السيناريوهات المحتملة في حال تراجع الحريري عن وعده

لم يعد التفاؤل الذي ساد حركة التفاوض على تشكيل الحكومة والإعتماد على اسم معين لتكليفه التشكيل بعد الدعوة الى الاستشارات النيابية، على حاله. وباتت نسب التفاؤل تتضاءل يوما بعد، ليس خوفا من تراجع الحريري عن وعده بعدما تمنع عن إعلان تبنيه للمرشح سمير الخطيب صراحة، بل من ردة فعل الشارع الذي أظهر منذ لحظة الإعلان عن الإستشارات وتسريب بعض التشكيلات في الحكومة العتيدة، رفضه القاطع لها على اعتبار أنها حكومة مزيفة لا يمكن القبول بها. 

وحتما سيبقى هذا التخوف سائدا حتى يوم الإثنين ودخول الرئيس سعد الحريري الى مجلس رئيس الجمهورية ميشال عون ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، لكن ماذا لو خالف الحريري تعهده ؟

وعلى الرغم من ترجيح بعض المصادر لأن يلجأ تحالف حزب الله - أمل - التيار الى تسمية شخصية سنية متفق عليها، إذا ما تراجع الحريري عن وعده، ما يعني الذهاب الى حكومة مواجهة على قاعدة "آخر الدواء الكي".

الا ان مصادر أخرى، تؤكد أن حكومة مواجهة هي آخر خيار ممكن أن يلجأ اليه هذا التحالف الذي سيقوم بكل جهده حتى لا تصل الامور الى هذا الباب، لاسيما لجهة حزب الله الذي يضع نصب عينيه حال الشارع السني - الشيعي، ويحرص أن لا يمسه أي خرق مهما كان الثمن.

وهنا تلفت المصادر، الى أن السيناريو الأصح الذي قد يلجأ اليه التحالف الثلاثي، هو عدم تسمية أحد لرئاسة الحكومة، ما يعني أن تأتي التسمية من الآخرين، لأن لا مشكلة عندها في التسمية، وبالتالي لا تكون المبادرة في المواجهة من قبل التحالف الثلاثي. 

وهذا الامر يعني، بحسب المصادر، سحب أي ذريعة من أمام الآخرين للإستفادة منها في الشارع، على الرغم من أن ذلك لن يأثر طالما التشكيل محكوم بأكثرية مجلس النواب وكذلك الثقة بالحكومة.

وتشير المصادر، الى أن التحالف قد يعتمد هذه الطريقة، استنادا الى أنه في الاستشارات النيابية الملزمة، من يحصل على أكبر عدد أصوات يفوز بسباق الدخول الى نادي رؤساء الحكومات، لاسيما وأن الدستور لم يحدد أي عدد معين لذلك لا النصف ولا النصف زائد واحد ولا حتى الثلثين، وبالتالي فإن تسمية أي شخص وحصوله على  الرقم الاعلى من الأصوات يجعل منه رئيسا للحكومة.

المصدر : السياسة