«حزب الله» يتولى توجيه فصائل العراق المسلحة!

13/02/2020 06:39AM

بعد فترة وجيزة من مقتل قائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني في هجوم أميركي بطائرة مسيرة في بغداد، في يناير الماضي، عقد «حزب الله» اللبناني اجتماعات عاجلة مع قادة فصائل عراقية مسلحة، وذلك لتوحيد صفوفها في مواجهة فراغ كبير خلفه مقتل مرشدهم القوي، وذلك حسب ما صرح مصدران على اطلاع بتلك الاجتماعات لـ«رويترز».

وقال المصدران، إن الاجتماعات استهدفت تنسيق الجهود السياسية للفصائل المسلحة العراقية التي غالباً ما تسودها انقسامات والتي فقدت في هجوم الثالث من يناير في مطار بغداد، ليس فقط سليماني، وإنما أيضاً القائد العسكري العراقي الذي يقوم بدور توحيد تلك الجماعات أبو مهدي المهندس.

ورغم عدم تقديم المصدرين تفاصيل تذكر، أكد مصدران إضافيان في تحالف إقليمي موال لإيران، أن «حزب الله»، تدخل للمساعدة في ملء الفراغ الذي تركه سليماني في ما يتعلق بتوجيه الجماعات المسلحة.

وتحدثت كل المصادر في هذا التقرير، شرط عدم الكشف عنها لأنها تتناول أنشطة سياسية حساسة نادراً ما تم تناولها في العلن. ولم يرد مسؤولون في حكومتي العراق وإيران على طلبات للتعليق، ولم يرد أيضاً على طلب مماثل، ناطق باسم الجماعات المسلحة.

وسلطت الاجتماعات الضوء على الطريقة التي تحاول بها طهران والجماعات المتحالفة معها، تعزيز سيطرتها في الشرق الأوسط غير المستقر، خصوصاً في أعقاب الهجوم الأميركي.

وتعد الفصائل المسلحة المدعومة من طهران، مهمة لجهود إيران للحفاظ على سيطرتها على العراق الذي ما زالت الولايات المتحدة تحتفظ فيه بنحو 5000 عسكري.

وقال أحد المصدرين العراقيين، إن سليماني أوغل في الأزمة العراقية في الشهور التي سبقت اغتياله، وعقد اجتماعات مع الجماعات المسلحة في بغداد، في وقت سعت طهران للدفاع عن حلفائها ومصالحها في صراعها على النفوذ مع الولايات المتحدة.

ويمثل تدخل «حزب الله» توسيعاً لدوره في المنطقة.

وقال مسؤول إقليمي موال لإيران، إن توجيه «حزب الله» للجماعات المسلحة في العراق سيستمر إلى أن تتولى القيادة الجديدة في «فيلق القدس» التعامل مع الأزمة السياسية في العراق.

وتابع المصدران العراقيان، ان الاجتماعات بين «حزب الله» وقادة الجماعات المسلحة بدأت بعد أيام فقط من اغتيال سليماني.

وأعلن مصدر أنها عقدت في بيروت، فيما قال المصدر الآخر إنها عقدت، إما في لبنان واما في إيران.

وأضاف المصدران، أن الشيخ محمد الكوثراني ممثل «حزب الله» في العراق، والذي عمل عن قرب مع سليماني لسنوات في توجيه الجماعات المسلحة، استضاف الاجتماعات.

وقال المصدران، إن الكوثراني حل محل سليماني. وكشفا ان الكوثراني وبخ الجماعات المسلحة، مثلما فعل سليماني في أحد اجتماعاته الأخيرة معها، لتقاعسها عن التوصل لخطة موحدة لاحتواء الاحتجاجات الشعبية ضد حكومة بغداد والقوات شبه العسكرية التي تهيمن عليها.

وقتل برصاص الحكومة والجماعات المسلحة، مئات المحتجين لكنها لم تتمكن من احتواء الاحتجاجات.

وتابع المصدران العراقيان، أن الكوثراني حض أيضاً على تشكيل جبهة موحدة في اختيار رئيس وزراء جديد للعراق.

وبعد ذلك تمت تسمية وزير الاتصالات السابق محمد توفيق علاوي رئيساً للوزراء، في تطور رحبت به إيران ووافقت عليه الأحزاب المرتبطة بالجماعات المسلحة، لكن المحتجين رفضوا تقلده المنصب.

وفقا للمصدرين، وزعيم شيعي عراقي رفيع المستوى، فإنه يُنظر في الوقت الحالي إلى الكوثراني على أنه الشخصية الأنسب لتوجيه الفصائل المسلحة إلى أن يتم اختيار خليفة إيراني دائم، رغم أنه لا يحظى بأي حال بما كان يتمتع به سليماني من النفوذ أو بريق الشخصية.

وقال الزعيم الشيعي: «الكوثراني له صلات مع الفصائل المسلحة»، مشيراً إلى أنه ولد في النجف ويعيش في العراق منذ عقود ويتحدث باللهجة العراقية. وأضاف: «كان سليماني يثق به واعتاد الاعتماد عليه والاتصال به لمساعدته في الأزمات وفي الاجتماعات في بغداد».

وذكر أحد المصادر العراقية المقربة من الفصائل، إن الكوثراني التقى أيضاً برجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، وهو شخصية قوية ولكن لا يمكن التنبؤ بأفعاله، لإقناعه بدعم رئيس الوزراء الجديد، وهذا ما حصل.

وقالت مصادر عراقية قريبة من الفصائل المسلحة لـ «رويترز»، إن الكوثراني سيواجه تحديات خطيرة، ربما لا يمكن التغلب عليها، حتى يصل إلى مكانة سليماني والمهندس.

وأضاف مصدر عراقي: «يرى الكثير من قادة الفصائل أنفسهم أكبر كثيراً وأهم من أن يأخذوا الأوامر... في الوقت الحالي وبسبب ضغوط من إيران، فإنهم يتعاونون معه، لكني أشك في أن هذا سيستمر ويعرف الإيرانيون ذلك».

واعتبر أحد المصادر الموالية لإيران، وهو قائد عسكري، ان «تدخل (حزب الله) سيكون للتوجيه السياسي، لكنه لن يصل إلى حد توفير القوة البشرية والعتاد للرد على مقتل سليماني».

وأضاف: «الفصائل العراقية هي التي سترد على الاغتيال في العراق، وقد جهزت لذلك و بانتظار ساعة الصفر... وهي ليست بحاجة لتدخل (حزب الله) لأنها تمتلك القوة الفائضة بالعدد والكم والخبرات القتالية والقوة النارية».

وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى في المنطقة وزعيم سياسي عراقي، إنه من الصعب السيطرة على هذه الجماعات، بينما يُنظر إلى «حزب الله» على أنه أكثر انضباطاً.

وأضاف المسؤول الأميركي، أنه من المرجح أن تعتمد إيران جزئياً على نفوذ الأمين العام لـ«حزب الله»، وهو شخصية تحظى باحترام عميق بين حلفاء إيران في المنطقة. ويُنظر إلى السيد حسن نصرالله على أنه يشرف على جهود الكوثراني، وفقا لقائد عراقي شيعي بارز.

وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه لكونه غير مخول له الحديث علناً: «أعتقد أنه من الناحية الأيديولوجية والدينية، يُعتبر شخصية جذابة للعديد من الفصائل المسلحة الشيعية العراقية».

وإذا كانت تلك الفصائل قادرة على شق طريقها، كما تقول المصادر القريبة منها، فإن القوات الأميركية ستكون أول من يغادر المنطقة.


المصدر : الراي الكويتية

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa