في ذكرى "نصر تموز".. هل يكسر "نصرالله" آخر معادلة قوّة إسرائيلية؟

14/08/2019 07:05AM

13 عاما على نصر محتم لكل من آمن ان صاحب الحق لا بد له أن ينتصر، وان المغتصب والعدواني لن ينل سوى الخزي والعار نتيجة أعماله.


منذ عام 2006 لم يعد تموز شهرا عاديا بالنسبة للبنانيين، 33 يوما منه متصلين مع شهر آب، شكلوا نقطة تحول هامة، نقلت مركز قوة المقاومة وصمود هذا الشعب من مكان الى مكان آخر حيث بات كسره امرا صعبا جدا، وتحولت خرافة "الجيش الذي لا يقهر" الى نكتة بعد الخسائر التي لحقت بأقوى جيوش المنطقة "اسرائيل"، حين تحولت أرض الجنوب الى مقبرة لدبابات "الميركافا" وجنودها الغزاة.

تحولت خرافة "الجيش الذي لا يقهر" الى نكتة بعد الخسائر التي لحقت بأقوى جيوش المنطقة "اسرائيل"


ففي مثل هذا اليوم، عاد اللبنانيون الى بيوتهم المدمرة وشوارعهم التي تغيرت معالمها بفعل عدوان اسرائيلي وحشي لم يرحم لا بشر ولا حجر. عادوا رافعين شارات النصر رغم كل الجراح. هذا الشعب الذي يعي جيدا بعد عقود من الصراع مع هذا الكيان أن العزة والكرامة والدفاع عن الأرض والعرض لهم ثمن يجب ان يُدفع حتى تحقيق النصر المبين.


" نصر تموز"، لم يكن مجرد حكاية بطولات سطرها المقاومون بدفاعهم ودمائهم، انما كان نقطة تحول استراتيجية في شكل ومضمون وطبيعة الصراع مع الكيان الإسرائيلي، حيث أن معارك 33 يوما سواء من ناحية تنفيذ العمليات وطريقة الهجوم لجهة كمّ السلاح المستخدم حينها ونوعه شكل مفهوم ردع جديد باتت سلطات "تل أبيب" تحسب له الف حساب.


اما اليوم، وبعد سنين طوال، مفهوم الردع هذا تطور وأصبح صلبا ومتقدما اكثر وأكثر على الرغم من كل ما مرت به المقاومة من عقوبات وضغوطات دولية وعربية، وعلى الرغم من انغماس "حزب الله" في آتون الحرب السورية لست سنوات والتي زادته خبرة عسكرية هائلة رغم بعض الخسارات القاسمة التي مني بها على غرار استشهاد كبار قادته العسكريين هناك. 


و"إسرائيل" اليوم، لديها هاجس دائم من تنامي قدرات حزب الله، حيث ان تقارير صادرة عن معاهد تعنى بشؤون الأمن القومي تشير إلى أن حزب الله يمتلك قوة نيران أكثر من 95% من الجيوش التقليدية في العالم. حيث بات المحللون الإسرائيليون يقولون مؤخرا أن "المواجهة التالية بين إسرائيل وحزب الله لن تشبه أي شيء حدث سابقاً بين إسرائيل وأعدائها.. فالبيئة الاستراتيجية خلال 13 سنة منذ المواجهة الاخيرة بين إسرائيل وحزب الله ستترجم إلى موت ودمار".

 "إسرائيل" اليوم، لديها هاجس دائم من تنامي قدرات حزب الله


وعلى الرغم من انخراط حزب الله بالحرب في سوريا، لا يزال المسؤولون الإسرائيليون والصحافة العبرية يعبرّون صراحة عن الخشية من الخبرات التي اكتسبها الحزب في معاركه ضد الإرهاب، ومن وصول أسلحة تعتبرها "اسرائيل" مخلة بتوازن الردع.


ورغم بعض الخسرات على مستوى القيادات العسكرية التي استشهدت في سوريا استمر حزب الله في دعم الجيش السوري وتمكن من خوض معارك كبيرة في سوريا حرر من خلالها العديد من المناطق السورية من سيطرة تنظيمي "داعش" و"النصرة" وكان أشرسها معركتي القصير وحلب.


كما ان الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، كان واضحا جدا في آخر إطلالة له عبر قناة المنار منذ شهر، حيث تحدث عن القدرة العسكرية التي وصل اليها حزب الله عدة وعتادا وعديدا. لا سيما عندما عبّر صراحة عن ان المقاومة اليوم باتت متمكنة اكثر من تثبيت توازن الردع، وهي اليوم قادرة على ضرب العمق الإسرائيلي وبات بالامكان استهداف كامل الجغرافيا الإستيطانية وصولا الى "إيلات" في الجنوب الفلسطيني المحتل. 


وبالتالي أصبحت كل المنشآت الحيوية الإسرائيلية تحت مرمى نيران "حزب الله" الذي بات يمتلك قدرة صاروخية متطورة جدا لجهة العدد والنوعية والدقة، إضافة الى تضاعف القوة الهجومية على مستوى المشاة لاسيما بعد تراكم الخبرات العسكرية في الحرب السورية. وقوة المسيّرات (سلاح الجو) التي باتت اليوم كبيرة جدا ويعتد بامكاناتها.


ما سبق ذكره يعزز صحة المخاوف الإسرائيلية التي عبّر عنها مراراً مسؤولون ومراكز أبحاث إسرائيلية من تعاظم قوة الحزب واكتسابه خبرة واسعة في مجال تطبيق التكتيكات العسكرية الهجومية، الأمر الذي يهدد "الجليل" ويجعل من تلك العملية أمرا أكثر تحققا، لاسيما بعد الرسائل الأخيرة التي وجهها السيد نصرالله والتي تعكس ثقة المقاومة بقدرتها وبمستقبل الصراع مع العدو، وقد عبر عنها اكثر حين قال أنه سيصلّي في القدس.


يومان يفصلان الرأي العام المحلي والدولي، عن كلمة السيد نصرالله في ذكرى نصر تموز، وسط توقعات عن المفاجآت التي يمكن ان يحملها خطابه هذه المرة والتي ستكون موجهة بصورة دقيقة الى داخل الكيان الأسرائيلي، حيث أن خطابه اليوم، يأتي في توقيت دولي ــــ إقليمي حسّاس، يتعلّق بارتفاع مستوى التوتر بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، وازدياد وتيرة الحديث عن احتمال الحرب، في ظلّ التطورات في مضيق هرمز، واستعار الضغوط على الجمهورية الإسلامية.


فهل سيكشف أمين عام حزب الله اليوم عن امتلاكهم صواريخ مضادة للمقاتلات الإسرائيلية، فيكسر بذلك آخر معادلة قوة لدى العدو ويجعل من المواجهة امرا مستحيلا حاليا؟


المؤكد بعد كل ذلك، انه في الحرب المقبلة سيكون الوضع مأساويا ولن يكون لدى الإسرائيليين مكان للهروب اليه، فـ "تل أبيب" ستُقصف بعشرات الصواريخ الثقيلة يومياً فيما ستقصف حيفا بمئات الصواريخ يومياً أما المطار فسيكون مغلقاً وكذلك الموانئ ولا سبيل للهروب أبداً. وسنكون على يقين أكثر ان صاحب الحق سلطان ومنتصر دائما.. فكل عام ونحن منتصرون.


المصدر : السياسة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa