بعد فضيحة صخرة الروشة: رسالة إلى الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية

25/09/2025 10:38PM

اللبنانيون استيقظوا على مشهد غير مسبوق: صخرة الروشة، الرمز الوطني والسياحي الأشهر في بيروت، مضاءة بصور حسن نصرالله وشعارات سياسية تابعة لميليشيا معروفة. هذا المشهد لم يكن مجرد “عرض ضوئي”، بل كان صفعة لهيبة الدولة وإهانة مباشرة لسيادة القانون، ورسالة خطيرة بأن منطق الدويلة أقوى من الدولة.

الغضب الشعبي الذي اجتاح مواقع التواصل والشارع بعد هذه الفضيحة لم يأتِ من فراغ، بل من شعور اللبنانيين أن الدولة، بجيشها وأجهزتها الأمنية، قد تهاونت أو حتى خضعت لإملاءات الميليشيا، وسمحت بوقاحة لاختطاف رمز سيادي وسياحي وتحويله إلى منصة دعائية.

اليوم، الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية أمام امتحان تاريخي. فإما أن يكونوا حماة الدولة وهيبتها، أو يتركون الساحة لمنطق الميليشيا والفوضى. حماية الدولة تبدأ برفض أي انتهاك لرموزها ومعالمها، ورفض أي نشاط يهدف إلى فرض أمر واقع أو ابتزاز الدولة والمجتمع.

ليس المطلوب مواجهة الناس أو منع الرأي، بل فرض القانون على الجميع دون استثناء. لا يجوز لأي طرف، مهما كان، أن يستعمل الأملاك العامة والمعالم الوطنية للدعاية السياسية أو العسكرية. السماح بذلك يرسخ فكرة أن الدويلة أقوى من الدولة وأن الأجهزة الأمنية متفرجة، وهو ما يدمّر الثقة الشعبية بالمؤسسات ويقوّض ما تبقى من صورة لبنان كدولة ذات سيادة.

الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية يملكون الشرعية الشعبية والدستورية للدفاع عن هيبة الدولة. المطلوب اليوم أن يترجم هذا إلى أفعال واضحة وحازمة: منع تكرار هذه الانتهاكات، تطبيق القانون، ومحاسبة كل من تورّط أو سهّل هذه المخالفة الجسيمة.

إن اللبنانيين ينتظرون من جيشهم وأمنهم أن يعلنوا بوضوح: لبنان ليس ساحة ميليشيات، وصخرة الروشة وأمثالها ليست لوحات إعلانية لأي مشروع سياسي. لا سلاح ولا صور ولا شعارات فوق هيبة الدولة


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa