10/09/2019 09:21AM
رواية "جبل شيخ الجبل" ليست قصة تلفزيونية فحسب، إنما هي رواية حقيقية لواقع لبناني يكبد اللبنانيين أكثر من خمسة مليارات دولار كخسائر تهرب ضريبي من خلال الحدود اللبنانية السورية السائبة والمتروكة لقدر عصابات التهريب وقوى الامر الواقع التي تعطي الحصانة السياسية والأمنية للعشرات أمثال "جبل شيخ الجبل".
مصادر خاصة متابعة لملف التهريب عبر الحدود تقول إنه يكفي ان تمتلك مساحة ارض شاسعة ملاصقة للحدود اللبنانية السورية، وتتمكن من إنشاء عصابة مسلحة بغطاء "حزبي" لضبط جغرافية الأرض، عندها تستطيع ان تمتلك معبراً للتهريب من خلال اتفاقيات بين الجهة "الحزبية" الداخلية والنظام السوري أو أحد وكلائه من وراء الحدود، وهكذا تصبح "جبل شيخ الجبل".
تقول المصادر ان هذا الواقع يعرفه الجميع، فالتقارير الأمنية تشير الى 136 معبراً غير شرعي، وتقارير البنك الدولي تؤكد ان كلفة التهريب عبر الحدود السورية-اللبنانية تتجاوز الخمسة مليارات دولار، أما الموفد الفرنسي المكلف متابعة مقررات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان شدد على ضرورة مكافحة التهريب الحدودي، في حين تهدد الولايات المتحدة بفرض عقوبات على لبنان لأن الحدود اللبنانية السورية مفتوحة امام البضائع الإيرانية وتشكل أداة لالتفاف إيران على العقوبات. مشيرة الى ان وزير الدفاع اللبناني الياس بوصعب وحده يرى الامر مختلفاً وينتقد كل من يشير الى ازمة الحدود وينفي بشكل مستمر وجود هذه المعابر الغير شرعية.
وفي السياق تشير المصادر الى ان شاحنات التهريب بالاتجاهين هي مرئية للعلن للأهالي في المناطق الحدودية وحتى بعض التقارير الأمنية تؤكد وجودها إلا انها لا تستطيع التحرك دون غطاء سياسي، مؤكدة ان الغطاء يعطى في القرى البقاعية من قبل حزب الله وليس الحكومة اللبنانية كونه هو من يشكل القوة الفاعلة على الأرض والممسكة بطرفي الحدود على أجزاء واسعة من الحدود.
وتلفت المصادر الى ان وزير الدفاع مضطر الإقناع الراي العام بأنه استطاع ضبط الحدود ومنع التهريب، وذلك لفداحة الخسائر التي يتسبب بها عجزه في الاقتصاد اللبناني، فالتقارير الدولية تشير الى ان حوالي 60% من ازمة لبنان الاقتصادية هي التهرب الضريبي، مشيرة الى شراسته في مواجهة من ينتقد ضعف الدولة على الحدود اللبنانية السورية، فهو يعلم ان ظواهر "جبل شيخ الجبل" منتشرة بكثافة على معظم الحدود ولكن حسب المثل الشعبي "العين بصيرة واليد قصيرة".
وتنتقد المصادر صراخ بوصعب تجاه كل من ينتقد عجزه في ملف المعابر إذ ان مسألة المعابر في منطقة البقاع الشمالي، مرتبطة بالواقع اللوجستي لـ "حزب الله "الذي يعتمد هذه المنطقة للانتقال الى داخل سوريا، ولا يتطلب الأمر هذا السجال طالما ان الحكومة تسلم بدور المقاومة تحت عناوين مختلفة والوزير يدرك جيداً هذا الامر.
وفي سياق التهريب لطالما اشارت تقارير غربية عن أنفاق تخترق الحدود اللبنانية السورية في باطن الأرض تربط قرى لبنانية بأخرى سورية تستخدم لتهريب السلاح والبضائع بين البلدين، ووفق تلك التقارير فإن معسكر قوسايا التابع للجبهة الشعبية – القيادة العامة يضم 13 نفقا تصل قرى في البقاع الغربي ببلدات سورية مثل سرغايا.
وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن وجود انابيب بطول أكثر من 300م تعبر الحدود أيضا في بعض القرى ولاسيما في الشمال، وتستخدم لتهريب النفط وإمداد النظام السوري بحاجاته النفطية في ظل الحصار الدولي عليه، كما اشارت الى معابر للمشاة وتستخدم أيضا في تهريب البضائع الخفيفة إضافة الى التهريب عبر "البغال" حيث يتم تحميلها من احدى جانبي الحدود لتنتقل الى الجانب الاخر كوسيلة اقل خطراً في حال تم ضبطها اذ يصعب التعرف على المهرب وهي تستخدم لتهريب المخدرات.
يذكر انه يبلغ طول الحدود اللبنانية السورية نحو 375 كلم: 100 كلم شمالا، و210 كلم شرق ونحو 65 كلم في منطقة مزارع شبعا، والحدود متداخلة جغرافيا وديموغرافيا، فيها خمسة معابر شرعية: العريضة، العبودية، البقيعة، جوسيه- القاع، والمصنع.
شارك هذا الخبر
إلى سكان الغبيري وحارة حريك.. إنذارات جديدة من الجيش الإسرائيلي
بالأسلحة الرشاشة والصاروخية...اشتباكات عنيفة بين حزب الله وقوات اسرائيلية في بلدة الجبين
لقاء بين البخاري واللقاء التشاوري...وهذا ما بحث
عمليتان جديدتان لحزب الله...اليكم التفاصيل
الحرب مستمرة: روسيا تسيطر على 5 بلدات أوكرانية
هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول أمني: المؤسسة الأمنية أوصت بالتوصل لاتفاق مع لبنان والقرار الآن بيد نتنياهو
غارات على محيط حرج بلدة كفرتبنيت
نقابة الأطباء تنعي الدكتور علام
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa