رئيس حركة الناصريين الأحرار: مواجهة إسرائيل انتحار ولبنان الحلقة الأضعف

أطلّ المنسق العام للمؤتمر اللبناني العربي ورئيس حركة الناصريين الأحرار الدكتور زياد العجوز عبر مقابلة تلفزيونية لأحد المواقع الإخبارية، تناول فيها أبرز التطورات اللبنانية الراهنة، مقدّماً رؤية نقدية واقعية للأوضاع السياسية والأمنية في البلاد.

وهذه أهم العناوين والنقاط التي تطرق إليها:

_ موقفه من دعوة فخامة الرئيس للمواجهة العسكرية_

اعتبر العجوز أن دعوة رئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، للجيش اللبناني بالتصدي لأي عدوان إسرائيلي تعبّر عن موقف وطني صادق، إلا أن القرار بالمواجهة العسكرية هو قرار خاطئ وغير واقعي.

فهناك فرق شاسع بين الموقف والقرار.

_ لبنان غير مؤهّل لخوض حرب جديدة_

أوضح العجوز أن لبنان يفتقر إلى المقومات العسكرية واللوجستية التي تمكّنه من خوض حرب مع العدو، وأن أي اندفاع نحو المواجهة سيكون بمثابة انتحار سياسي وعسكري للدولة اللبنانية، وهو يفتقد لأدنى مقومات الصمود والتصدي.

_ الدعوة إلى تغليب الدبلوماسية على التصعيد_

شدّد العجوز على أن السبيل الأسلم لحماية لبنان هو التمسك بالحلول الدبلوماسية وتجنّب الانجرار إلى لعبة الحروب والاقتتال التي لن تجلب سوى الدمار.

_ لبنان الحلقة الأضعف في معادلة الحرب_

رأى العجوز أن فائض القوة الإسرائيلي الذي دمّر غزة يجعل لبنان في موقع ضعف ضمن المعادلة الإقليمية، وأن القرارات المتسرّعة قد تؤدي إلى كارثة وطنية.

_ نقد بنّاء لا استهداف سياسي_

أوضح أن موقفه لا يهدف إلى مهاجمة فخامة الرئيس، بل إلى الدعوة المخلصة لتجنّب فخّ الحرب والحفاظ على مصلحة لبنان العليا.

_ أخطاء العهد الحالي وغياب الرؤية الإصلاحية_

اعتبر أن العهد ارتكب أخطاء جسيمة أطاحت بمضامين خطاب القسم والبيان الوزاري، ونسفت التعهدات التي قُطعت للدول الصديقة حول بناء دولة المؤسسات والقانون.

_ سقوط مبدأ السيادة الوطنية_

أشار إلى أن السيادة اللبنانية تراجعت عندما تم تجاوز قرارات الحكومة في قضايا حساسة، وسقطت هيبتها مع كسر قرار الحكومة فيما سُمّيت بقضية الصور على صخرة الروشة، حيث اعتبر المراقبون أنه تم إعطاء "حزب الله" قبلة الحياة لإعادة فرض وصايته على مفاصل الدولة، التي استُكملت لاحقاً بعروضه شبه العسكرية في المدينة الرياضية، حيث حملت تلك العراضات رسائل متعددة الأوجه، استُتبعت بخطابات فوقية وتحريضية لرفض تنفيذ القرارات الدولية بتسليم السلاح الميليشياوي إلى الدولة اللبنانية.

_ الطبقة السياسية تواصل العبث بمصير الوطن_

انتقد العجوز استمرار بعض الزعامات اللبنانية في إدارة البلاد بعقلية قديمة، غير مدركة لحجم التحولات الإقليمية التي تعيد تشكيل المشهد السياسي في المنطقة.

_ الانتخابات النيابية إلى التأجيل وتغييرات مرتقبة_

توقّع العجوز أن تفرض التطورات الأمنية والعسكرية المقبلة واقعاً جديداً يؤدي إلى تأجيل الانتخابات النيابية، وإعادة النظر جذرياً في قانونها، حيث سيصبح الممنوع مسموحاً والمسموح ممنوعاً.

_ عن الرئيس سعد الحريري_

اعتبر الدكتور زياد العجوز خلال مقابلته أن الرئيس سعد الحريري زعيم مع وقف التنفيذ بقرار منه، وإنه إذا ما استمر باعتكافه وعدم مشاركته شخصياً وبشكل مباشر في الانتخابات النيابية المقبلة، سيكون ذلك بمثابة انتحار سياسي.

الرئيس سعد الحريري حاجة وطنية، وهناك فرق كبير بين جمهور سعد الحريري الشامل العابر لكل المناطق ولمختلف القوى السياسية، وبين جمهور المستقبل المخلص والوفي لمساره.

_ حول الدور الإيراني_

قال العجوز: قلتها سابقاً وأكرّرها اليوم، بأنه مهما تغيّرت الأوجه في قيادة إيران كدولة، يبقى نظامها الفارسي واحداً، يتماهى مع العدو الصهيوني في عدائه للعرب، فكلاهما وجهان لعملة واحدة.

فمنذ ما يُسمّى بالثورة الإيرانية، كان مخطط النظام الفارسي السيطرة على أكبر قدر من الدول العربية، وإضعاف جيوشها الرسمية، وزعزعة الأمن والاستقرار فيها، والسيطرة عليها عبر أذرعه الميليشياوية.

وبنظرة واحدة نرى أن ما فعله النظام الفارسي بدولنا العربية مهّد للمخطط الصهيوني لتنفيذ سياسته التوسعية.

إن أكبر مخادع للقضية الفلسطينية والمتاجر بها هو النظام الفارسي، الذي أضعفنا وأضعف محيطنا العربي لتصبح أرضنا سهلة ومستباحة للمخطط الصهيوني.

_ عودة الدور المصري إلى لبنان_

رحّب بعودة الدور المصري الفاعل بعد زيارة مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد، مؤكداً أن مصر لم تغب يوماً عن دورها القومي تجاه لبنان وسائر الدول العربية.

فمصر دائماً في القلب، وقلب مصر دائماً علينا وعلى أمتنا.

_ السعودية حاضنة العرب ولم تتخلّ عن لبنان_

أشاد العجوز بالدور التاريخي للمملكة العربية السعودية، مؤكداً أنها كانت وستبقى الحاضنة الأساسية للعرب وللبنان على وجه الخصوص.

_ الأمير محمد بن سلمان قائد استثنائي برؤية عربية متجددة_

نوّه بقيادة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، الذي أعاد للأمة العربية أمجادها عبر رؤيته الطموحة وحنكته القيادية.

_ لبنان الغائب عن منتدى الاستثمار في الرياض_

تساءل العجوز عن واقع لبنان الذي فقد الثقة الداخلية والخارجية، معتبراً أن غيابه عن المنتديات الاقتصادية الكبرى نتيجة طبيعية للتخبّط والوعود الزائفة.

_ دعوة لاستلهام روح رؤية السعودية 2030_

حثّ اللبنانيين على الاستفادة من تجربة السعودية التنموية ورؤية 2030 لبناء مستقبل مزدهر، قائلاً: «ليتنا نحب وطننا كما يحب السعوديون أوطانهم».

وأكد أن المملكة ستظلّ أول الداعمين للبنان، شريطة أن يظهر قادته الجدية في الإصلاح والعمل الوطني لإنقاذ البلاد من أزماتها.