07:35AM
كتب أحمد منصور في الأنباء الكويتية:
وكأن المواطن اللبناني لا يكفيه ما يعانيه من أزمات ومخاطر ومآس، حتى أطلت عليه ظاهرة الكلاب الشاردة، التي تغزو المناطق اللبنانية وتحتل الشوارع والساحات، زارعة الخوف والرعب في نفوس السكان.
هذه الظاهرة باتت الشغل الشاغل للمواطنين تؤرق مضجعهم وتزيد من خوفهم، إذ تشكل خطرا كبيرا على الناس كافة، وخصوصا الأطفال، الذين ترعبهم الكلاب الشاردة وهم في انتظار باصات مدارسهم في أوقات الصباح الباكر.
مشهد انقلب من ضرورة تقديم مساعدة وإيواء للكلاب إلى مصدر خوف ورعب، نظرا لكثرة الكلاب الشاردة الجائعة التي تتجول في الشوارع والساحات والأزقة.
في مقابل ذلك، تعجز البلديات عن إيجاد الحلول لهذه الظاهرة، بسبب ضعف الإمكانات، وتصر على ان المعالجة تكمن من خلال الدولة عبر وزارة الزراعة، لإنشاء أماكن مخصصة للكلاب، والعمل على رفع مخاطرها، والحد من تكاثرها الذي بات مخيفا، فيما اتجهت بلديات بمبادرات فردية إلى إجراءات مؤقتة، للحفاظ على السلامة العامة.
وفي هذا المضمار، قال رئيس اللجنة الصحية في بلدية صيدا تيسير الزعتري لـ «الأنباء»: «ان البلدية بصدد إنشاء مأوى للكلاب الشاردة، وهو مشروع تبرع به عضو بلدية صيدا عامر معطي، وبإشراف عضو المجلس البلدي براء حريري، حيث تم جمع الكلاب من الشوارع، ثم تسلمت اللجنة الصحية في البلدية المأوى».
وأضاف: «نحن حاليا في مرحلة إجراء الفحوصات للكلاب، وسنعمل على مساعدة 12 بلدية مجاورة، وتشمل منطقة الحسبة في صيدا والمية ومية وحارة صيدا وعين الدلب والقرية وغيرها، باستقبال الكلاب منها. نحن بصدد إجراء إحصاء لمعرفة العدد ليصار بعدها إلى إطلاق الحملة، والتي تقوم على تنفيذ خطة وزارة الزراعة، وتبدأ بجمع الكلاب من الشوارع وإعطائها اللقاحات ومن ثم خصيها وإعادتها إلى الشوارع بعد فترة 3 أشهر. عندها تصبح الكلاب لا تشكل خطرا، بل تبقى على الطرقات وتأكل وتشرب فقط ولا تتكاثر، إذ ان داء الكلب يزداد في لبنان، ونحن بهذه الخطوات نحمي المجتمع من هذه الظاهرة، فضلا عن اننا نعيد الكلاب إلى موطنها الأصلي».
وتابع: «عندما نخصي الكلاب يخف التكاثر، وبالتالي تصبح غير شرسة. أما بالنسبة إلى تكاليف الحملة فتغطيها البلدية، ولدينا حاليا حوالي 100 كلب، ونعمل على توسيع المأوى ليستوعب 150 كلبا، بهدف التخفيف قدر الإمكان من الكلاب. أما الكلاب التي تبقى شرسة بعد «خصيها» فنتركها في المأوى ولا نعيدها إلى الشارع، وعددها قليل».
ومضى يقول: «سنعمد إلى وضع إشارات على أذني الكلاب التي نطلقها إلى الشارع لتكون معروفة».
وأكد ان «هناك شكاوى من الناس من خطر الكلاب»، وقال: «لهذا السبب أنشأنا المأوى، وخففنا عبئا عن المدينة وبددنا خوف الناس ووضعنا حدا لعدم تكاثر الكلاب، وبالتالي بعد عدة سنوات من هذه التدابير نكون قد تخلصنا من هذه الظاهرة».
