09:22AM
كتب د. قاسم سعد – باحث في حقوق الإنسان وحقوق الطفل:
في زمنٍ تتقدّم فيه الشعارات على المبادئ، يبدو أن المنظومة الدولية التي رُفعت باسم الإنسانية قد أصيبت بعاهةٍ في النظر. فالعين التي تبكي على طفلٍ في مكان، تُغمض جفنها عن مئات الأطفال في مكانٍ آخر.
هذا ليس خلافًا في الموقف السياسي، بل انهيارٌ في ميزان العدالة الأخلاقية الذي يُفترض أن يحكم مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
عندما يفقد الخطاب الأممي توازنه
في السابع من أكتوبر، نشرت منظمة اليونيسف بيانًا أدانت فيه الهجمات التي استهدفت الأطفال والمجتمعات في إسرائيل، ووصفتها بأنها “انتهاكات جسيمة ضد الإنسانية يجب إدانتها بلا لبس”.
لكن اللافت أن البيان لم يتطرّق إلى الضحايا الفلسطينيين الذين سقطوا منذ اليوم نفسه في قطاع غزة، رغم أن آلاف الأطفال قُتلوا وجُرحوا تحت القصف خلال الأيام التالية.
هذا الصمت الانتقائي يطرح سؤالًا مؤلمًا: هل فقدت المؤسسات الأممية توازنها الأخلاقي حتى في أبسط القضايا، وهي حماية الطفولة؟
كيف يمكن لمنظمة تُعرّف نفسها بأنها صوت الأطفال في العالم، أن ترى دموعًا ولا ترى دماء؟
صمتٌ يرقى إلى مستوى التواطؤ
حين يُقصف بيتٌ فوق أطفاله، يُكتفى ببيان “قلق”.
وحين يُحاصر مليون طفل بلا ماءٍ أو دواء، يُعقد “اجتماعٌ تشاوري”.
وحين يُصاب طفلٌ في الجانب الآخر، تُضاء الأبنية بالشموع وتُرفع الشعارات.
هذه الانتقائية ليست حيادًا، بل عَوَرٌ أخلاقي يضرب في عمق مفهوم العدالة.
فالمنظمات التي وُجدت لحماية الإنسان باتت اليوم تُدار بميزان التمويل والسياسة، لا بميزان القيم الإنسانية.
لقد تحوّل الحياد من أداةٍ للإنصاف إلى غطاءٍ للعجز.
نداء لاستعادة البصر قبل فوات الأوان
على المنظمات الأممية أن تُعيد النظر في مرآتها، وأن تعترف بأن الصمت أمام الجريمة مشاركةٌ فيها، وأن الحياد في زمن الإبادة خيانةٌ للضمير الإنساني.
حين يُقصف الطفل الفلسطيني ولا تُدان الجريمة كما تُدان غيرها، يفقد العالم حقَّه في الحديث عن العدالة والإنسانية.
إن إصلاح النظر الأخلاقي يبدأ من هناك:
من الاعتراف بأن كل طفلٍ في هذا العالم يملك الحق ذاته في أن يعيش، ويحلم، ويبتسم — لا أكثر ولا أقل.
شارك هذا الخبر
عون يزوّد السفراء المعيّنين حديثًا بتوجيهات قبل مباشرتهم مهامهم
"يسرائيل هيوم": من المتوقع أن يصل مبعوثا ترامب جاريد كوشنر وستيف ويتكوف إلى إسرائيل الليلة
الخازن يستقبل السفير البخاري في القليعات: تأكيد على رسوخ العلاقات اللبنانية–السعودية
دفعة جديدة من النازحين السوريين تغادر عبر معبر العريضة
كرم : على الحزب أن يفهم أن لا مشروع منظمات مسلّحة في المنطقة
الطقس: استقرار تدريجي مع ارتفاع بالحرارة
بالفيديو: في طرابلس: اعتداء على طبيب بالضرب وتهديد بالسلاح
رسامني: خطة لمواجهة فيضانات الطرق ومسؤولية مشتركة بين «الأشغال» والبلديات والمواطنين
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa