فَشِلَت إيميه الصيّاح في تأدية المطلوب منها لـ "ثورة الفلّاحين". لا على قياس البطولة المُسْنَدة إليها حَلَّت، ولا حَقَّ "منتورة" أوْفَت. كَسَرَها النَّصّ. نَصّ كلوديا مرشليان يَكْسرُ أحياناً... تَعَثَّرَت في إطاعة إنتاجٍ أَلبَسَها من التَّحجيمِ طَفيفاً. أخْفَقَت تلك الصغيرة في تأطيرِ نفسِها بمسلسل.

كان المطلوب سَدادَ مَشاهِد تَحمِلُ ما يؤاخي الحِسّ. نَفَحَت المخلوقة من الرِّقَّةِ الأَنقى، ومن النَّقاءِ الأَرَقّ. ضاقَ عليها الدَّوْر. انكَمَشَ على مَقاسِها. هَمَّتْ باجتيازِه. فَعَلَتْها. تَفَوَّقَت! طُلِبَ كذلك إيفاءُ أَسطُرِ الكاتبة نَجابةً ونَباهةً وحَذاقةً وظَرافة. ائتَمَرَت الممثّلة "الشاطرة" بالواجب. لم تكتَفِ. ضَعُفَت أمام أُبَّهَةٍ يَحويها المَكتوب. ضَعُفَت حَدَّ الانكِسارِ لتَحدّي الذات. انكَسَرَت. تَحَدَّت. أخرَجَت كلَّ ما في الـ "إيميه" من فخامة. ملأت الأكوانَ غَطْرَفة وغَطْرَسة. تَعاطَفْنا. غريب! أنانيّةٌ رَعّابةٌ يَشْطرُها تَحنانٌ عديمُ الشَّبيه. هُنا القلبُ يُمسي فُتاتاً.

تَتَحَرَّر الجميلة من إطارِ الرائع فيليب أسمر. تُحَلِّق خارج سَربِ مَقاطِع، كَتَبَها قَلَمٌ نَوَّلَ الدراما البَهِيَّ الباهِر. يَرتَحِلُ المَعشوق. تَتَمايَلُ والشمعةَ بَديلاً. لقطةٌ هي الأصدَق! تَأَمَّلْ رَكْضَتَها وهي تَندبُ صغيرَ البَكَوات. حَدِّقْ في وَمْضَة العينين. شاهِدْها تُهَروِلُ رَثايةً للخليل. قاتِلَةٌ رقصةُ الموت. صُداحُ صَديقَتِها "شَمعة" يزيدُ الموتَ موتاً. عَبَقُ فاجِعةٍ نَكادُ نَشْتَمُّه. إيميه الصيّاح تَثِبُ بـ "منتورة" نحو الخلود!

تَنْبغُ العاشِقة في تقديسِ "العهر". تَسْتَرحِمُ الدّنيا فَهْمَ تَيْمِها. تَسْتَميلُ المُشاهِد لتبرير دَوْسِ أَحِبّاء في سبيل حبيب. تَنجَح. الكلّ يُكانِفُها. إنّها بطولة. إنّها البطولة!

انتَصَفَ المسلسل. وعدُ إيميه: "منتورة" أُخرى في المَقلب الثاني. الانقلاب المُطَنطِن في العَتيدِ من الحلقات. أيّاً كان التحوُّل، اللّاوعي سَيَقرأ المُنتَظَرَ ابتِداعاً. شمسُ "جلنار" أَشرَقَت على "منتورة"، والأُفولُ هذه المَرّة مُحال!

مع احترامي...