وقت الحسم: على الدولة أن توقف تدخل وفيق صفا وتستعيد سيادتها

01:02PM

لم يعد مقبولًا أن يتصرّف بعض المسؤولين وكأنهم فوق الدولة أو خارجها. بالأمس أعلن وفيق صفا بنفسه إخراجه لنفسه وحزبه من إطار الدولة اللبنانية، وهذا الإعلان يجب أن يُترجم بخطوات عملية. فمن يرفض الاعتراف بسلطة الدولة لا يمكن أن يدخل وزاراتها أو يهيمن على مؤسساتها.

اليوم، أمام الحكومة اللبنانية ورئيسها سلام فرصة تاريخية لإثبات أن السيادة لا تتجزأ، وأن الوزارات هي للمواطنين جميعًا لا لممثلي الميليشيات. يمكن لسلام بسهولة أن يمنع أي دخول لوفيق صفا إلى أي وزارة، وأن يفرض القانون على الجميع بلا استثناء.

لقد بات واضحًا أن وفيق صفا لا يستطيع مواجهة إسرائيل، فيوجّه سلوكه نحو لبنان ومؤسساته، الأمر الذي يستوجب ردًا حاسمًا من الدولة اللبنانية بإيقاف نفوذه داخل الوزارات والمؤسسات العامة. فهو لم يكتفِ بمواجهة الحكومة فقط، بل تعدى على الرئيس نبيه بري وأهانه علنًا، في رسالة واضحة أن سلوكه خرج عن كل الأطر التقليدية.

وعليه، يجب على القادة اللبنانيين، وفي مقدمتهم العماد جوزاف عون، ألا يسمحوا بأن يجعل وفيق صفا الدولة أضحوكة. وعلى كل الوزراء أن يعلنوه «شخصًا غير مرغوب فيه» داخل مؤسسات الدولة، وأن يثبتوا أن زمن «الدويلة» قد انتهى.

الكلام لم يعد يكفي. على العماد عون أن ينتقل من التصريحات إلى الأفعال وأن يدعم رئيس الحكومة سلام بشكل كامل لاستعادة السيادة، وفرض حصرية القرار والسلاح بيد الدولة. لقد عرف اللبنانيون أن العماد عون يتقن الخطابات، لكن الآن هو الوقت لإثبات أن أفعاله توازي أقواله، وأن الدولة اللبنانية قادرة على استعادة سيادتها.

إن لبنان أمام اختبار حقيقي: إما أن يستعيد هيبته وسيادته، أو يستمر في الخضوع للدويلات والمصالح الخاصة. الفرصة الآن متاحة – والوقت لم يعد يسمح بالمزيد من التردد.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa