الغزو الروسي لأوكرانيا.. "مكاسب وخسائر" بوتين خلال الفترة الأخيرة

17/01/2023 05:53PM

مع حلول فصل الشتاء، توقع محللون عسكريون أن القتال في أوكرانيا سوف يتباطأ بسبب الطقس البارد والثلوج التي تجعل من الصعب للغاية على روسيا أو أوكرانيا القيام بهجمات كبيرة. ومن المؤكد أن الخطوط الأمامية ظلت كما هي تقريبا، منذ الهجوم الأوكراني الناجح في أواخر الصيف والخريف.

ومع ذلك، كانت بعض المعارك الأخيرة مفيدة للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين. لكن التطورات الأخرى، وخاصة استمرار الوحدة الغربية لدعم أوكرانيا، سارت بشكل سيء بالنسبة لروسيا.

وفي سياق الغزو الروسي لأوكرانيا، ألقت صحيفة "نيويورك تايمز" نظرة "على مكاسب وخسائر بوتين الأخيرة وما تعنيه لأوكرانيا".

انتصارات بوتين

سجلت روسيا انتصارات قليلة في ساحة المعركة منذ أواخر الصيف. وفي مقابل ذلك، تراكمت الخسائر مع استعادة أوكرانيا لأراض في الشرق والجنوب.

لكن القوات الروسية حققت مكاسب في الآونة الأخيرة حول مدينة باخموت في شرق أوكرانيا، واستولت على ما يبدو على سوليدار، وهي بلدة في ضواحي المدينة، فيما "تدعي أوكرانيا أنها لا تزال تقاتل".

ويقول محللون عسكريون للصحيفة إن "النصر في سوليدار سيكون رمزيا أكثر من كونه استراتيجيا. لقد حُرمت روسيا من الانتصارات في الأشهر الأخيرة، لذا فإن أي نوع من النجاح يمكن أن يساعد في الحفاظ على الدعم لحرب بوتين. لكن من المحتمل ألا تلعب سوليدار نفسها دورا رئيسيا في استعادة باخموت أو منطقة دونباس الكبرى، والتي كانت أحد الأهداف الأساسية لبوتين".

نجاح آخر لبوتين في الأشهر الأخيرة هو قلة الخسائر في ساحة المعركة. يبدو أن الدفاعات الروسية صمدت في الشرق والجنوب.

مرة أخرى، توقع محللون أن خطوط ساحة المعركة لن تتغير كثيرا خلال فصل الشتاء. لكن هذا لم يكن مضمونا دائما. فأوكرانيا، على سبيل المثال، وعدت بمواصلة هجومها حتى في أشهر الشتاء. لم يحدث ذلك، مما سمح لروسيا بالسيطرة على أراض جديدة.

خسائر بوتين

مع بداية الشتاء، كان أنصار أوكرانيا قلقين من أن الوحدة الغربية يمكن أن تبدأ في الانهيار. واجه الأوروبيون على وجه الخصوص احتمال المعاناة من شتاء بارد وارتفاع حاد في أسعار الطاقة، تغذيه العقوبات المفروضة على النفط والغاز الروسيين اللذين يوفران الطاقة لجزء كبير من القارة.

ولكن مع الإعداد المناسب وبعض الحظ، لم يحدث الأسوأ. قامت الدول الأوروبية بتخزين الغاز من مصادر بديلة، مثل الولايات المتحدة ونيجيريا وقطر. وثبت أن الشتاء كان دافئا نسبيا، مما سمح للأوروبيين بتجنب بعض أسعار الوقود المرتفعة.

بعد ذلك، تعززت الوحدة الغربية حول أوكرانيا، وازداد الدعم، وتمثل في جزء منه بوعد دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة، بتزويد أوكرانيا بدبابات وعربات مدرعة، متجاهلة المخاوف من أن روسيا ستعتبر توفير هذه الأسلحة أمرا استفزازيا للغاية.

علامة سيئة أخرى لبوتين تتمثل في أنه غير مرة أخرى القيادة العسكرية الروسية في أوكرانيا. استبدلت روسيا مؤخرا الجنرال، سيرغي سوروفيكين، الذي ترأس أيضا الحملة الروسية الوحشية في سوريا، بحليف مقرب من الكرملين، الجنرال فاليري غيراسيموف. كان هذا هو التغيير الثاني في القيادة خلال ثلاثة أشهر، مما يشير إلى أن بوتين غير سعيد بالطريقة التي تسير بها الحرب.

