لماذا لا ننسى بعض الذكريات لكننا نفقد بعضها الآخر؟ دراسة تجيب

08:57AM

كشفت دراسة حديثة عن آلية مدهشة يستخدمها الدماغ البشري لترتيب أولويات حفظ الذكريات، حيث تعمل الأحداث المهمة والمشحونة عاطفياً كمنقذ للحظات العادية من الضياع في متاهات النسيان.

وأوضحت النتائج التي قادها البروفيسور روبرت رينهارت أن الدماغ لا يعمل كمسجّل سلبي للأحداث، بل كمحرر ذكي يعيد ربط المواقف اليومية البسيطة بلحظات عاطفية مؤثرة. فعندما يمر الإنسان بتجربة قوية، مثل الفوز بجائزة أو تلقي خبر مصيري، فإن الذاكرة لا تحتفظ باللحظة وحدها، بل تشمل أيضاً تفاصيل جانبية سبقتها أو صاحبتها، مثل الملابس التي كان يرتديها أو الطعام الذي تناوله في ذلك اليوم.


واعتمدت النتائج، المنشورة في مجلة Science Advances، على تحليل 10 دراسات شملت 650 مشاركاً باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لفحص أنماط التذكر. وأظهرت أن الدماغ يتبع نظاماً متدرجاً لتخزين الذكريات، حيث يمنح الأولوية للأحداث التي تلي المواقف العاطفية القوية، فيما تبقى الذكريات السابقة فقط إذا ارتبطت بها بصرياً أو مفهوماً.


وقال رينهارت: "إنه اكتشاف غير مسبوق يثبت أن العاطفة تمتد عبر الزمن لتعزيز الذكريات الهشة"، فيما أضاف الباحث تشينيانغ لين: "لقد وجدنا أن التشابه المفاهيمي مع الأحداث العاطفية، وليس التوقيت وحده، هو العامل الأساسي في إنقاذ الذكريات من النسيان".


ويرى العلماء أن هذه النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة في مجالات التعليم والعلاج النفسي، عبر استغلال الروابط العاطفية لتعزيز حفظ المعلومات الدراسية، أو المساعدة في إعادة بناء الذكريات المفقودة بسبب التقدم في العمر، بل وحتى في معالجة اضطرابات ما بعد الصدمة عبر التحكم في قوة الذكريات المؤلمة.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa