في آخر هجوم إلكتروني.. قرصنة منصة البث المباشر للتلفزيون الإيراني

تعرضت منصة “تلوبيون”، وهي منصة البث المباشر وأرشيف شبكات الإذاعة والتلفزيون التي تديرها الدولة في إيران، للاختراق من مجموعة “عدالة علي” الإيرانية المعارضة.

وبثت الجماعة المعارضة محتوى سياسيًا على برامج بعض القنوات الإيرانية الحكومية أثناء بثها المباشر عبر المنصة الإلكترونية.

و”تلوبيون” هي مرجع البث المباشر وأرشيف شبكات الإذاعة والتلفزيون الإيرانية وأرشيف الأفلام والمسلسلات وكرة القدم، وغيرها.

كما بثت الجماعة مشاهد من المظاهرات المناهضة للنظام الإيراني مع ترديد شعار “الموت للدكتاتور”، في إشارة إلى المرشد علي خامنئي. بعد ذلك قرأ ملثم رسالة جاء فيها “نحن مستعدون لزعزعة أسس النظام الفاسد الذي حكم بلادنا، لن يسكتونا بعد الآن، نحوّل عقد الفجر (ذكرى إحياء الثورة الإيرانية) إلى حداد، وسنحرق الحجاب، نحن نكسر أصنامهم، نفضح قصور الظالمين”. كما ردد شخص شعار “لا تخافوا، كلنا معا”، وهو أحد شعارات الاحتجاجات ضد النظام الإيراني.

ويمثل هذا الاختراق حدثا كبيرًا، حيث يُعتقد منذ فترة طويلة أن أعضاء من الحرس الثوري المتشدد، هم من يديرون شؤون التلفزيون. ومن الواضح أن هذا الاختراق كان الأحدث في سلسلة من الهجمات الإلكترونية المحرجة ضد إيران.

وتمكنت المعارضة الإيرانية الخميس الماضي من اختراق أربع قنوات تلفزيونية تابعة للنظام الإيراني وبث صورة لزعيمي منظمة مجاهدي خلق المعارضة مسعود رجوي وزوجته مريم رجوي لعدة لحظات.

كما ظهر مقطع فيديو بصوت شخص وهو يهتف “الموت لخامنئي”. وأعلنت وكالة أنباء فارس المقربة من الحرس الثوري عن بدء بحث عن مصدر الهجوم الإلكتروني الذي أطلق عليه اسم “التخريب”.

وحدثت هجمات إلكترونية في أنظمة مختلفة بإيران، بما في ذلك اختراق نظام بطاقة الوقود واختراق الكاميرات الأمنية في سجن “إيفين” شمال طهران خلال العام الماضي.

وفي أكتوبر الماضي أدى هجوم على نظام توزيع الوقود في إيران إلى إصابة محطات الوقود بالشلل في جميع أنحاء البلاد، مما تسبب في ظهور طوابير طويلة من سائقي السيارات الغاضبين.

وأدى هجوم إلكتروني آخر على نظام السكك الحديدية في إيران إلى حدوث فوضى في هذا القطاع وتأخّر مواعيد القطارات.

وفي أغسطس من العام الماضي أرسلت مجموعة “عدالة علي” مقاطع فيديو إلى وسائل الإعلام تؤكد أنها حصلت عليها من خلال اختراق كاميرات عدد من السجون الإيرانية، من بينها سجن “إيفين” شمال طهران، وأظهرت هذه المقاطع عمليات تعذيب وضرب للمعتقلين السياسيين.

وتواجه إيران، التي فرض عليها الغرب عقوبات منذ فترة طويلة، صعوبات في الحصول على أجهزة وبرامج حديثة، وغالبًا ما تعتمد على الإلكترونيات المصنعة في الصين أو الأنظمة القديمة.