الأزمات تلاحق اللّبنانيين حتى الموت.. تكلفة الدفن ارتفعت أيضا!

05/05/2021 02:14PM

المقالات المُذيّلة بأسماء كاتبيها تُعبّر عن آرائهم الخاصّة، وليس بالضرورة عن رأي موقع "السياسة"

كتبت نورا الحمصي في "السياسة": 

حتى الموت اصبح للاغنياء فقط!

لا أمل حتى يتشجع الفقير  ويُحب الحياة ولا الموت يريحه من ديونه وهمومه!  

المواطن "المعتّر" هذا، ما إن تنتهي حربه مع الحياة بخسارة وموت حتى تحلّ مصيبة أكبر على من سيتولّى أمر دفنه!

في ظلّ الغلاء والأزمة والفوضى، حتى دفن الميّت بات مكلفا! ويفوق قدرة العائلات الماديّة مع استمرار التدهور الاقتصادي الحاصل. 

صار يمكن لمن يقبض بـ "الدولار" أن يدفن موتاه من دون أن يشكّل ذلك عليه  أي عبء مادي، أمّا هؤلاء الذين يرزحون تحت سيف الفقر فسيواجهون صعوبات كثيرة وتكاليف عالية. 

دولار السوق السوداء يتحكّم بتكاليف الدفن

"السياسة"، سألت واستفسرت عن تكلفة الوداع الأخير عند الديانتين المسيحية والإسلامية. والواقع أنّ التكلفة العالية ترتفع أكثر إذا ما كان المتوفي من ضحايا فيروس كورونا! 

وحتى سعر صرف الدولار في السوق السوداء دخل إلى هذا المجال، على الرغم من الظرف الانساني الحسّاس. 

"حين يرتفع الدولار ترتفع  تكاليف الدفن".. هذا ما لم ينكره لا المشايخ ولا الكهنة.  

وفي هذا السياق أكد الشيخ محسن الخليل في حديث لـ"السياسة" ان:  تكلفة القبر مع خمسة توابيت مع رُخام وصبة صارت 3 ملايين ليرة لبنانية، بعدما كانت العملية لا تُكلّف أكثر من   مليون ونصف". وهنا أشار خليل إلى أنّ:" ارتفاع التكلفة سببه غلاء الحجارة والترابة والباطون".

امّا  بالنسبة لغسل ضحايا كورونا، فقال:"لا يوجد فرق في الاسعار ولكن من توفي بسبب كورونا يتم وضعه بكيس لتزداد بذلك الكلفة 100 ألف ليرة لبنانية".

واوضح خليل أن "الكفن والغسيل لشخص متوفي بكورونا اصبح بحوالي 500 ألف ليرة لبنانية ".

الخوري: دفن الموتى عند البعض تجارة

من جهته اعتبر الخوري جان الخوري في حديث لـ"السياسة" ان: "دفن الموتى أصبح في لبنان عند البعض كالتجارة، رغم وجود من يملك الضمير ويساعد الناس".

واشار الخوري إلى انّ: "أهالي الفقيد هم عادة من يحملون المتوفّي ولكن بحالة كورونا يختلف الوضع". وأضاف:" يحمل أربعة أشخاص المتوفي بكورونا وكلّ واحد منهم يتقاضى 200 ألف ليرة لبنانية بالحدّ الأدنى، ما يعني أنّ في المرحلة الأولى يدفع أهل الفقيد 800 ألف ليرة عدا عن تكلفة برّاد المستشفى". 

وتابع:" التابوت واكليل الورد يصلّ سعرهما إلى المليونين ليرة بالحدّ الأدنى مع العلم أنّ هناك توابيت أسعارها أغلى بكثير وهناك محال تبيع هذه التوابيت بسعر أعلى أساسا".  

واشار الخوري إلى ان "مع ارتفاع أعداد الوفيات واجه البعض صعوبة لفترة قصيرة جدا في تأمين مدافن لمن يفقدون خاصة من لم يكن لديه في الاساس مدافن لعائلته". وأضاف:" كان المدفن يكلّف حوالي الـ 1000 دولار لبنائه ولكن اليوم ونظرا للأوضاع نؤمّن للبعض "مدافن عمومية" بلا مقابل لأن الوضع لا يسمح للجميع بـ "سيسرة أمورهم".

وعلى الرغم من اختلاف طريقة الدفن بين طائفة واخرى الا ان الاكيد ان الموت في لبنان اصبح ايضاً يُميز بين طبقة واخرى! وصار للموت ضغوطات اقتصادية كبيرة لا فقط نفسية!


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa