بسلسلة اغتيالات سياسية كان أبرزها اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في محاولة واضحة لإسكات أي مشروع وطني يعيد لبنان إلى طريق الازدهار والانفتاح على العالم. بهذا، نجحت إيران في تعطيل الدولة، وتفريغ المؤسسات، وتحويل لبنان إلى منصة تهديد بدل أن يكون مساحة سلام واستقرار.
اليوم، ومع انكشاف حجم الدمار الاقتصادي والاجتماعي الذي ألحقه النفوذ الإيراني، بات واضحاً أن إيران هي العدو الأول لأي مشروع تقدّم وازدهار في لبنان. فهي الشر الذي يغذي الانقسام، ويزرع الفتنة، ويحمي الفساد، ويحول دون أي إصلاح أو نهوض اقتصادي حقيقي.
ولا يمكن الحديث عن النفوذ الإيراني من دون الإشارة إلى المسؤولين اللبنانيين الذين وفّروا له الغطاء. فحزب الله لم يكن ليصل إلى هذا الحجم من السيطرة لولا صمت وتواطؤ أطراف سياسية، وعلى رأسهم نبيه بري، الذي بات اليوم خاضعاً بالكامل لسياسات طهران، ومشاركاً في تعطيل الدولة، وحماية مشروع الهيمنة على حساب مصلحة اللبنانيين.
إن التخلص من الشر الإيراني ومن أتباعه في لبنان ليس خياراً، بل ضرورة وجودية. المطلوب هو محاسبة كل من تخابر مع طهران، سواء كانوا في حزب الله أو في مواقع السلطة، وتحرير لبنان من هذه الهيمنة التي سرقت سيادته وخنقت اقتصاده. وحده قطع هذه الأذرع، وإعادة القرار الوطني إلى أصحابه، يمكن أن يعيد للبنان مكانته، ويفتح أمامه أبواب التقدم والازدهار التي أغلقها النفوذ الإيراني لسنوات طويلة
شارك هذا الخبر
ألمانيا تضغط على نتنياهو: مساعدات إنسانية عاجلة لغزة
البابا يحذّر: الجوع يسحق غزة...أوقفوا النار فوراً
وزير الخارجية السعودي: لا سلام دائم بلا دولة فلسطينية مستقلة
كاتس يهدّد خامنئي: سنصل إليك شخصيًا
البعريني يسأل: إلى أين يتجه لبنان؟
إسرائيل تهدّد: لا حصانة لقادة حماس حتى خارج غزة
موسى يودع زياد الرحباني: إرثٌ لا يُنسى
إميل رحمة: كفّوا أيديكم عن القضاء
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa