12/12/2018 06:50AM
أعادت قضية أنفاق حزب الله العابرة للحدود اللبنانية - الفلسطينية المزعومة، إلى الواجهة الجدل حول قدرة حزب الله الحالية على المواجهة العسكرية إذا ما تفاقمت الأزمة وارتفعت حدة التوتر الأمني على الحدود الجنوبية لتتحول إلى حرب قد يشنها العدو في أي لحظة.
فالتهديدات التي أطلقتها " الحكومة الاسرائيلية"، وإعلانها لانطلاق عملية "درع الشمال" التي تهدف إلى تدمير أنفاق حزب الله العابرة للحدود، وما تبعها من انتشار للجيش الإسرائيلي وآليات الحفر، لم يكن وقْعه عادياً على مستوطني المناطق الحدودية في الداخل الفلسطيني المحتل، بل ساد التوتر بينهم لاسيما أن الاوضاع السياسية للكيان مهددة بسبب الفشل العسكري وقضايا الفساد.
حربٍ إعلامية نفسية أثارت قلق الجيش الاسرائيلي لدقتها والطريقة التي تم اتباعها
إلّا أنه على الجهة الجنوبية اللبنانية المقابلة، كان الأمر مختلفاً تماماً، رغم محاولات العدو الاسرائيلي بتخويف المواطنين على الحدود، بهدف قلب الرأي العام داخل البيئة الحاضنة لحزب الله، حيث تحوّلت العملية التي أعلنها الاسرائيليون الى مادة للسخرية تناولها ناشطو مواقع التواصل الاجتماعي مطلقين "هاشتاغات" اكتسحت العالم الافتراضي، وأصبحت دعما شعبيا لحزب الله، وسط صمتٍ رسمي مطبق للأخير تم الاستعاضة عنه بحربٍ إعلامية نفسية أثارت قلق الجيش الاسرائيلي لدقتها والطريقة التي تم اتباعها من قبل الإعلام الحربي المركزي عن طريق التصوير عن كثب للنشاط العسكري الإسرائيلي، الأمر الذي أثار غيظ الإسرائيليّ.
فقد غصّت مواقع التواصل الاجتماعي بالصور التي نشرها الإعلام الحربي المركزي والتي تظهر أعمال وتمركز جنود العدو الاسرائيلي خلال العملية، بحيث جاءت الصور صادمة، كون أكثر اللقطات أُخذت من الجهة الخلفية بدقة وجودة عاليتين.
وللاستيضاح أكثر حول تأثير هذا الأسلوب الذي استخدمه الإعلام الحربي في رده على أعمال الجيش الاسرائيلي، وما تبعه من ردود شعبية على مواقع التواصل الاجتماعي وميدانيا، يشير الخبير في التسويق الالكتروني قاسم ريّا الى أن الاعلام الحربي أعتمد أسلوب " دع الصورة تتكلم"، لافتا الى أن ذلك يتماهى ويتماشى مع متطلبات الحرب النفسية والاعلامية.
ويقول ريّا في حديث لموقع "السياسة" أن "الإعلام الحربي اعتمد في أسلوبه هذا على البيئة المؤيدة للمقاومة والمتعطشة لأي مادة إعلامية تُستخدم كسلاحٍ بأيدي الناس"، مستذكراً تفاعل المواطنين مع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي للرد على تصريحاته، الأمر الذي دعا الجهات الإعلامية في حزب الله إلى توعية الناس بأن في الأمر وجه من أوجه التطبيع. ويتابع ريّا قائلاً: " الناس هنا أصبحت مشوّشة، فهل ترد أم لا؟ لذلك كان لا بد من شيء شبه رسمي يعبّر عن قيادة حزب الله ليتم تداوله بين النشطاء، جاء على شكل صورٍ دقيقة أُخذت في معظمها من الخلف خلال عملية درع الشمال، لإيصال رسالة مفادها أنهم موجودون في كل مكان".
وحول نتيجة وتأثير هذه الأساليب في الحرب الإعلامية، يلفت قاسم إلى أن " النتيجة بدت واضحة من خلال وسائل الاعلام الاسرائيلية التي لاحظت وتحدثت عن الفرق بين ما يعرضه الجيش الاسرائيلي عن عملية الحفر والتي لا يظهر منها سوى الضوضاء، وبين الصور والفيديوهات التي ينشرها حزب الله للجنود وتحركاتهم بصورة واضحة، الأمر الذي ينعكس سلبا على الرأي العام في الداخل الاسرائيلي".
حزب الله امتص الخوف الذي حاول الاسرائيليون فرضه على سكان المناطق الحدودية
ويشير الى أن الطريقة التي تداولها النشطاء عبر صفحاتهم بصورة استهزائية بجنود العدو، كان لها التأثير المباشر والإيجابي على الأرض، وهذا ما ظهر جليّا في "جلسات العصرونية" التي أقامها سكان المناطق الحدودية على مقربة من الجنود الاسرائيليين. ما يعني " أن البيئة الحاضنة لحزب الله امتصت الخوف الذي حاول الاسرائيليون فرضه عليهم، وانتقلوا مباشرة إلى مرحلة التعبير عن قوة الموقف في تأييد حزب الله".
فـ "هذا الأسلوب هو جديد في السياسة التي يتّبعها الاعلام الحربي المركزي التابع لحزب الله، وهو ذو وجهين، يتمثّل الاول بالتقرّب أكثر من جمهور الحزب لا سيما الناشطون منهم على مواقع التواصل الاجتماعي"، بحسب ريّأ. أما الوجه الثاني فهو توجيه الرسائل الى الخارج للتأكيد على التفاف جمهور حزب الله حوله بصورة عفوية دون أي مخطط، والى الداخل الاسرائيلي حكما، مشيرا إلى أن هذه السياسة الجديدة ستُتّبع لفترة طويلة، على اعتبار أن لكل مرحلة متطلباتها لجهة نوعية الحرب والمواجهة.
بعدما قام جمهور حزب الله بالرد بصورة مباشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وبالطريقة التي يراها مناسبة، على أعمال الجيش الاسرائيلي على الحدود، ينتظر الاسرائيليون والعالم قبل جمهور حزب الله إطلالة الأمين العام السيد حسن نصرالله المقبلة، التي من المتوقع أن تحمل مواقف نارية حول عملية "درع الشمال" الاسرائيلية.
المصدر : السياسة
شارك هذا الخبر
ما اخر التطورات على الجبهة الجنوبية؟
مراد مهنئًا ترامب: نتطلّع الى إرساء السلام في الشرق الأوسط ونأمل تطبيق القرار ١٥٥٩ لسحب سلاح الميليشيات الإرهابية
سلسلة لقاءات لميقاتي...وهذا ما بحث
إصابة 6 سوريين بقصفٍ بالقذائف الثقيلة جنوب صور
بالأرقام ...هذه حصيلة المساعدات لمحافظة بعلبك-الهرمل!
الجيش الإسرائيلي: إصابة جنديين على جبهة غزة وثالث على جبهة لبنان خلال الساعات الـ24 الأخيرة
11 مخالفة في الجولة التفتيشية لوزارة الإقتصاد!
4 شهداء في غارة على الغندورية.. وغارة على منزل في كفررمان
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa