"سبل المواجهة متاحة".. أسباب دفعت روسيا لاستخدام "الخنجر" في أوكرانيا

10/03/2023 04:30PM

كتب وائل الغول في الحرة:

باستخدام صواريخ فرط صوتية، شنت روسيا قصفا "مكثفا" على مناطق أوكرانية، "ردا" على توغل مؤخرا في الأراضي الروسية نسبته إلى "مخربين" من أوكرانيا، بينما يكشف خبير عسكري لموقع "الحرة" أسباب استخدام موسكو لهذا النوع من الصواريخ وسبل مواجهتها.

والخميس، شنت روسيا موجة ضخمة من الضربات الصاروخية على أنحاء أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل ستة مدنيين على الأقل، وتسبب بانقطاع التيار الكهربائي عن مناطق واسعة ولا سيما محطة زابوريجيا النووية حيث أُعيدت الكهرباء في فترة بعد الظهر.

وهذه هي أول ضربة صاروخية كبيرة منذ منتصف فبراير وأنهت أطول فترة هدوء نسبي منذ أن بدأت موسكو حملة لاستهداف البنية التحتية المدنية في أوكرانيا قبل خمسة أشهر، حسب "رويترز".

وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إنه تم استخدام صواريخ "كينجال" فرط الصوتية في القصف المكثف.

ومن جانبها قالت كييف إن الصواريخ المستخدمة شملت بشكل غير مسبوق ستة من ترسانة روسيا الصغيرة من "كينجال"، مؤكدة أنها أسقطت ما يقرب من نصف الصواريخ التي أطلقتها روسيا على عشر مناطق على الأقلّ.

ما هي صواريخ "كينجال"؟

"كينجال" أو الخنجر باللغة الروسية، هي صواريخ باليستية فرط صوتية، وقد أعلنت موسكو في مارس أنها استخدمت ذلك الطراز من الصواريخ في أوكرانيا.

وتفيد موسكو بأن هذا الطراز من الصواريخ الذي يمكن التحكم به بشكل كبير، تعجز عن رصده كل أنظمة الدفاع الجوي.

ويقول الخبراء إن استخدام تلك الصواريخ في أوكرانيا شكل سابقة عالمية للأسلحة الفرط صوتية.

وكان استخدام روسيا للصاروخ على أهداف أوكرانية في مارس أول استخدام معروف لها في القتال، وتم استخدامها مرة أخرى في مايو، وفقا لمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS).

ويعتقد أن ذلك كان أول استخدام لهذا الصاروخ في عمليات قتالية إذ لم تعلن موسكو من قبل إطلاقه إلا في إطار تجارب، وفقا لـ "فرانس برس".

ونجحت خلال الاختبارات في إصابة جميع أهدافها على مسافة قد تصل إلى ألف أو ألفي كيلومتر، بحسب وزارة الدفاع الروسية، وتجهز طائرات حربية من طراز "ميغ-31" بصواريخ كهذه.

ويعد "كينجال" البديل الذي يتم إطلاقه من الجو من صاروخ إسكندر الباليستي قصير المدى (SRBM)، والذي تم استخدامه أيضا بشكل متكرر في أوكرانيا، وفقا لشبكة "سي إن إن".

و"كينجال" هو نسخة جوية معدلة من صاروخ إسكندر الروسي، الذي تم بالفعل استخدامه خلال الصراع في أوكرانيا عدة مرات، لكنه أطلق من الأرض، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

ويكشف الخبير العسكري والاستراتيجي، العميد سمير راغب، أن صواريخ "كينجال" من نوعية "جو- أرض" والتي تعمل ضد الأهداف البحرية والأرضية على حد سواء وبسرعة عالية تفوق الصواريخ المضادة.

وفي حديثه لموقع "الحرة"، يؤكد أن تلك الصواريخ تتحرك على مستويات منخفضة مثل صواريخ "كروز" ما يجنبها "الردارات" ويمكنها من المناورة وضرب أهدافها بدقة.

ويشير إلى كون صواريخ كينجال وإسكندر وكاليبر "متماثلة ومن منصة واحدة تم تعديلها " لكن يتم إطلاقها بطرق مختلفة فالأول يتم إطلاقه من الجو، والثاني من البر، والثالث من البحر.

