26/11/2022 11:14AM
كتب قزحيا ساسين في "السياسة":
بدَت صورة الحاكم رياض سلامه بين سبائك الذهب صادمة، وكأنّه صار عاجزا عن التقاط صورة له بين ودائع اللبنانيّين، لأنّها ذُوِّبَت على لحن لازِمتِه الشهيرة: "الليرة بألف خير".
وبدا سلامه، بصورته الذهبيّة، كأنّه حاكم لبنان لا مصرفه، لا سيّما في ظلّ فخامة الفراغ في بعبدا، وانشغال الرئيس ميقاتي في مشاريعه المثمرة خارج الحدود اللبنانيّة، وتفرُّغ
حزب الله لاصطياد رئيس جمهوريّة جديد صالح للسّير معه مثل الماء في النَّزلة.
إنّ السّواد الأعظم من اللبنانيّين، مودِعين وغير مودِعين، لا يعرفون متاهات الكابيتال كونترول، وهيكلة المصارف، وتفاصيل وصفة البنك الدّوليّ لنا المتعلّقة بوضع النقد وصرف الدولار... حتّى النوّاب لم يتمكّنوا من معرفة ما في الموازنة التي أقرّوها، وفيها ما يتغيّر بين لحظة وأخرى، في الليل كما في النّهار، وفي المجلس كما خارجه.
وحده حاكم الذهب يعرف، وله في كلّ مناسَبة لازِمة يرندحها بأعصاب باردة، وهي بمثابة مَصّاصة جَماعيّة للشعب اللبنانيّ.
كلّ ما نعرفه حتّى الآن أنّ الودائع تُرَدّ بطريقة واحدة لا غير، وهي الاقتحام. وللسلطة والمصارف إقرار بذلك، لأنّ المقتحمين نجحوا في استرجاع جزء من ودائعهم، ولا مجال لإعادتها منهم إلى المصارف، باعتبارها حقّا لهم. وعليه، فإنّ كلّ المودِعين يتساوَون في هذا الحقّ، وما بقي هو تحضير أنفسهم للاقتحام في الوقت المناسب.
وفي العودة إلى الذهب، ماذا يريد الحاكم من صورته بين سبائكنا؟
لا شكّ في أنّ لصورة سلامه أهدافا عديدة، فمنها ما هو رسائل لبعض الداخل السياسيّ اللبنانيّ، مغزاها أنّ سلامه يضمن الوضع الماليّ، وسوف يكون في المستقبل انفراجات ماليّة معيّنة. ومنها ما هو لبعض الخارج، وربّما لصندوق النقد الدّوليّ، لإيجاد مخرج ذهبيّ لِما نحن فيه، على أساس أنّ الجُود الخارجيّ شحيح، والدولة اللبنانيّة تمدّ رجليها من شبّاك الرئيس برّي تحت خطّ الفقر.
لا أحد منّا يعرف ما هي نتائج سعر صرف الدولار الجمركيّ الجديد، ولا سعر صرف الدولار الذي ستعتمده الدولة ابتداء من الشهر المقبل، ولا ضرب رواتب القطاع العامّ بثلاثة...
ضباب كثيف يلفّ صورة سلامه وهو يطلب يد عروسه الجديدة المتمثّلة بالذهب المنتظِر شهر عسل معه، وسنين من زيادة المرارة للشّعب اللبنانيّ.
وطالما أنّنا لسنا في دولة مؤسّسات، إذًا نحن في دولة أشخاص يتمتّعون بقدرة المؤسّسات، لأنّهم يختصرونها بأنفسهم وذواتهم. فهُم أحرار من أيّ رقابة ومحاسبة، فلا قضاء، ولا مجلس نوّاب ولا حكومة ولا رئاسة جمهوريّة، إنّما توازُن قوى على مستوى أشخاص وزعماء أحزاب.
وما سيزيد طينتَنا بلّة تطبيع الوضع اللبنانيّ إلى أجل غير مسمّى، وليس تعطيل الاستحقاق الرئاسيّ سوى مؤشّر لعجز الداخل اللبنانيّ عن إيجاد أيّ حلّ لأيّ مشكلة من المشاكل اللبنانيّة القاتلة. ومن غير المنطقيّ أن لا تتطوّر كارثتنا الاقتصاديّة في اتّجاه الجحيم الأكبر، لأنّ القوى السياسيّة منصرفة بكلّيّتها إلى زيادة رصيدها في الكراسي، ولا تعطي أيّ اهتمام يُذكَر لأيّ مسألة حياتيّة.
عندما قلنا: خسرنا كلّ شيء، قال سلامه: لا يا جماعة، الذهب هُنا.
فهل سيكون ذهبُنا للمقامرة الخاسرة أيضًا؟
لا شيء في تاريخنا مع سلامه والمنظومة الفاسدة يقول غير ذلك.
شارك هذا الخبر
في يوم التأسيس...سلام يهنئ السعودية
الخير: يوم التأسيس السعودي تجسيد للوحدة والريادة
الجيش يوقف مطلوبين في الهرمل
سكاف: تهنئة للسعودية بمناسبة يوم التأسيس
جماهير النصر تطالب برحيل رونالدو!
إسرائيل تؤخر إطلاق سراح 620 معتقلاً فلسطينياً بعد تبادل الرهائن
هدية من أرسنال وليفربول يقترب من اللقب
مقتل قيادي في تنظيم "حراس الدين" في ضربة جوية أميركية
آخر الأخبار
أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني
إشتراك
Contact us on
[email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa