بيروت تحتفل بالاستقلال بحضور آلاف اللبنانيين: رسالة حياة ووحدة من قلب العاصمة

شهد محيط المتحف الوطني في بيروت مساء أمس احتفالاً وطنياً حاشداً بمناسبة عيد الاستقلال ال82، في مشهد غير مسبوق من حيث حجم المشاركة الشعبية، إذ غصّ المكان بآلاف المواطنين الذين توافدوا من مختلف المناطق اللبنانية في رسالة واضحة بأن لبنان الذي يطمحون إليه هو لبنان الحياة والثقافة والفرح، لا الحروب ولا الدمار.

الحفل، الذي قُدِّم بدعوة مفتوحة، تولّى تقديمه الإعلاميان طوني بارود وحسان الرفاعي، فيما أحياه النجم اللبناني ملحم زين الذي أشعل الأجواء بالأغاني الوطنية، وتحول المكان إلى مساحة احتفال جماعي حملت الكثير من الرمزية في هذا التوقيت الدقيق.

وتميّز الحدث هذا العام بطابع استثنائي، إذ حرص القيّمون عليه على تنظيم احتفال مختلف كلياً عن السنوات السابقة. فقد أضيئت جدران المتحف الوطني بعرض ضوئي ضخم تخلله فيديو يحاكي وحدة اللبنانيين، ويرسّخ شعار "جيش – شعب – دولة" باعتباره الطريق الوحيد لبناء لبنان الدولة والمؤسسات. كما استعاد الفيديو محطات وشخصيات خدمت لبنان في تاريخه الحديث على المستويات السياسية والاقتصادية والأدبية والفنية، في لفتة تقدير لإرث وطني مشترك.

وحضر الاحتفال عدد من الشخصيات الرسمية، أبرزها وزير الإعلام بول مرقص ممثلاً الحكومة اللبنانية، إضافة إلى مشاركة الوزير محمد شقير، والنائب وضاح الصادق، والنائب جهاد بقرادوني، ومحافظ بيروت القاضي مروان عبود، إلى جانب حضور لافت للهيئات الاقتصادية وفعاليات سياسية وثقافية وفنية جاءت لدعم هذه المبادرة الوطنية الجامعة.

ولم يكن لافتاً فقط حجم الإقبال الذي تخطّى كل التوقعات، بل أيضاً طبيعة الحشود التي توافدت لتعكس صورة لبنان الذي يريده اللبنانيون: بلد سياحة وثقافة وازدهار وحياة، وليس بلد صراعات أو ميليشيات أو دويلات. وقد بدا واضحاً أن الناس خرجوا ليؤكدوا أن الاستقلال الحقيقي للبنان بات أقرب من أي وقت مضى، وأن إرادة العيش المشترك ما زالت أقوى من كل الضغوط والتحديات.

وبرغم الأوضاع الصعبة والضغوط الناتجة عن الحروب المحيطة، أظهر اللبنانيون في هذا الاحتفال أنهم قادرون على صناعة لحظات الفرح والتمسك بنمط الحياة الذي يريدونه، رافعين صوتهم عالياً بأن لبنان باقٍ ما بقي شعبه موحداً حول دولته وجيشه ومؤسساته.