ولفت الزعتري إلى «أن عملية التقاط الكلاب من الشوارع دونها صعوبات، وحتى الآن التقطنا حوالي 80 كلبا، ولا يزال في الشوارع ما يزيد على 100 كلب في صيدا والقرى المجاورة».
رئيس بلدية أنصار محسن عاصي قال: «معالجة موضوع الكلاب الشاردة، يفوق إمكانات البلدية، فإنشاء محمية أو مزرعة أو مأوى لها مكلف جدا، ونحن بدورنا تواصلنا مع أطباء بيطريين وعدة جمعيات بهذا الخصوص وأرسلنا عدة كتب إلى وزارة الزراعة. هذه المشكلة تتطلب دولة بحد ذاتها بسبب نفقاتها الباهظة».
ونفى عاصي ما تم ترويجه عن موت أكثر من 30 كلبا في البلدة بالسم، وقال: «تابعنا هذا الموضوع وتبين ان التسمم طال 3 كلاب». وأكد «أن البلدية تتلقى العديد من الشكاوى من وجود الكلاب الشاردة بين المنازل، لكننا لا نملك الحل والمعالجة، وعلى الدولة ان توجد الحل المناسب ونحن على استعداد للتعاون».
وأضاف: «نحن أمام معضلة كبيرة، ويجب إيجاد مأوى».
وأشار رئيس بلدية شحيم في قضاء الشوف، م.طارق شعبان إلى «ان البلدية ومنذ توليها زمام الأمور منذ 6 أشهر وهي تواجه هذه المشكلة بسبب العدد الكبير للكلاب الذي وصل إلى حدود 120».
ولفت إلى ان العدد انخفض حاليا ووصل بحسب إحصاء الشهر الماضي إلى حدود الـ 50 كلبا نتيجة النفايات، «حيث كانت حاويات النفايات منتشرة في أماكن عدة في البلدة، فقمنا بتخفيض عددها بالتعاون مع شركة «سيتي بلو»، وشددنا على ضرورة عدم التأخير في جمع النفايات من المستوعبات كي لا تكون مأوى للكلاب».
وأضاف: «تمكنا من تحديد أماكن تواجدها، في موقعين في البلدة، وهم مصدر للأوبئة والأمراض ونشر الرعب لدى الأطفال الذين تعرض بعضهم لهجماتها».
وأشار إلى عقد لقاء مع جمعيات تعنى بالرفق بالحيوان، واتفقنا بداية على إعداد إحصاء لعدد الكلاب وأماكنها، والخطة الثانية تقضي بتأمين الأدوية، حيث سنقيم في خراج البلدة مأوى صغيرا، وسيتم إجراء التطعيم للكلاب بشكل حضاري.
وأشار إلى ان الكلاب اتخذت من الطابق السفلي لمبنى البلدية مأوى لها، «ونقوم بطردها من حين لآخر في انتظار إيجاد الحل والمعالجة النهائية لهذه المشكلة».
المصدر : الأنباء الكويتية
شارك هذا الخبر
ارتفاع أسعار المحروقات مجدداً: البنزين والمازوت يقفزان… والغاز ثابت
الجيش: تفجير ذخائر غير منفجرة في هذه المنطقة
البزري: هذه خطوة مفصلية تعبّر عن عمق الاهتمام الأخوي
روابط التعليم الرسمي تحذر: حقوق المعلمين ليست للمساومة
روسيا تعلن إحباط مخطط أوكراني لاغتيال مسؤول رفيع في موسكو
سعيد: كانت النصيحة بجمل
الجماعة الإسلامية تواصل جولتها على الأجهزة الأمنية في صيدا والجنوب
مايكروسوفت تراهن على OpenAI لتسريع دخولها عالم رقائق الذكاء الاصطناعي
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa