الوشم يزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد

07:13AM

أظهرت دراسة علمية حديثة أن الوشوم التي يضعها كثيرون على مختلف أجزاء الجسم قد تُعرض أصحابها لخطر متزايد للإصابة بسرطان الجلد، إذ تبين أنها ترفع احتمال الإصابة بهذا النوع من السرطان بنسبة تصل إلى 29%.

وبحسب تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" Science Alert المتخصص، واطلعت عليه "العربية.نت"، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين لديهم وشم أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد (الميلانوما)، وهو أحد أخطر أنواع السرطان المرتبطة غالبًا بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية.

في المقابل، لم يظهر أن الوشم يزيد من خطر الإصابة بسرطان الخلايا الحرشفية، وهو نوع آخر من سرطان الجلد يرتبط أيضًا بأضرار الأشعة فوق البنفسجية، رغم أن كلا النوعين يشتركان في سبب رئيسي واحد، وينشآن من خلايا مختلفة ويختلفان في درجة الخطورة، حيث يُعد سرطان الميلانوما أكثر خطورة بكثير.

وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة في أوساط الشباب في الدول الغربية، حيث يُنظر إلى الوشم باعتباره وسيلة للتعبير عن الذات وعن الهوية الشخصية؛ ففي السويد وحدها يحمل نحو واحد من كل ثلاثة بالغين وشمًا واحدًا على الأقل.

ويشير العلماء إلى أن سرطان الميلانوما وسرطان الخلايا الحرشفية يتطوران ببطء وهما نادران نسبيًا، ما يجعل الدراسات الطويلة المدى عليهما أكثر صعوبة وكلفة، خصوصًا إذا تطلب الأمر متابعة أعداد كبيرة من الأشخاص الموشومين وغير الموشومين على مدى سنوات طويلة.

الفريق البحثي في السويد اعتمد على مراجعة سجلات أشخاص شُخِّصت إصابتهم سابقًا بهذه السرطانات، ثم العودة إلى الوراء لمعرفة ما إذا كانوا يحملون وشومًا أم لا، بهدف تقييم العلاقة بين الوشم وخطر الإصابة. وبالاستعانة بالسجل الوطني للسرطان، حدد الباحثون جميع الأشخاص الذين تراوحت أعمارهم بين 20 و60 عامًا، ممن شُخِّصوا بسرطان الجلد (الميلانوما) عام 2017، أو بسرطان الخلايا الحرشفية بين عامي 2014 و2017، ثم درسوا حالتهم بالتفصيل.

وأظهرت النتائج أن الأشخاص الموشومين كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الميلانوما بنسبة 29% مقارنة بغير الموشومين، كما تبين أن الخطر يكون أعلى لدى من مضى على حصولهم على الوشم أكثر من عشر سنوات.

أما في ما يتعلق بسرطان الخلايا الحرشفية، فقد أظهرت التحليلات أن الوشم لا يُحدث فارقًا ملحوظًا في مستوى الخطر، وهو ما يشير إلى عدم وجود صلة بين هذا النوع من السرطان ووضع الوشم.

كما لم يجد الباحثون دليلًا على أن حجم الوشم الأكبر يرفع من احتمال الإصابة، رغم أن ذلك كان متوقعًا نظريًا لكون الوشم الكبير يحتوي على كمية أكبر من الحبر، وبالتالي مواد أكثر يمكن أن تكون ضارة. ويطرح الباحثون تفسيرًا مفاده أن حبر الوشم لا يبقى بالكامل في موضعه بالجلد، إذ يتعامل معه الجهاز المناعي على أنه جسم غريب، فينقل جزءًا من جزيئاته إلى الغدد الليمفاوية.

ويشير فريق الدراسة إلى أن نتائجهم تختلف عن دراسة أميركية سابقة كانت قد خلصت إلى أن الوشم الكبير ربما يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد، غير أن تلك الدراسة لم تراعِ عوامل أساسية مثل نوع البشرة ودرجة التعرض للأشعة فوق البنفسجية، ما يُضعف من قوة استنتاجاتها، بحسب الباحثين.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa