"وحشية غير مسبوقة"... تقرير يكشف "جرائم الحرب" التي ارتكبتها روسيا

14/04/2022 12:54PM

كشف تقرير لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن بعض الفظائع التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا قد تشكل "جرائم حرب"، بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

وذكر التقرير، الذي أعده محققون من 12 دولة، أن القوات الروسية ارتكبت جرائم لا تعد ولا تحصى من اغتصاب واختطاف وهجمات على أهداف مدنية، فضلاً عن استخدام ذخائر محظورة.

وأجرى المحققون تحقيقات في جميع البلدات والقرى التي تعرضت للقصف، وقالوا إن القوات الروسية ارتكبت "أنماط واضحة" لانتهاكات حقوق الإنسان.

من المعروف أنه من الصعب التحقيق في مزاعم جرائم الحرب، ولا يزال من الصعب مقاضاة مرتكبيها. لكن بعض الخبراء يقولون إن الوضع في أوكرانيا قد يكون مختلفا.

كانت المحكمة الجنائية الدولية أعلنت أنها ستجري تحقيقًا في جرائم حرب محتملة في أوكرانيا الشهر الماضي، كما أن هناك عدد من الدول تبحث في طريقة يمكن أن تساعد بها للأمم المتحدة في إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة موسكو على انتهاكاتها.

كما يمكن محاكمة الروس في محاكم الدول الأخرى بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، وهو المفهوم القانوني القائل بأن بعض جرائم الحرب يمكن مقاضاتها في أي مكان.

المحاكمة أسهل

ويشير خبراء جرائم الحرب إلى أن محاسبة المتهمين في جرائم الحرب في أوكرانيا سيكون أسهل، بسبب التقدم التكنولوجي في أدوات الطب الشرعي مثل برامج تحديد الوجه، وتواجد عدد هائل من المحققين على الأرض في أوكرانيا. 

وقالت ليلى السادات، أستاذة القانون الدولي بجامعة واشنطن في سانت لويس، والمستشارة القديمة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بشأن الجرائم ضد الإنسانية: "ستكون هناك محاكمات، وربما في جميع أنحاء العالم". 

ومع ذلك، حذر الخبراء من أن عملية المحاكمة ستكون بطيئة، وأن أي لوائح اتهام مبكرة ستكون على الأرجح ضد المسؤولين الروس من ذوي الرتب الأدنى وأفراد الجيش. 

ويعد التقرير الذي أصدرته منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وهي منظمة مؤلفة من 57 عضوًا ومقرها في فيينا تضم روسيا وأوكرانيا والولايات المتحدة، من أولى الدراسات المتعمقة لانتهاكات حقوق الإنسان خلال الهجوم الروسي على أوكرانيا. 

ونظر المحققون في بعض أكثر الهجمات شهرة وأعمال العنف الأخرى في الحرب، بما في ذلك قصف روسيا لمسرح ومستشفى للولادة في مدينة ماريوبول المحاصرة، وكلاهما صُور في التقرير على أنهما جرائم حرب على ما يبدو.

كما قاموا بالبحث في روايات عن أعمال عنف مروعة أخرى، وإن كانت أقل وضوحًا. وكتبوا: "هناك مزاعم عن عمليات اغتصاب جماعي، ارتكبها جنود روس في العديد من المناطق الأخرى في أوكرانيا".

ووجد المحققون أن القوات الأوكرانية، هي الأخرى، كانت مذنبة بارتكاب بعض الانتهاكات، لا سيما في معاملة أسرى الحرب. وجاء في تقريرهم أن "الانتهاكات التي يرتكبها الاتحاد الروسي أكبر بكثير من حيث طبيعتها ونطاقها".

وقال مايكل كاربنتر، السفير الأمريكي في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، إن التقرير "يوثق قائمة الأعمال الوحشية التي ارتكبتها القوات الروسية في أوكرانيا". 

كما أصدر الاتحاد الأوروبي تقييماً إيجابياً مماثلاً. وقال في بيان "هذه الحرب ليست فقط على الأرض. من الواضح أن الكرملين يشن أيضًا حملة تضليل مخزية لإخفاء حقائق الهجمات الروسية الوحشية على المدنيين في أوكرانيا. لذلك، لم تكن المعلومات الموثوقة وجمع الحقائق بنفس أهمية اليوم".

من جانبه، رفض الكرملين نتائج التقرير، ووصفها بأنها "دعاية لا أساس لها".

وقالت المدعية العامة الأوكرانية، إيرينا فينيديكتوفا، التي كانت تقف بالقرب من موقع مقبرتين جماعيتين، الأربعاء، إن هناك التزامًا بكشف الحقائق والقيام بذلك بطريقة شفافة لمكافحة التضليل الروسي.

كان المدعون العامون الأوكرانيون وفريق من الخبراء الفرنسيين كشفوا عن مئات الجثث في قرية بوتشا بالقرب من كييف، بعد خروج القوات الروسية منها.

وبرّرت وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء، الاتّهام الذي وجّهه الرئيس جو بايدن، إلى روسيا بارتكاب "إبادة جماعية" في أوكرانيا بأنّ القوات الروسية تريد فعلاً "تدمير أوكرانيا وسكّانها المدنيين".

وكان بايدن فاجأ الجميع الثلاثاء، بقوله إنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين، يرتكب "إبادة جماعية" في أوكرانيا، مشدّداً في الوقت نفسه على أنّ الأمر يعود للمحامين الدوليين أن يقرّروا" ما إذا كانت الجرائم المرتكبة في أوكرانيا هي فعلاً إبادة جماعية أم لا.

والأربعاء، قالت المسؤولة الثالثة في وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند عبر شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية "أعتقد أنّه بمجرّد أن نتمكّن من جمع كلّ الأدلة، سنخلص في النهاية إلى نفس النتيجة التي توصّل إليها الرئيس بايدن، لأنّ ما يحدث على الأرض ليس صدفة".

وأضافت "هذا قرار متعمّد اتّخذته روسيا وقواتها لتدمير أوكرانيا وسكّانها المدنيين". 

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأربعاء: "ما يحدث هو جنون، إنها وحشية غير مسبوقة". 

ولم يستبعد الخبراء القانونيون إمكانية توجيه لائحة اتهام إلى بوتين، الذي انتقده بالفعل بعض القادة الغربيين باعتباره مجرم حرب. وإذا تم توجيه تهم جنائية إليه من قبل محكمة خارج روسيا، فمن المحتمل أن يعني ذلك أنه سيتعين عليه تقييد سفره الدولي من أجل تقليل مخاطر الاعتقال المحتمل.


المصدر : الحرة

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa