«إنفيديا» تنفي الاستحواذ على Groq

نفت شركة «إنفيديا» الأميركية بشكل قاطع التقارير التي تحدثت عن استحواذها على شركة Groq الناشئة المتخصصة في رقائق الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن ما يجمع الطرفين لا يتجاوز اتفاق ترخيص تقني غير حصري يتيح لـ«إنفيديا» استخدام تكنولوجيا Groq ودمجها في منتجاتها المستقبلية، من دون الاستحواذ على الشركة أو ضمها إلى هيكلها المؤسسي.

وجاء توضيح «إنفيديا» عقب تقارير إعلامية، من بينها تقرير لشبكة CNBC، تحدث عن نية الشركة الاستحواذ على أصول من Groq مقابل نحو 20 مليار دولار. إلا أن «إنفيديا» شددت، في تصريح لموقع «تيك كرانش»، على أن الصفقة ليست عملية استحواذ، رافضة الكشف عن القيمة المالية أو نطاق الاتفاق، ومؤكدة أن Groq ستواصل عملها كشركة مستقلة.

وفي بيان مشترك، أعلنت الشركتان أن الاتفاق يمنح «إنفيديا» ترخيصاً لاستخدام تقنيات Groq الخاصة بشرائح المعالجة منخفضة التأخير، وهي فئة تختلف عن وحدات معالجة الرسوميات (GPU) التي تشكل أساس أعمال «إنفيديا» في مراكز البيانات. وتُعرف هذه الشرائح باسم وحدات معالجة اللغة (LPU – Language Processing Unit)، والمصممة لتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي اللغوية الكبيرة بكفاءة أعلى.

وقالت Groq إن تقنيتها قادرة على تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي بسرعة تصل إلى 10 أضعاف مقارنة بالحلول التقليدية، مع استهلاك طاقة لا يتجاوز 10% من استهلاك المعالجات الأخرى، ما يمنحها ميزة تنافسية في سوق يشهد طلباً متسارعاً على الحوسبة عالية الأداء ومنخفضة التكلفة التشغيلية.

وبموجب الاتفاق، ينضم مؤسس Groq والرئيس التنفيذي الحالي جوناثان روس، إلى جانب رئيس الشركة صني مادرا وعدد من كبار التنفيذيين والموظفين، للعمل داخل «إنفيديا»، بهدف المساعدة في دمج تصميم شرائح Groq ضمن منتجات «إنفيديا» المقبلة وفتح مجالات استخدام وأسواق إضافية. وفي المقابل، تستمر Groq كشركة مستقلة مع تعيين رئيس تنفيذي جديد لقيادة أعمالها خلال المرحلة المقبلة.

وتسلط الصفقة الضوء على خبرة جوناثان روس في تصميم شرائح الذكاء الاصطناعي، إذ سبق له العمل في «غوغل» وكان من المساهمين الرئيسيين في تطوير شريحة TPU، وهي شريحة مسرّع مخصصة لعبت دوراً محورياً في تشغيل أحمال عمل الذكاء الاصطناعي داخل Google.

ووفق تقارير «بلومبرغ»، دفعت «إنفيديا» مقابلاً مالياً للحصول على حق استخدام تقنية Groq من دون الإفصاح عن تفاصيل مالية، في خطوة وصفتها التقارير بأنها جزء من استراتيجية أوسع لتعزيز استثمارات الشركة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي وتوسيع حضورها في سوق تشغيل النماذج (Inference).

وتأتي هذه التطورات بينما تواصل «إنفيديا» هيمنتها على الحصة الأكبر من سوق شرائح الذكاء الاصطناعي في مراكز البيانات، في وقت تتجه فيه شركات ناشئة وعمالقة تقنية، بينهم «ألفابت» المالكة لـ«غوغل»، إلى تطوير شرائح منافسة لتقليل الاعتماد على معالجات «إنفيديا»، وسط منافسة متصاعدة من شركات مثل «مايكروسوفت» و«أمازون» التي تطور بدورها رقائق خاصة بها.

وكانت Groq قد أعلنت، في سبتمبر الماضي، جمع تمويل بقيمة 750 مليون دولار عند تقييم بلغ 6.9 مليار دولار بعد التمويل، مشيرة إلى أن الأموال ستُستخدم لتوسيع قدراتها التشغيلية، لا سيما في مجال مراكز البيانات، مؤكدة في الوقت نفسه أن أعمالها في توفير الحوسبة كخدمة ستستمر دون تغيير بعد اتفاق الترخيص مع «إنفيديا».

وأضافت الشركة أن تقنياتها تُشغّل حالياً تطبيقات ذكاء اصطناعي يستخدمها أكثر من مليوني مطور حول العالم، مقارنة بنحو 356 ألف مطور في العام السابق، ما يعكس وتيرة نمو متسارعة خلال فترة قصيرة.

وفي السياق، اعتُبر هذا النوع من الاتفاقات قريباً من نماذج شراكات أخرى في قطاع التكنولوجيا تجمع بين الاستثمار والترخيص وانتقال كوادر تنفيذية، بما يتيح للشركات الكبرى استيعاب الابتكار الخارجي سريعاً ضمن سباق عالمي متسارع على الريادة في الذكاء الاصطناعي.