بعد مشروع ليلى "كتير سلبي" ممنوع في الجنوب.. اليكم التفاصيل

على الرغم من أننا في العام 2019، الا أننا وبشكل مستغرب عدنا لنغمة خطاب الحريات في لبنان. الحريات التي يجب أن تكون من البديهيات لا محطة جدال بأي شكل من الأشكال، طالما اننا نتغنى بلبنان بلد الحريات والديموقراطية والتعددية.

فبعد " همروجة مشروع ليلى" التي طغت بثقلها حتى على أحداث قبرشمون وتداعياتها، وكل الترددات التي أعقبت الاعلان عن حفل للفرقة في جبيل لاسيما من رجال الدين الذين تمكنوا من منع الحفل، والخلاف الذي وقع بين المدافعين الذين اعتبروا أن هذا اسلوب قمع للحريات، وبين من اعتبروا ان للحرية حدود ولا يجوز أن تكون من خلال الانتقاص من مقدسات الآخرين. يعود الضجيج منذ أمس ولكن هذه المرة من الجنوب، لينقسم الشارع على عادته بين مدافع عن الحريات ومدافع عن الأمر الواقع.

بألامس نشرت الزميلة الصحافية ندى أيوب عبر حسابها  على فيسبوك خبرا بعد معلومات وصلتها من مصدر موثوق بحسبها، حيث أشارت الى ان مطعما في بلدة برج قلاويه ضمن قضاء بنت جبيل، اضطرت صاحبته الى دفع  1500$ كبند جزائي بسبب قيادات حزب الله في البلدة الذين أزعجهم استضافة المطعم لفرقة كوميدية (كتير سلبي شو) .

وفي التفاصيل التي نشرتها أيوب أن مالكة المطعم من عادتها إقامة نشاطات على هذا النحو وقد سبق واستضافت الاعلامي هشام حداد. وعندما قررت استضافة فرقة "كتير سلبي شو"،  طلب منها المعنيون في حزب الله الامتناع عن اقامة الحفل على اعتبار أن الممثلات غير محتشمات أبدا في لبسهن وان "سكتاشتهم" فيها إيحاءات جنسية ونكات وسباب لا تليق ببيئة أبناء البلدة. 

وبحسب معلومات ندى أن السيدة سألت الفرقة اذا كان بالامكان أن يكون العرض "محتشم" فرفضت الأخيرة، الامر الذي عقّد الأمور وأوصل الى الغاء الحفل ودفع البند الجزائي.

ما نشرته الزميلة أيوب، أحدث بلبلة كبيرة بين مدافع عن حزب الله على اعتبار ان هذا الامر لا يمكن أن يحصل وان حزب الله لا يتدخل في هذه التفاصيل، وبين مدافع عن الحريات. فيما توجه جزء من "المتنمرين" الى التعرض بالشخصي للصحافية التي أكدت في حديث للـ "السياسة" أن لديها إثبات وتسجيلات على عكس ما عادت وصرحت به صاحبة المطعم بعد البلبلة التي وقعت، حيث قالت باسم المطعم أن الغاء الحفل سببه مادي لعدم اكتمال الحجوزات ولا علاقات لاي جهة أو حزب بذلك وان احدا لم يضغط عليهم.

ما حدث دفع بشركة key productions المنتجة لبرنامج ومسرحية "كتير سلبي  show"  التوضيح، فقالت " إن الخبر الذي يتمّ تداوله عن منع جهة معيّنة لعرض من عروضها هو مُجافٍ للحقيقة وفيه الكثير من المغالطات.

إن الفقرة المسرحيّة التي كان يُفترض تقديمها في أحد مطاعم بلدة قلويه الجنوبية تمّ إلغاؤها لأسباب خاصة تتعلّق بمُستقدِم العرض ولا علاقة للأمر بمضمون العمل الذي يُعرض في كلّ المناطق اللبنانية دون أي إشكاليّات. كما يهمّ الشركة التوضيح بأنها لم تتقاضى أي مبلغ مالي كبند جزائي وتستغرب رغبة البعض في تضخيم الموضوع وإعطائه حجمًا أكبر من حقيقته، لذا إقتضى التوضيح".

من جهتها، رأت ندى ان كل تلك الردود تدل على أن جهة من الجهتين "تكذب" وهذا ما يدعو للشك أيضا. وفي حديث للـ "السياسة"، تتساءل الزميلة ندى عن التناقض بين رواية صاحبة المطعم التي ادعت أنها دفعت وبين رواية الفرقة التي أكدت أنهت لم تحصل على "قرش".

ندى اشارت الى انه بحسب الفرقة فالاسباب تعود لامور متعلقة بصاحبة المطعم دون ذكرها، وعلى اعتبار ذلك هل كانت ستخبرهم بما حصل فعلا؟

تقول ندى أنها حريصة على عدم نشر اسم مصدرها، أولا لأن هذا حقها، وثانيا لحساسية القرابة التي تجمعه بصاحبة المطعم، مؤكدة أن والد صاحبة المطعم يعمل في إحدى مؤسسات حزب الله، "فهل يمكن أن تؤذي والدها؟ الأمر الذي يؤكد سبب نفيها".

عادت أيوب وأكدت ان كل ما نشرته موثق لديها، مستغربة حملة التهجم التي طالت شخصها وحياتها الشخصية وسمعتها. وأكدت ان ليس هدفها التصويب على حزب الله بصورة عامة، "انا صحافية ولا يمكنني أن أسكت على القمع وانتهاك الحريات الشخصية في أي مكان ولاي أسباب طالما أن المادة بين يدي".

وتابعت " على الجميع ان يعي ان التركيبة اللبنانية تفرض علينا تقبل خيارات بعضنا البعض طالما ان تلك الخيارات لا تسبب خطر على السلامة العامة او السلم الأهلي".

روايات كثيرة تناقلها الناشطون عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وبين إصرار ندى على معلوماتها وقناعة الطرف الآخر بأن حزب الله لا يمكن أن يقوم بهكذا فعل. تبقى الحريات حبل مطاطي كلّ يقيسه على هواه وكيفما تشتهي سفنه.

المصدر : السياسة