09:54AM
في عام واحد فقط، شهد قسم الأخبار في قناة "المشهد" نموًا هائلًا بنسبة 1500% في عدد المشاهدات. وفي قلب هذا التحول، كانت هناك استراتيجية جريئة، ودمج سلس لتقنيات الذكاء الاصطناعي. الإعلامي جورج عيد رئيس الأخبار في قناة ومنصة"المشهد"، شرح خلال مقابلة مع كيف تمكنت القناة من حصد تفاعلا كبيرا ومشاهدات عالية.
س: في البداية نهنئك على عام رائع، منذ تعيينك كرئيس للأخبار، شهدت "المشهد" نموًا استثنائيًا، ما الذي يقف وراء هذه القفزة بنسبة 1500%؟
ج: شكرًا لك، كانت رحلة استثنائية، هذا النمو هو نتيجة استراتيجية واضحة تركز على ثلاث أولويات: الملاءمة، الابتكار، والتفاعل. منذ البداية، ركزنا على إنتاج محتوى هجين يتحدث إلى الشباب العربي الشغوف إلى محتوى جريء وموثوق، واعتمدنا على تطويع التكنولوجيا لخدمتنا، خصوصًا الذكاء الاصطناعي، لرفع مستوى تقديم الأخبار. والأهم من ذلك، التزمنا بسرد القصص المؤثرة المرتبطة بالواقع، بأسلوب جريء ومميز. قمنا بتطوير محتوى هجين، ومواد إخبارية تتماشى مع التغيرات التي طرأت وعلى حسب ذوق وتفضيلات المتابعين. بالإضافة إلى ذلك، لدينا فريق عمل مؤمن برؤية وتوجهات القناة، وقادر على التأقلم سريعاً مع التغيرات، مما شكّل عنصرًا أساسيًا في هذا النجاح.
س: كيف تُترجم هذه الاستراتيجية إلى واقع عملي داخل غرفة الأخبار؟
ج: قمنا بإعادة هيكلة كاملة لسير العمل التحريري. استخدمنا الذكاء الاصطناعي لتحسين اكتشاف المحتوى والتحقق من المعلومات والتوزيع الذكي للمحتوى. أطلقنا موادجديدة مثل الفيديوهات التفسيرية التفاعلية، والوثائقيات القصيرة، والملخصات البصرية اليومية وكلها مصممة للاستهلاك الرقمي. وأعدنا تعريف كيفية التفاعل مع الجمهور، حيث أصبح المشاهد شريكًا في صناعة المحتوى. لم نكن نبحث عن إنتاج المزيد من الأخبار فقط، بل عن تقديم محتوى ذو معنى في الوقت والمكان المناسبين. والتحدي كان في تقديم مادة تصلح للتلفزيون وتنتشر بشكل سلس على المنصات والمواقع.
س: حدثنا أكثر عن دور الذكاء الاصطناعي، كيف أعاد تشكيل غرفة الأخبار؟
ج: الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من نظامنا التحريري. يساعدنا في تتبع التوجهات اللحظية، تخصيص المحتوى، تحسين العناوين، وحتى اختيار الشكل الأمثل للخبر حسب سلوك الجمهور. منصتنا التفاعلية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، حيث تتكيف تلقائيًا مع اهتمامات المستخدمين. لكن الأهم هو أننا لا نستخدم الذكاء الاصطناعي كبديل للصحفي، بل كأداة تعزز من إبداعه وسرعته ودقته. وحتى خارج نطاق غرفة الأخبار تتميز شبكة مراسلينا بأنها تعتمد حصريا على صحافة الموبايل MOJO . وقد غطينا الحروب والأزمات والمؤتمرات الكبير من خلال مبدأ الصحفي الشامل.
س: "المشهد" تتبنى أسلوبًا جريئًا نسبياً، كيف يتم التوازن بين الجرأة والمصداقية؟
ج: التوازن يكمن في الصدق. لا نبحث عن الإثارة لمجرد الإثارة، بل نواجه الواقع بجرأة. جرأتنا نابعة من الشفافية والشمول، ونتناول القضايا الحساسة اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية بعمق وبتعدد وجهات النظر. هدفنا ليس فقط تزويد المتلقي بالأخبار، بل تحفيز التفكير والنقاش. لقد استطاعت "المشهد" أن تقارب بعض الملفات بجرأة غير مسبوقة كلفتنا في غزة حياة مراسلنا محمد بعلوشة الذي قتل بعد فترة بعد توثيق ونشر فضيحة الأطفال الخـُدَّج بمستشفى النصر. التقرير كان قد حظي باهتمام القنوات الأوروبية والأميركية التي تناقلته بكثرة. بعلوشة رحمه الله كان صوت الضمير في عالم يعمل في أحيان كثيرة بمبدأ الضمير الغائب. ومن داخل غرفة الأخبار استطاعت "المشهد" أن تقارب الملفات في العالم العربي من أرض الواقع ومن خلال مقابلات حصرية مع صناع القرار. فعند تشكيل الحكومات وسقوطها ومن أول طلقة رصاص حتى آخر معركة كنا هناك بتغطية موزونة هادئة وهادفة. والأهم أنها تتوجه إلى الجيل الشاب الذي يبتعد أحيانا عن الصيغة الإخبارية التقليدية.
س: "المشهد" تطلق موسم جديد من البرامج، ماذا عن جديد غرفة الأخبار؟
ج: نعم، نعمل دوماً في "المشهد" على التركيز على المحتوى النوعيّ، بالاستجابة لرغباتواهتمامات الجمهور العربيّ والتركيز دوماً على أهميّة التجديد والابتكار ، لذا سيكون المتابع على موعد مع برنامجين جديدين، البرنامج الأول هو سباق التسلح وهو برنامج إخباري جديد وجريء يسلّط الضوء على أكثر الأسلحة إثارة للجدل، تلك التي غيّرت مجرى المعارك وكسبت ألقاباً شهيرة بسبب قوتها ودورها الحاسم في الحروب. من "أم القنابل" إلى صواريخ "هيلفاير"، ومن الطائرات الشبحية الملقبة بـ"الأشباح" إلى الأسلحة الذكية التي تُحدث فرقاً دون أن تُرى—كل حلقة تغوص في القصة الكاملة وراء كل سلاح.
أما عن البرنامج الثاني فهو برنامج اقتصادي، Business News ما وراء الأرقام، حيث طورنا نشرة الاقتصاد لتكون جديدة بنكهة مختلفة. تبتعد عن الجمود التقليدي، وتغوص بأسلوب قصصي مشوّق في عالم المال والاستثمار يتناسب أيضا مع جمهور المنصات الرقمية. كل حلقة تسرد قصة حقيقية من قلب الأسواق—عن تحولات أسعار السلع التي غيرت حياة الشعوب إلى قرارات سياسية أثّرت على جيب المواطن العادي.
في عالم يموج بالتغيرات، لا تُقاس حركة الاقتصاد فقط بالمؤشرات البيانية والأسهم المتقلبة، بل تُفهم من خلال قصص الناس، وتحولات الأسواق، وخطوات المستثمرين الكبار والصغار على حد سواء. وقد حصد هذا البرنامج الإخباري تفاعلا كبيرا ومشاهدات بالملايين على مختلف منصات التواصل الاجتماعي.
س: دبي تُعرف ببيئتها الإعلامية المتقدمة. كيف ساعدكم ذلك على تحقيق رؤيتكم؟
ج: دبي قدمت لنا بيئة مثالية للنمو. من البنية التحتية إلى السياسات الداعمة. تلقينا دعمًا كبيرًا كمؤسسة إعلامية، هذه المدينة مكنت فريقنا من العمل بشغف، التوسع، والابتكار بثقة. فضلا عن المؤتمرات والمواضيع التي تفتج آفاق جديدة للتغطية. دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم هي في صلب التنمية المستدامة، والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا وهو ما يرفع سقف التوقعات لأي اعلامي يعمل هنا.
س: قمتم بإطلاق مواد إخبارية جديدة، هل يمكن أن تعطينا أمثلة؟
ج: بالتأكيد. أطلقنا موجزًا إخباريًا يوميًا مصممًا خصيصًا لمستخدمي الهواتف، وأدخلنا تفسيرات فورية للأخبار العاجلة، وأنتجنا سلاسل وثائقية قصيرة تركّز على القضايا الآنية. بالإضافة الى نشرة جديدة تحاكي وسائل التواصل الاجتماعي وهيى نشرة الساعة الرابعة بتوقيت دبي، كما نستعد لإطلاق برامج إخبارية مبتكرة في مطلع خريف 2025. أخيراً عززنا التفاعل مع الجمهور من خلال استطلاعات الرأي، التعليقات المباشرة، وأسئلة الجمهور التي توجه محتوانا. هذه الصيغ تتماشى تمامًا مع تطلعات الجيل الرقمي.
س: وسط الزخم الإعلامي في العالم العربي، ما الذي يجعلكم مختلفين؟
ج: نحن لا نقدم الأخبار فقط، بل نبني تجربة إعلامية متكاملة. غرفة أخبارنا هي القلب النابض لهذا النهج، حيث يعمل صحفيون موهوبون مع شبكة من المراسلين لصنع محتوى متعدد المنصات. ما يميزنا هو العقلية الإخبارية والأسلوب الجريء، والتركيز على الشباب العربي، بالإضافة إلى التزامنا بإظهار الواقع كما هو، بشفافية وعمق. كل قصة نرويها تهدف إلى المشاركة والإلهام.
س: رسالتك الى الشباب العربي الطموح والشغوف بمهنة الإعلام، كيفكانت رحلتك الإعلامية بداية من لبنان وصولاً الى رئيس قسم الأخبار في قناة ومنصة "المشهد" في دبي ؟
ولدت في بيروت خلال الحرب، وفي بيئة عرفت فيها منذ الطفولة معنى الخطر، ومعنى أن يكون الإعلام أكثر من مجرد مهنة — بل رسالة تعبر عن نبض الناس. بدأت مشواري المهني في لبنان من خلال الصحافة المكتوبة وكنت أيضا من ضمن فريق نهار الشباب التي أطلقت مبادرة حكومة الظل، كتبت في مواقع فرنسية ومجلة الرأي العام . انتقلت بعدها إلى الإذاعة الرسمية إذاعة لبنان وبعدها إلى صوت لبنان كمذيع أخبار ومحاور. بدأت مسيرتي التلفزيونية مع إلى تلفزيون إم تي في. شغلت فيه مناصب متعددة، من مراسل ميداني إلى رئيس العمليات الإخبارية حتى عام 2020. خلال تلك الفترة، كنت في قلب الحدث، أغطي الاغتيالات، الحروب، والتحولات السياسية، وكان كل تقرير ميداني يُشبه معركة أخلاقية لاختيار الكلمة الدقيقة والصورة الأمينة.
كما عملت ضمن الفريق المؤسس لـ Sky News Arabia في أبو ظبي عام 2012، حيث عملت كمراسل ، وكانت التغطية أكثر اتساعاً على المستوى العربي والدولي، لا سيما في ملفات حساسة كالحرب في سوريا، والوضع في العراق ولبنان. بعد ذلك، توليت منصب مراسل الشرق الأوسط لصالح صحيفة Cyprus Mail، فجمعت بين الصحافة المكتوبة والمرئية، بين الخبر والتحليل. عملت في قناة العربية كمنتج للنشرات الإخبارية من عام 2020 حتى عام 2022 وقبلها مع التلفزيون اليوناني وإذاعة صوت أميركا.
التحقت في "المشهد" كرئيس تحرير عام 2022. أما اليوم، فأشغل منصب رئيس قسم الأخبار في قناة ومنصة "المشهد" في دبي، وهي تجربة رائدة تعكس التحول في الإعلام العربي نحو المحتوى الهجين: مزيج من الصحافة التقليدية والتقنيات الرقمية الحديثة. دوري لا يقتصر على الإدارة، بل يمتد إلى صناعة خطاب إعلامي جديد، قادر على مخاطبة الجيل الحالي بلغته، وبأدواته، دون التفريط بجوهر المهنة.
إلى جانب العمل الصحفي، أنجزت وأنتجت أفلاماً وثائقية تركت أثراً محلياً ودولياً، منها:
"Zeibekiko in Beirut"
"Kalimera Apo Ti Beirut"
حصدت هذه الأفلام جوائز أوروبية وعربية، لكونها سلّطت الضوء على الذاكرة الثقافية والهوية المزدوجة التي أحملها — لبنانية ويونانية.
رسالتي للشباب العربي: لا تسلكوا الطريق الأقصر، بل الطريق الأصدق. الإعلام ليس شهرةً ولا ظهوراً على الشاشة، بل هو مرآة للناس وضميرٌ للحقيقة. ستجدون أنفسكم أحياناً أمام معادلات صعبة، بين المهنية والمصلحة، بين الخط التحريري والضمير، لكن إن تمسكتم بالشغف والنزاهة، فأنتم تصنعون الفارق.
آمنوا أنكم قادرون على التغيير، ليس فقط من خلال التقارير، بل من خلال الرسالة التي تحملونها للجيل المقبل ومن خلال بصمة خاصة تميزكم عن غيركم.
س: ما هو المستقبل لقسم الأخبار في "المشهد"؟
ج: نخطط لتوسيع شبكة المراسلين، تعزيز صحافة البيانات، والاستثمار أكثر في تقنيات السرد القصصي. متابعة التطوير مع الحفاظ على جوهرنا: تقديم قصص تعكس واقع العالم العربي، وإعطاء الشباب صوتًا، وبناء إعلام يُلهم ويحدث الفرق. كنا نطمح إلى إطلاق برامج إخبارية متخصصة وهجينة خلال خريف 2025.
ما حققته قناة ومنصة "المشهد الى اليوم يتجاوز مجرد الأرقام. إنه إعادة تعريف لما يمكن أن تكون عليه الصحافة العربية: تفاعلية، ذكية، ومرتبطة بالناس. برؤية رقمية، وسرد جريء، وأدوات تكنولوجية متقدمة، لا تواكب "المشهد" التغيير فحسب، بل تقوده.
شارك هذا الخبر
بدء جلسة مجلس الوزراء في السراي الحكومي بمشاركة الوزراء الشيعة
صالون للحلاقة يجمع سعيد والبون
سلسلة لقاءات لوزير الداخلية في مكتبه
شكاوى من حالات عنف أسري... حصيلة شهر آب
رجي: خطة الجيش لحصر السلاح خلال ٣ أشهر
الخازن: من هدد وليد عبود يهدد كل صحافي
فضيحة تزوير كبرى تهز تركيا: شهادات جامعية ورخص قيادة مزيفة وبيانات رسمية مخترقة
وزير الخارجية يوسف رجّي لـ"أ.ف.ب": خطة الجيش تقضي بنزع السلاح في منطقة جنوب الليطاني خلال ثلاثة أشهر
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa