16/05/2021 10:28AM
كتبت إيسامار لطيّف في "السياسة":
تُعاني الحيوانات الأليفة في مجتمعنا اليوم من ظاهرتين، الأولى تكمن في جهل البعض وعدم معرفته كيفية التصّرف وتحمّل المسؤوليّة، والثانية تتمحور حول وحشية البعض الآخر وانعدام إنسانيته تجاه مخلوقات ضعيفة لا ذنب لها سوى أنّها تقاسمنا سطح الكرة الأرضية الذي لا نستحقّه!
كورونا تُشرّد الحيوانات...والأزمة الاقتصاديّة تقتلهم!
"انّه مجرّد حيوان"...تتردّد هذه العبارة على ألسنة الكثيرين لتبرير تعنيفهم لكائن ضعيف، مُتذرعين بانتمائهم الإنساني الذي جُرّدوا منه من دون علمهم. العبارة ذاتها، تتردد بعدما يرمي أحدهم بحيوانه الأليف إلى الشارع، مع أنه هو نفسه كان قد "صرع فيه البشرية على السوشيل ميديا قبل أشهر"، كلّ ذلك يحصل تحت شعار الضائقة الماديّة. يغضّ هؤلاء النظر عن واقع واحد: لا يستطيع الحيوان الأليف أن يعيش في الشارع بعدما اعتاد على العيش في منزل.
مع بداية انتشار وباء كورونا، أُصيب الناس بالهلع وكان الخوف من نشر الحيوانات الأليفة للفيروس سيّد الموقف. وعوضًا عن حماية هذه المخلوقات الضعيفة، راح البعض يتخلّص منها بأبشع الطرق، ظنًا منه أنّه بهذه الطريقة يحمي نفسه من كورونا.
وبعدما اختفت هذه الحالة، ظهرت أخرى!
فقد عادت وانتشرت مؤخرًا ظاهرة رمي الحيوانات الأليفة في الشارع بسبب الأزمة الاقتصادية التي تُخيّم على البلد، فيما اختار البعض طريقة الغاب الهمجية التي تشمل القتل والتعدّي بالضرب على الكلاب والقطط وغيرها من الحيوانات..
وفي حديث لموقع "السياسة"، أكدّت ساندرا اسطفان وهي ناشطة في حقوق الحيوان، أنّ أعداد الكلاب والقطط في الشارع، ارتفعت بنسبة ٧٠٪ عن العام الماضي، بسبب قيام قسم كبير من الناس بالتخلّي عنهم لأسباب عديدة، أبرزها كورونا والصعوبات المادية".
وأشارت اسطفان الى "أنّها تقوم برفقة عدد من أصدقائها بتأمين دور رعايا لهذه الحيوانات، إلاّ أنّ مجهودهم وحده لا يكفي في ظلّ غياب رقابة الجهات المعنية وانعدام حسّ الإنسانية عند الناس".
وأوضحت "أن المشكلة الحقيقية اليوم تكمن في جهل المجتمع على هذا الصعيد، إذْ أنّ الحيوان بالنسبة لهم هو مجرّد كائن متنقلّ وهم أقوى منه، ويمكنهم تعذيبه وتعنيفه".
وأشارت الى أنّ:" رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وقّع عام ٢٠١٧ على قانون "حماية الحيوانات والرفق بها"، معتبرةً أن لا قيمة فعلية وملموسة لهذا القانون، إذْ لم يتم العمل به ولا احترامه سواء أكان من قبل القوى الأمنية التي تتلقّى مئات الاتصالات حول هذا الأمر ولا تُحرّك ساكنًا، لا بل تتعاون مع البلديات على رش السموم لقتل الكلاب الشاردة، أو من قبل الشعب الذي يتفنّنن بإبتكار طرق تعذيب جديدة بحقّ الحيوانات".
وحذّرت اسطفان من خطورة هذه الظاهرة التي قد تتسبّب بتحويل الحيوانات الأليفة الى أخرى مفترسة تعتدي على المواطنين.
مشهد يفطر القلب...الحيوانات تدفع ثمن الأزمة المالية!
يفطر القلب منظر الكلاب والقطط البريئة الباحثة عن الطعام والتي تركت على جوانب الطرقات. فكان مصيرها التشرد وربما الموت جوعًا أو دهسًا تحت عجلات سيارة سائق متهور. فالدولار لم يؤثرّ علينا فحسب، بل طال أيضًا الحيوانات، والنتائج كانت كارثية...
وفي هذا الإطار، أجرى موقع "السياسة" حديثًا مع الدكتورة البيطرية باميلا البيطار التي أطلعتنا على أسعار الطعام الخاص بالكلاب والقطط.
ولفتت البيطار الى أنّ:"الأسعار شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، لأنها مستوردة وهي تُدفع وفقًا لسعر الصرف في السوق السوداء، موضحةً أن معظم الزبائن أوقفوا شراء هذه الأطعمة، ممّا سبّب أمراض عديدة في الجهاز الهضمي لحيواناتهم، وبالتالي بما أنّهم لا يملكون المال الكافي لعلاجهم، توجّهوا نحو الخيار الأسهل، وهو التخلّص من هذة الكائنات بأيّ طريقة، أو تركها تصارع قدرها على جوانب الطرقات".
وأشارت الى أنّ:" أسعار الأطعمة الخاصة بالكلاب والقطط تخطّطت الـ٢٠٠ ألف ليرة لبنانية للكيس الواحد، مؤكدةً أنّ هذه التسعيرة ليست ثابتة وتختلف بين نوع وآخر".
ورأت أن ما يحصل اليوم غير منطقي، ولا يمكننا صرف النظر عنه. وشددت على أنّ:"للحيوانات الحق بالعيش تمامًا كالإنسان".
كما نوّهت البيطار بالمجهود الجبّار الذي تبذله الجمعيات الخاصّة، والتي تُعنى بشؤون الحيوانات وحمايتها، في ظلّ غياب الدعم المادي من الدولة، لافتةً الى "أن تلك الجمعيات تتكفلّ على نفقتها الخاصة بتأمين الطعام والعلاج لحوالي ٦٠٪ من كلاب وقطط الشوارع".
وشدّدت على "أنّه من الضروري تسليط الضوء على قضايا الحيوانات، وسُبل تأمين الحماية لها، أقلّه لكي يتمّ إيقاف الجرائم العديدة التي تُرتكب يوميًا بحقّها".
الحيوانات جزء من العائلة...ولكن!
أجرى موقعنا جولة سريعة على بعض مربي الكلاب والقطط، الذين أكدّوا لنا تمسّكهم بحيواناتهم واعتبارهم جزءًا من العائلة. والأمر اللافت، كان تعليق السيّدة ليلى الهاشم، التي أكدّت لنا تمسّكها الشديد بكلبتها "جيمّا"، إلاّ أنّها قد تضطر الى إعطائها لشخص آخر، بسبب عدم قدرتها على تحمّل مصاريفها، ولا سيّما بعد رفع الدعم.
وقالت الهاشم: "ربيتُ "جيمّا" كأولادي، ولكنني لم أعد أستطيع توفير الطعام لها ولست قادرة على معالجتها حتى، لذا أفكّر في إعطائها الى عائلة أخرى، كي لا تُظلم معنا".
تدفع الحيوانات الأليفة اليوم ثمن الأزمة الاقتصادية وكورونا، وكأنّها السبب في مشاكل البشرية، في الوقت الذي تعجز هي فيه عن فهم الظلم الذي تتعرّض له على أرضنا. فاحذروا من إيذاء روح لا يسمع أنينها سوى خالقها!
شارك هذا الخبر
عون للكويتيين: "بيروت اشتاقتلكم" والعلاقات بين البلدين مثال على المحبة المتبادلة
"التربية" تنفي الأخبار المتداولة عن الامتحانات الرسمية
عون للكويتيين: العلاقات بين البلدين تشهد على المحبة المتبادلة وأدعوكم إلى بلدكم الثاني لبنان و"بيروت اشتقتلكم"
موعد كلاسيكو الدوري الإسباني بين برشلونة وريال مدريد
جمهور سعودي في مدرجات مجمع نهاد نوفل
الرئيس اللبناني جوزف عون: اتّخذنا خطوات إصلاحية مطلوبة كتعيين حاكم مصرف لبنان وقانون إصلاح المصارف إلى جانب الاستحقاق الدستوري الأهم حالياً هو الانتخابات البلدية والاختيارية
الرئيس عون: الدولة موجودة في كل لبنان وقرار حصر السلاح اتخذ ويبقى موضوع كيفية التنفيذ والموضوع يحل بالتشاور ولا نريد اي صراع عسكري
الرئيس عون: نحن مع مبادرة السلام وحل الدولتين وما يقرره العرب نسير به والوضع في غزة غير مقبول ومن الملحّ الوصول إلى حل
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa