حتى في عزّ الأزمات... لا غنى عن "النرجيلة" في لبنان!

كتبت ميليسّا دريان في "السياسة": 

على الرغم من الأزمة الاقتصاديّة الحادّة التي تضرب لبنان على المستويات كافة والصعوبة في العيش، لم تنحسر ظاهرة تدخين النرجيلة.

ولا تتعجّبوا إن حرم اللّبناني نفسه من الطعام لشراء علبة "معسّل".

حتى كورونا، لم يمنع اللّبناني من النرجيلة على الرغم من خطورتها لارتباطها بانتشار الفيروس، من جهة، وتضاعف أسعارها من جهة أخرى.

كثر من اللّبنانين ما زالوا متمسكين بهذه الظاهرة على اعتبار أنها تخفّف الضغوط اليومية و"بتفشّ الخلق".

ومع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، كلفة "الأرغيلة" ارتفعت أضعافًا. وفي جولةٍ سريعة لـ "السياسة" على الأسعار يتبيّن التالي:

سعر علبة المعسّل: من 16000 إلى 18000 ليرة لبنانية.

نصف كيلو فحم: 50000 ليرة لبنانية.

مع الإشارة إلى أنّ هذه الأسعار قابلة للارتفاع يوميًا حسب تقلّبات الدولار.

الإدمان على النرجيلة، يدفع ببعض الأشخاص إلى تدخينها يوميًا وهذا ما يكبّدهم تكاليف إضافيّة، بمعنى أن كلفة النرجيلة شهريًا تبلغ حوالي الـ 400 ألف ليرة لبنانية، مع التشديد على أنّ العديد من الأشخاص لم يفكّروا بالاستغناء عنها رغم الضائقة الماليّة.

هذا الغلاء دفع بالعديد من اللّبنانيين إلى اللّجوء إلى خيارات توفيريّة كتصليح النرجيلة في حال تعرّضت لعطب ما، لأن سعر  الجديدة يبدأ من الـ 150 ألف ليرة لبنانية و"طلوع": حسب حجمها.

ما ذُكر أعلاه هو كلفة النرجيلة في المنزل، إلّا أن كلفتها في المطاعم تفوق هذه الأرقام.

وفي جولة صغيرة، فألاسعار تختلف بين مطعم وآخر، فبعض المطاعم يبيعها بـ 25 ألف ليرة والبعض الآخر بـ 35 ألف ليرة لبنانية، ليبقى قرار تدخينها في المنزل من الحلول الأوفر. وهذا ما أدّى إلى تراجع مبيع النرجيلة في المطاعم.

أمّا بالنسبة لخدمة الدليفيري وتوصيل النرجيلة فهي أصلًا غير متوفرة وتعاني الأمرّين بسبب عدم توافر البنزين.

وعليه، يستمر اللّبناني بالهروب من مشاكله وأزماته، و"الأرغيلة" طريقه الوحيد في ظلّ ما يعانيه لينسى ما تسبّبت به هذه الطبقة الحاكمة التي تتفنّن يوميًّا بقتله!