وفيما يتعلق بالمدى فتلك الصواريخ ليست متماثلة، حيث يتفوق كينجال على الإسكندر، نظرا لإطلاقه من الأعلى عبر الطائرات.

ويبلغ مدي كينجال من 1500 إلى 2000 كيلومتر، بينما يحمل الصاروخ الواحد حمولة تقدر بـ 480 كيلوغرام.

ما هي قدرات كينجال؟

تم تصميم الأسلحة التي تفوق سرعة الصوت لتكون سريعة جدا بحيث لا يمكن إسقاطها بواسطة أنظمة الدفاع الصاروخي التقليدية، وفقا لصحيفة "التايمز" البريطانية.

ويمكن لصواريخ "كينجال" التي كشف عنها بوتين قبل خمس سنوات، أن تتسارع إلى أربعة أضعاف سرعة الصوت بمدى يصل إلى حوالي 1250 ميلا، ويعتقد أنها ذات "قدرة نووية"، وفقا لـ"شبكة Npr".

وعادة ما تطير على ارتفاعات أقل من الصواريخ الباليستية ويمكن أن تحقق سرعة تزيد عن خمسة أضعاف سرعة الصوت، أو 3850 ميلا في الساعة، حسب "التايمز".

ويدعي الكرملين أن سرعة السلاح قصوى تبلغ 7500 ميل في الساعة، وهو ما سيكون أكثر من ضعف الأسلحة التي طورتها دول أخرى.

ومن الصعب اكتشاف تلك الصواريخ لأنه يمكن إطلاقها من طائرات مقاتلة من طراز "ميغ 31"، مما يمنحها مدى أطول وقدرة للهجوم من اتجاهات متعددة، حسب "سي إن إن".

وعلى عكس الصواريخ الباليستية، لا تتبع الأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت مسارا مقوسا، وتستخدم الهواء للتحرك أثناء الطيران، مما يجعل تعقبهم وتدميرهم أكثر صعوبة لأن العدو لا يعرف ما هو الهدف، حسب التايمز.

ويمكن للأسلحة التي تفوق سرعتها سرعة الصوت حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية، وهي قادرة على ضرب أهداف برية وبحرية، حسب "واشنطن بوست".

ويشير راغب إلى بعد جديد لخطورة  "كينجال"، ويقول "رغم كون تلك الصواريخ غير عابرة للقارات، لكنها تستطيع استهداف حاملات الطائرات.

تحول استراتيجي؟

يبدو أن استخدام مثل هذه المجموعة الواسعة وغير المتوقعة من الأسلحة يمثل تحولا في استراتيجية الكرملين، حسب "سي إن إن".

ومن المحتمل أن تكون روسيا قد طورت الصاروخ لاستهداف البنية التحتية الأوروبية الحيوية بسهولة أكبر، وفقا لـ"مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية".

وقد تؤدي سرعته، جنبا إلى جنب مع مسار الرحلة غير المنتظم للصاروخ وقدرته العالية على المناورة، إلى تعقيد عملية الاعتراض. 

ويشير راغب إلى أن "ثمن صواريخ كينجال باهظ وعالي التكلفة المالية والعسكرية"، لكنه يقول إنها "مهمة جدا من الناحية الاستراتيجية" بالنسبة لروسيا، مرجعا استخدامها في هذا الوقت لـ5 أسباب.

ما أسباب استخدام روسيا لكينجال في أوكرانيا؟

يشير راغب إلى أن السبب الأول هو "استعراض قوى تجاه الولايات المتحدة وحلفائها من دول الغرب، عبر الكشف عن تطوير موسكو منظومات صواريخ كان يتم وصفها بـ"عديمة الدقة" في عام 2015 خلال الحرب في سوريا.

ويقول إن "روسيا استغلت الحرب في أوكرانيا لتطوير الإمكانيات الصاروخية في ميدان معركة حقيقي، ليظهر بعد ذلك تعديلات لكينجال وكليبر وتحسين دقة إسكندر".

