هكذا يُستقبلُ الأبطال... الحكيم في كندا!!

08/10/2019 12:46PM

في لبنان لم يعد ملعب السياسة يجذب الجماهير... المدرّجات تبدو فارغة، بعدما باتت المباريات السياسية بلا روح رياضية.

السياسيون قرّروا خوض مباريات محليَة لكن على ملاعب غربية. 

رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ترافقه حرمه النائب ستريدا توجّها الى كندا في زيارة سياسية قواتيّة وطنية بامتياز. لم يكن جعجع على علم بوقع زيارته الى مونتريال. ولم نكن نحن نعلم ماذا تعني زيارة الحكيم الى كندا.

جموع غفيرة، حشود متدافعة هبّت من أرجاء كندا لاستقبال رمز من رموز مقاومة الاحتلال، في زمن تدجّن فيه كثيرون.

من يتابعون السياسة المحلية في كندا، لا يميلون الا لقناعتهم، ولا يفقهون بوراثة سياسية وبظروف إقليمية وبمحسوبيات طائفية. اللبنانيون الكنديون يريدون وطنية صادقة وشريفة وقد وجدوها في سجين الـ احد عشر عاماً، من دون لحظة ضُعف في ثوابته الوطنية.

النسوة والأطفال كما الرجال يهلّلون لوصول رئيس القوات، الذي بنظرهم قهر السجن والسجانين وصمد بوجه المغريات كما التهديدات. هو القائد الذي لم يَهب سوى الله، وهم الحالمون بزيارة تروي عطش الشوق للقاء كان مستحيلا.

جعجع الذي هاله مشهد الحشود واللهفة والمحبة الواضحة على الوجوه، قرّر تمديد إقامته في كندا. تمديد الإقامة أرفقه الحكيم برغبة شديدة بالذهاب الى المدن الكندية لتسهيل اللقاء مع اللبنانيين، لأن وبحسب مصادر معراب فإن المشقة التي يتكبدّها اللبنانيون للقاء جعجع كبيرة جداً، فلقد قرر الحكيم الذهاب اليهم بنفسه. هي خطوة قيادية أخرى، وليدة شعور الفرح بلقاء تاريخي.

مع كل دعوة الى العشاء اكتظاظ غير مسبوق، والعشاوات ليست مجانية، بل على كل مشارك دفع بطاقة الدعوى. المشاركون ليسوا مسيحيين فقط، هم من الطوائف اللبنانية كافة. لبنان الحلم يتجسّد في كندا في وحدة وطنية تستقبل رمزاً من رموز المجد اللبناني.

المنظّمون في صفوف القوات لم يتوقّعوا ضخامة الحدث. يعانون من ضغط جماهيري ويسعون الى استيعاب ما يحدث. 

الحكيم بنفسه مصدوم...الجماهير تتدفّق للقائه، وهو لم يعتد صدّ المؤمنين بقضية "القوات". 

المشهد بحد ذاته الحدث، والزيارة أتت لتؤكد أن الخيارات الصائبة والثبات على المواقف المشرّفة يلقيان آذاناً صاغية ولو في الأقاصي.

عرس كندا، يأتي مع الانفتاح اللبناني بجميع أطيافه على المغتربين، الذين باتوا صمام الأمان الاقتصادي في ظل الوضع الحرج الذي نمرّ به، وما استقبال الكنديين الحار لجعجع سوى رسالة واضحة بأن لبنان الاغتراب لا يعاني من ضغوطات سياسية، ولا رهبة سلاح، ولا خوف من عدم توظيف، ولا ترغيب في منصب ، ولا تهديد باقالة. هو لبنان الحرية والانفتاح، حيث صوت الحكيم يعلو ولا يُعلى عليه، حيث صوت الضمير يُسمع من حناجر القواتيين، وحيث مسيرة النضال تكون مباركة.

كندا تحتفل مع حكيم معراب، في وقت لبنان يحتاج فيه الى حكيم ينشله من وضعه المحرج ومحنته الكبيرة.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa