تقارير ترجّح اقتراب تقاعد تيم كوك وتكثيف بحث أبل عن خليفة له

تزايدت التكهنات حول موعد تقاعد تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، ومن سيخلفه في المنصب، خاصة بعد بلوغه 65 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر، وهو عمر يُعد عادة مرحلة شائعة للتقاعد.

وبحسب تقرير جديد لصحيفة "فاينانشيال تايمز"، تسعى أبل حالياً إلى تكثيف الاستعدادات لاستبدال كوك "في أقرب وقت العام المقبل"، في خطوة يُعتقد أنها الأكثر جدية حتى الآن في ملف الخلافة داخل الشركة.

وكان كوك قد مهّد لهذا الاحتمال منذ عام 2021، حين صرّح بأنه لا يتوقع أن يبقى في أبل حتى عام 2031، رغم تأكيده في مقابلة بودكاست قبل عامين أنه سيستمر في العمل في الشركة "لفترة".

ووفق التقرير، يكثّف مجلس إدارة أبل بحثه عن خليفة محتمل لكوك، ويُعد جون تيرنوس، نائب الرئيس الأول لهندسة الأجهزة، أبرز المرشحين من داخل الشركة، مع بحث المجلس أيضاً في أسماء من خارجها. وترجّح المصادر أن تعلن أبل قرارها في وقت مبكر من العام المقبل، لمنح الرئيس التنفيذي الجديد وقتاً للتأقلم قبل مؤتمر المطورين "WWDC" في يونيو وإطلاق سلسلة آيفون الجديدة في سبتمبر، مع التأكيد على أن هذه التواريخ ما زالت قابلة للتغيير.

ويرى محللون أن التسريب يبدو "متعمداً"، إذ يشير المدون التقني المعروف جون غروبر إلى أن عدد الأشخاص داخل أبل الملمين فعلياً بهذه الخطط محدود للغاية، بما يجعل فرضية التسريب العَرَضي غير مقنعة، مرجحاً أن يكون ما نُشر بموافقة ضمنية من كوك نفسه، بهدف ألا يأتي الإعلان الرسمي مفاجئاً للأسواق.

كما لفت إم جي سيغلر، الشريك السابق في "غوغل فينتشرز" وعضو مجلس إدارة "سلاك"، إلى أن تعدد أسماء الصحفيين المشاركين في التقرير وحجمه، يؤشر إلى أنه أشبه بـ"بالون اختبار" لقياس رد فعل السوق، أكثر من كونه مجرد تقرير مبني على شائعات عابرة.

ومنذ تولّي كوك منصب الرئيس التنفيذي في 2011، ارتفعت قيمة أبل السوقية من نحو 350 مليار دولار إلى نحو 4 تريليونات دولار، ما يفسّر قلق مجلس الإدارة من تأثير أي إعلان عن تقاعده على ثقة المستثمرين وسعر السهم.

ويرجّح مراقبون أنه في حال قرر كوك التقاعد فعلاً العام المقبل، فقد يتولى دوراً جديداً كرئيس لمجلس الإدارة أو مستشار للمجلس، كخطوة إضافية لطمأنة الأسواق. وتشير تحركات السهم حتى لحظة إعداد التقرير، حيث تراجعت أسهم أبل في التداولات ما قبل الافتتاح بأقل من 1 بالمئة، إلى أن المستثمرين يبدو أنهم مهيأون سلفاً لمثل هذه الأنباء ولا يظهرون قلقاً مفرطاً حيالها، ما يعزز احتمال صدور إعلان رسمي في النصف الأول من العام المقبل.