وفيما يخص السبب الثاني فهو "تهديد الدول الغربية" من خلال التلويح بامتلاك روسيا صواريخ قادرة على استهداف حاملات طائرات تمتلكها دول الغرب"، وفقا لراغب.

وفيما يتعلق بالسبب الثالث، فهو "رغبة روسيا تأكيد امتلاكها صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى قادرة على حمل رؤوس نووية وتستطيع الوصول للعمق الأوروبي"، حسب راغب.

أما السبب الرابع وفق راغب، فهو أن موسكو "تتفاخر" بامتلاكها صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى "عالية أو غير عالية الدقة، وتشير في الوقت ذاته لوجود "مخزون متسع من تلك الصواريخ".

ويشير إلى السبب الخامس، وهو "تأكيد روسيا على عدم نفاذ مخزونها من الصواريخ فرط الصوتية والمتطورة".

ويقول إن "روسيا تقوم باستهداف مناطق عامة ومكشوفة وبنى تحتية ولا تستهدف مواقع مجهود حربي ذات قيمة لخلق أصداء كبيرة والتأكيد أن مخزونها من تلك الصواريخ مازال قائما".

لكن في الوقت ذاته، يؤكد راغب أن  الإمداد الروسي من تلك الصواريخ "غير مفتوح"، مرجعا ذلك لـ"العقوبات الغربية التي تعيق وصول قطع غيار ومكونات ذكية عالية الدقة تستخدمها موسكو في تطوير تلك الصواريخ".

ويقول إن روسيا تمتلك "مخزونا من المنصات الخاصة بتلك الصواريخ، لكنها تفتقر المكونات الذكية المستخدمة في عمليات التطوير".

ولدى روسيا إمداد محدود من صواريخ كينجال، والستة المستخدمة في هجوم الخميس هي أكبر عدد تم إرساله نحو أوكرانيا في هجوم واحد، حسب "واشنطن بوست".

وفي نوفمبر، أكد وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي ريزنيكوف، أن روسيا استخدمت 16 صاروخا من طراز كينجال طوال الحرب ولا يزال لديها 42 صاروخا من هذا القبيل بعد استبدال تلك التي أطلقتها وقتها.

هل يمكن مواجهة كينجال؟

تعد صواريخ كينجال جزءا من مجموعة من الأسلحة الجديدة التي طورتها روسيا ويصفها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بأنها "لا تقهر".

لكن راغب يؤكد إمكانية مواجهة كينجال من خلال "طريقتين".

وعن السبيل الأول يشير إلى "استهداف مصدر التهديد" عن طريق ضرب الطائرة التي تحمل صاروخ كينجال وهي في الجو.

ويرى أن السبيل الثاني يتعلق بـ"تكامل دفاعي" لمنظومتين صاروخيتين، وهما نظام صواريخ "باتريوت" الأميركية أرض-جو متوسط المدى، ومنظومة  "ناسامز" النرويجية.

و"ناسامز" هي منظومة دفاع جوي نرويجية متوسطة مضادة للطائرات وتمتلكها أوكرانيا بالفعل، حسب "فرانس برس".

ونهاية العام الماضي، تعهدت واشنطن بإرسال بطارية "باتريوت" إلى أوكرانيا  لمساعدتها في مواجهة الهجمات الجوية الروسية المتواصلة، في انتصار كبير لكييف التي طلبت من الولايات المتحدة مرارا الحصول على هذه المنظومة.

وباتريوت قادرة خصوصا على إسقاط صواريخ عابرة وصواريخ بالستية قصيرة المدى وطائرات على ارتفاع أعلى بكثير من قدرات وسائل الدفاع التي تم توفيرها لأوكرانيا حتى الآن.

وعن ذلك يقول راغب "لا يوجد صاروخ لا يمكن اعتراضه، لكن لا يوجد أيضا منظومة دفاع جوي فعالة بنسبة 100 بالمئة".

شارك هذا الخبر

آخر الأخبار

إشترك بنشرة الـ"سياسة"

أهم الأخبار و الفيديوهات في بريدك الالكتروني

إشتراك

تحميل تطبيق الـ"سياسة"

Playstore button icon Appstore button icon

تواصل إجتماعي

Contact us on [email protected] | +96176111721
Copyright 2023 © - Elsiyasa