وتوعد الكرملين، الاثنين، بـ"إحراق" الدبابات التي ينوي الغربيون، خصوصا بريطانيا وبولندا، تسليمها لأوكرانيا.

وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية في مؤتمره اليومي مع الصحافة عبر الهاتف "هذه الدبابات تحترق وستحترق".وفي ظل توقعات بهجوم روسي جديد في الربيع، تتحرك دول الغرب سريعا لدعم أوكرانيا بأسلحة متطورة، كانت قد رفضت إرسالها لكييف سابقا خشية "استفزاز موسكو"، وهو ما يمثل مرحلة جديدة من الحرب بين الجانبين.

وفي يناير الحالي، قال وزير الدفاع الفرنسي، سيباستيان ليكورنو، إن فرنسا تأمل في تسليم دبابات قتالية خفيفة من طراز AMX 10-RC إلى أوكرانيا في غضون شهرين.

وفي أعقاب ذلك، أعلنت ألمانيا أنها سترسل 40 مدرعة من طراز "ماردر" إلى الجيش الأوكراني في الربع الأول من عام 2023.

وستسلم الولايات المتحدة مدرعات من طراز برادلي، مزودة بمدفع آلي من عيار 25 ملم ومدفع رشاش 7.62 ملم وصواريخ مضادة للدبابات.

وأشار البريطانيون إلى أنهم على وشك الموافقة على تسليم "عدد صغير من الدبابات" من طراز تشالنجر-2 لأوكرانيا.

كما قالت بولندا إنها سترسل بعض دباباتها الألمانية الصنع لأوكرانيا رغم أن برلين يجب أن تسمح بذلك.

واعتبر بيسكوف في رده على سؤال بشأن الدبابات البريطانية "أنهم يستخدمون هذا البلد (أوكرانيا) أداة لتحقيق أهدافهم المعادية لروسيا"، على حد تعبيره.

تغييرات كبيرة

وستخضع القوات المسلحة الروسية "لتغييرات كبيرة" من 2023 إلى 2026، بما يشمل هيكلها إلى جانب إصلاحات إدارية، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية، الثلاثاء، ونقلت عنها رويترز.

وقالت الوزارة إن التغييرات ستحدث مع زيادة روسيا عدد عسكرييها إلى 1,5 مليون فرد، في وقت تطالب كييف الغرب بتسريع إمدادها بالأسلحة، مع تعرض القوات الأوكرانية لضغوط متزايدة على الجبهة الشرقية.

وأكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أنه "لا سبيل لضمان الأمن العسكري للدولة وحماية الكيانات الجديدة والمنشآت الحيوية في الاتحاد الروسي إلا من خلال تعزيز المكونات الهيكلية الرئيسية للقوات المسلحة".

وأفادت "الدفاع الروسية" أن "شويغو خلال زيارته القوات الروسية التي تقاتل في أوكرانيا، شكر الجنود الذين يؤدون بشجاعة المهام في منطقة العملية العسكرية الخاصة، وقدم جوائز من الدولة للجنود لتفانيهم وبطولاتهم".

وتصف روسيا غزوها لأوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة"، بينما تقول كييف وحلفاؤها إنها عملية استيلاء على الأرض لا مبرر لها.

من جانبها، حثت أوكرانيا الغرب على تسريع إمدادها بالأسلحة بعد مقتل 40 شخصا في هجوم صاروخي روسي أصاب أحد المباني السكنية في مدينة دنيبرو، ومع تعرض القوات الأوكرانية لضغوط متزايدة على الجبهة الشرقية.

وقالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني، الثلاثاء، إن روسيا شنت أكثر من 70 هجوما صاروخيا في الساعات الأربع والعشرين الماضية.

وأضافت أن القوات الروسية قصفت أكثر من 15 منطقة سكنية بالقرب من مدينة باخموت في منطقة دونيتسك بشرق البلاد، بما في ذلك بلدة سوليدار، حيث تستعر الاشتباكات بين روسيا وأوكرانيا منذ أسابيع.


شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa