عام على انفجار مرفأ بيروت... معرفة الحقيقة جزء من العلاج النفسي؟

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

عام على انفجار مرفأ بيروت! عام والجرح لم يندمل.. الجرح الجسدي والنفسي! 

على الرغم من أنّ الآثار الجسديّة والماديّة التي خلّفها الانفجار كبيرة إلّا أنّ الآثار النفسيّة أكبر، وعدد كبير من اللبنانيين لجأ إلى العلاج النفسي لتضميد الجراح ومحاولة التخلّص من الصدمة التي أحدثها هول الانفجار في الرابع من آب.

سنة مرّت، وجرح البعض لم يُشفَ على الرغم من العلاج النفسي.. فهل معرفة الحقيقة  تشكّل جزءًا من  العلاج؟

المعالجة النفسية يارا سنجب تشير إلى "أنّ عددًا كبيرًا من اللّبنانيين وغير اللّبنانيين يخضع للعلاج النفسي بعد الانفجار".

وتعتبر في حديث لـ "السياسة" أنّ "الأمر الأساسيّ الذي يساعد في العلاج النفسي هو أن يكون للشخص رواية للحدث الذي حصل". لماذا؟

لأنه، بحسب سنجب، "الموضوع كمن يكتب كتابًا، فمن يريد أن يكتب الكتاب عليه أن يعلم كل أقسامه وعناوينه، بدايته ونهايته، وعندما ينتهي سيغلق الكتاب ويضعه في المكتبة إلى غير رجعة. أمّا في حال كان الكتاب ناقصًا فهذا الأمر سيدفع الشخص إلى تصفّحه من جديد وأن يعود إليه باستمرار".

وبالنسبة لسنجب، "هذا ما يحصل حاليًا، القصة لم تنتهِ بعد ولم تُختم، وموجودة في الذاكرة والوعي واليوميات الى حين إيجاد الأجوبة على الأسئلة التي تتكرر يوميًا، وعليه القصة تبقى مفتوحة طالما هناك جزء ناقص".

وتؤكد سنجب أنّ "هذه الفراغات الموجودة تترك مكانًا كبيرًا للكثير من الشائعات والخيال، وهذا ما يؤدي إلى الكثير من الخوف والقلق والتعب والهوس من انفجار آخر".

مشددة على أنّه "طالما لا وجود للمحاسبة لا وجود للأمان بالنسبة للشخص المصدوم، ولتعبئة هذه الفراغات سيلجأ إلى الإعلام بمحاولة منه للوصول الى الحقيقة من خلال التفسيرات والتحليلات وهذا ما يُشعر الشخص بالكآبة والحزن من خلال إحياء الذكرى للحدث الصادم ومحاولة إيجاد الأجوبة لأسئلة تشغل تفكيره".

وبالتالي، أعداد قليلة جدًا لجأت إلى العلاج النفسي أمام العدد الكبير من الأشخاص الذين صدموا في يوم 4 آب، لأنّ الصدمة لم يتعرّض لها فقط مَن يعيش في محيط الانفجار بل وصلت أيضًا إلى من يعيش خارج لبنان. 

وتبقى معرفة الحقيقة جزءًا مهمًا من العلاج النفسي في محاولة لختم الجرح.. والكتاب إلى الأبد.

ولكن، في حال كُشفت الحقيقة، هل يمكن للأم المفجوعة أن تنسى إلى الأبد؟

المصدر : السياسة