الحريري خارج السباق الحكومي... فهل فهم الرسالة؟

27/11/2019 09:32AM

حسَمها الحريري وأعلن أنه خارج السباق الحكومي واعتذر عن قبول تكليفه تأليف الحكومة المقبلة. وعليه فإنّ الاستشارات النيابية الملزمة قد تبدأ في أي لحظة مبدئيا علّها تفضي إلى تسمية رئيس مقبل يحاول تخطي المرحلة المقبلة.

وبغض النظر عن ما ستفضي إليه الاستشارات، بدا غريبا تخلّي رئيس مجلس النواب نبيه بري عن الرئيس سعد الحريري بعد أن تمسك به في جميع المراحل السابقة. فأعلنها بري قائلا: " لم أعد متمسكا بأي إسم". 

وعن أسباب التخلّي، فتُلخّصها مصادر مقربة من بري على الشكل التالي: " ملّ بري من مماطلة الحريري، واستفز من تخلّي الحريري عن مهامه فعلى الرغم من الأوضاع الدقيقة التي تمرّ بها البلاد لم يدع الحريري حكومته للاجتماع لمرة واحدة على الأقل". وعليه، يتماهى بري هذه المرة مع حزب الله تماهيا تاما في كل مفصل من هذه الأزمة. 

يقرأ البعض ما حدث في الشارع مؤخرا، إعلانا واضحا للثنائي الشيعي أنّ "النفس طويل" ولا مشكلة لديه بالانتظار امام المؤامرة التي يراها تتربص بلبنان من كل الجوانب. وفي هذه الحالة، يكون الحريري قد قرأ الرسالة وأدرك أنه لن ينجح بالعودة إلى الحكومة بشروطه فقرر الإنسحاب من البداية. أو أنّ الحريري ببساطة لن يدخل في الحكومة المقبلة، على قاعدة: " أي مجنون هذا الذي سيتولّى إدارة مرحلة الإنهيار القادم". 

واستنادا إلى ما سبق يتّهم البعض الحريري بالهروب من المسؤولية. هذا إتّهام ردّ عليه النائب السابق مصطفى علوش عبر السياسة قائلا: " الحريري ركض وراء المسؤولية وطالب بترأس حكومة تكنوقراط لتخطي المرحلة المقبلة حتى أنه وضع مهلة ستة أشهر، إلّا أنّ تعنّت البعض أوصلنا إلى هذا الطريق المسدود". وعن اعتبار البعض أنّ الأحداث الامنية الأخيرة أوصلت رسالة للحريري فتنحى، يقول: " الأحداث الأخيرة كانت بين مناصري حركة أمل وحزب الله من جهة والمتظاهرين من جهة أخرى ونشدد على أنّ أقلية منا كانت مشاركة".

 أمّا عن سبب اختيار الحريري لهذا التوقيت والإعتذار، فرأى علّوش أنّ: " رسالة البارحة هددت بهدر الدماء والنعرات الطائفية وبعد أن تحجج كثيرون بعدم اتخاذ الحريري قرارا حاسما رأى الرئيس أنّ الأفضل هو إعلان القرار بوضوح". واعتبر أنّ: " إحتمال تشكيل الحكومة من دون الحريري وارد فقد تشكّلت العديد من الحكومات سابقا من دونه".

وامام هذا الواقع، فإنّ الوضع ضبابي جدا ولا معادلة ثابتة. لكنّ المنطقي أنّ الحكومة قد تكون حكومة لون واحدة. فالمستقبل لن يشارك ما لم تكن تكنوقراط والقوات اللبنانية لا تريد المخاطرة. وعليه فإنّ حكومة اللون الواحد وإن شكّلت قد تسقط في الشارع مجددا.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa